الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ..صمت وخدلان ونسف للنضال

من عجائب التنظيمات النقابية ان تجد نقابة تصطف الى جانب الحكومة وتتنازل شيئا فشيئا عن وجودها الاصلي الذي يقترن بالدفاع عن الشغيلة ومناصرتها في الشدة .

تنظيم نقابي مغربي ظل بعيدا عن الملفات العالقة ، وحاول الخروج من عملية الشد والجدب دون خسائر لكونه ذراع نقابي مقرب من الحكومة التي اختارت ان تواجه النقابات باصرار كبير من اجل الاجهاز على الحقوق .

الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ، كان تنظيما نقابيا خارج السياق الاصلي للعمل النقابي وظل في فترة طويلة صامتا محابيا للحكومة التي اغلقت باب الحوار وتمسكت بقانون ” لي الذراع ” و ” الاجهاز على الحقوق ” وهو الامر الذي احدث غليانا عماليا في عهد حكومة بنكيران وخرجت النقابات تحتج بشدة في وقت التزم ” الاتحاد ” الصمت وبارك بطريقته المعهودة اختيارات الحكومة ضدا في الشغيلة .

النقابات المغربية دخلت في صراع طويل مع حكومة بنكيران لاجباره على الاستجابة لمطالب الشيغلة وبالتالي معاكسة اماني الباطرونا التي ظلت تماطل وتواصل هجومها على حقوق العمال والشغيلة غير ان ” الاتحاد ” كان يتوارى للخلف باذن من القيادة التي كانت تراعي لظرفية التسيير التي يقودها بنكيران الامين العام لحزب العدالة والتنمية .

وحينما يخرج ” الاتحاد ” عن الصف فهو يساهم بشكل او باخر في غياب التنسيق النقابي بل افشاله وبالتالي تصبح الاحتجاجات مجرد تنفيس للغضب الجماهيري العمالي في غياب وحدة الصف النقابي التي يفترض ان تكون الى جانب الطرف الاضعف .

واذا تم الحديث عن صمت بعض النقابات كما هو الشأن للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب فلابد من التاكيد على حجم الخنوع الموجود داخل الشغيلة التابعة لنفس التنظيم وهو مايعني ” التفرقة ” التي يليها نجاح الباطرونا وسموها وخدمتها بل واعطائها الضوء الاخضر للاجهاز على ماتبقى من الحقوق والمكتسبات .

هذا التنظيم ، كان اجدر به مساندة النقابات والجلوس معها على طاولة الحوار و تقييم المعركة و نقط ضعفها و الخروج منها بأقل الهزائم و دراسة الخطط للرد على الحكومة وهو الامر الدي لم يحصل ابان فترة بنكيران .

هذا التنظيم ، في الوقت الذي كانت جل النقابات جاهزة لمواجهة الحكومة وفق تطور الأوضاع وحجم التراجع لعب دور المتفرج وبقي يراقب من بعيد ويتناول الخسارات من زاوية اصدار بعض البيانات التي غلب عليها اسلوب ” المهادنة ”   هذا التنظيم لم يفهم بعد ان وجوده الاصلي يستمد شرعيته من أن يشن حربا ضروسا على الانتهازيين و أن يكون جسدا واحدا موحدا مع باقي النقابات، وهو امر لم يحدث بسبب اوامر القيادة البنكيرانية التي كانت تعطي الاوامر للتخفيف من حدة الاضرابات والاحتجاجات بل ونسفها .

في النهاية يجب القول أن النضال النقابي يضل هو السبيل الوحيد للطبقة العاملة و عموم المأجورين للدفاع عن حقوقهم و مكتسباتهم ،و مهما كان من تراجعات و خيانات و تواطؤ إلا أن تقدم الصراع الطبقي و فرز التناقضات خصوصا الرئيسية منها ،و ربط النضال النقابي بالنضال العام من أجل نظام سياسي ديمقراطي و دولة وطنية لمؤسسات و سيادة قانون و ليس لأشخاص، هو الوحيد الكفيل بتخليص الطبقة العاملة من الاستغلال و يقدمها نحو تأسيس حزبها المستقل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى