كيف لامست السينما المغربية طابو الجنس
ربيع بلهواري _ هبة بريس
لا يختلف اثنان على أن الأفلام المغربية تحتوي على قدر مهم من المشاهد ذات الطابع الإغرائي، ففي السنوات الاخيرة اعتمد معظم المخرجين المغاربة على تيمة الجنس كمعطىً تجاري، يلعب على الوتر الحساس للمتلقي، لكن هل تم توظيف هذه التيمة بمقاربة فنية؟
يرى متابعون للإنتاجات السينمائية المغربية بأن معالجة تيمة الجنس تتم في إطار درامي يبتعد عن الغاية الفنية، فمثلا فيلم “المنسيون” لمخرجه حسن بن جلون، على سبيل المثال، صَوَّرَ مشهد الاغتصاب بطريقة -يراها بعض النقاد- أنها تستجدي غرائز المتلقي أكثر من كونها لقطة تحمل في طياتها تعاطفًا إنسانيًا مع المُغْتصبة. الأمر نفسه نجده في أعمال أخرى من قبيل فيلم “الزين اللي فيك”، الذي أثار عاصفة من الجدل والاستهجان لدى معظم المتابعين المغاربة، حيث اعتبره البعض فيلمًا يقترب من الأعمال “الإباحية” منه إلى الأعمال السينمائية، وقد أحب المخرج “نبيل عيوش” في عمله أن يترجم حياة الدعارة بمراكش المغربية، بطريقة وصفت لدى بعض النقاد على أنها فجة وسطحية، وتثير استفزاز المتلقي، لكن في المقابل يرى البعض أن الفيلم يفضح واقع تجارة اللحم الرخيص، بأسلوب صادم يعبر عن “مشهد واقعي” ينكره المغاربة.
وعلى ما يبدو أن تيمة الجنس تم إقحامها في السنوات الأخيرة بمعالجة إغرائية مجانية مبالغ فيها، تختلط بألفاظ نابية، تخاطب الغرائز السفلية للمتلقي، دون أن ترتقي بفكره ووجدانه، وبدون أن تعتمد على مقاربة فنية تطرح نقاشًا مجتمعيًا جادًا، تبتعد عن التناول الرخيص والمبتذل لتيمة الجنس.