انتهى الكلام.. ملف الصحراء المغربية يعلو على كل قضية

بقلم: محمد الشمسي

آلمني الربط غير المتجانس بين ملف الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، فلا يجب أن يخيرونا بين إحدى القضيتين، وإن أرغمنا على ذلك فسنختار بدون تردد صحرائنا المغربية، فما من شخص في الوجود خيروه فاختار خراب بيته ونجاة بيت أخيه، لأن الحكم هاهنا يكون لاإراديا، وحتما فالمغرب الموحد من أقصى المتوسط إلى الحدود مع موريتانيا الشقيقة قوي متماسك يمكنه أن ينفع فلسطين التي يرضع زعماؤها وسياسيوها من ” الثدي الإسرائيلي”، ف”المناضلة “حنان العشراوي مثلا و التي قللت الحياء على المغرب، تتبضع العطور الفاخرة، والمساحيق التي تخفي بها شيخوختها من المال الإسرائيلي، لذلك لا يجهل علينا الجاهلون، ودعونا نضع النقط على الحروف التي تستوجب النقط، ولا نبعثر النقط على الحروف عبثا، ولنجتنب كل خطاب عاطفي، فبالعاطفة قد نربي الأطفال لكن لا نبني الدول، فقد اختار الملك محمد السادس الزمن المناسب ليدك قلاع الانفصال، حين استغل الوقت بدل الضائع من عهد وولاية الرئيس دونالد ترامب، لينتزع منه شهادة ستختصر على المغرب قرونا من محطات الدفاع عن وحدته، شهادة كانت في المجمل من باب تحصيل حاصل، كمن يرى الشمس مضيئة، شهادة تؤكد فطنة ملك المغرب الذي ضرب ضربة معلم في قضية الصحراء المغربية، في نظام عالمي جديد يحكمه “لانظام” ويسود فيه فائض من الاضطراب، والربان الحكيم هو الذي يعرف كيف يستغل الرياح أينما مالت، ويغتنم المكاسب من المتروي والمتهور على حد السواء، ويجعل من الأمواج العاتية قوة دفع لمركبه، ففي نهاية المطاف ظفر المغرب دون أن يخسر شيئا، وتلك قمة “الفن السياسي”، ومن يقول أن المغرب “خان فلسطين”، نقول له “هيهات تلك صيحات الحاسدين”، فماذا قدم ويقدم هؤلاء الافاكون المضللون من سلالة “غرارين عايشة”لفلسطين؟، وهل تنصل المغرب لعهد حيال فلسطين؟، وهل بقاء المغرب مشتت القوى مع وحدته الترابية فيه نفع لفلسطين؟، فلو أن أمريكا عرضت على عسكر الجزائر ربط علاقة مع إسرائيل مقابل الاعتراف بالانفصال كواقع في الصحراء المغربية، لما اكتفى جنرالات الجزائر بقبول العرض بل لأوحوا “لعلمائهم الضالين” أن يجعلوا من الولاء لإسرائيل الفرض السادس للإسلام، ولأمروا برفع الأذان بالعبرية وليس العربية، فقد تحولت المساجد إلى ثكنات، وتم اعتلاء منابر الموعظة هناك لسب المغرب وشتمه ولعنه في خطب جُمُعَتهم التي ألقاها أئمة برتبة ضباط صف.

يحاول أعداؤنا إفقادنا نشوة المكسب والانتصار الذي حققناه في صحرائنا، بربط الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية، نقول لهم بحزم وحسم أن فلسطين في وجداننا، لكن صحرائنا في دمنا وقلوبنا، ولم نكن نملك في فلسطين سهما حتى نبيعه، ولسنا جيرانا لها لنغلق معبرا أو نمنع حليبا أو دواء، لكن اسألوا التاريخ والجغرافية من باع فلسطين؟، وانتهى الكلام.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. الله يعطيك الصحة. كلام في الصميم ولم يترك فراغا في الرد على كل الحاقدين وعديمي المنطق والرؤى المنصفة. كلام جامع شامل يفحم كل الافواه التي تتطاير منها السموم. تلك الافواه التي تتغذى على الشواءب والاعشاب المضرة والتي تنبت في المجاري والمستنقعات القذرة.

  2. في الصميم مقال مختصر وشامل،مصلحة وطننا وارضنا وشعبنا فوق اي قضية،والظروف الجيوسياسية والمصالح الاقتصادية تفرض ذلك.

  3. بنسبة لي كمواطنة مغربية لو خيروني بين الصحراء والقدس سأختار القدس بعيون مغمضة لأنها مسرى رسول وصيته ولن اخونها مهما كان وسأضل وفية مهما كلف الأمر وسأتخلى عن الصحراء لأنها ليست مهمة وستضل قضيتي الوحيدة هي فلسطين وانتهى الأمر مهما كان سبب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى