فضيحة مصحة في زمن كورونا.. وفاة رضيعة حديثة الولادة “ما لقاوش ليها بلاصة”

هبة بريس – الدار البيضاء

فضيحة مزلزلة شهدتها إحدى المصحات بمدينة المحمدية و معها مؤسسات صحية أخرى بمدينة الدار البيضاء بعدما تخلى الجميع عن إنقاذ طفلة رضيعة حديثة الولادة و تركوها تواجه الموت بحجة غياب التجهيزات اللازمة تارة و أخرى بسبب غياب مكان شاغر.

القضية تتعلق بطفلة رضيعة ولدت مساء أمس في مصحة “ض. اج” بالمحمدية ،حيث و وفق إفادت أسرة الرضيعة ، فقد لجأت سيدة حامل بمعية صديقتها للمصحة المعنية قصد الولادة و التي تمت فعلا بعد أن طلبت إدارة المصحة من السيدة و رفيقتها أداء مبلغ 8000 درهم.

و بعد عملية الولادة، يضيف مصدرنا، فاجأت إدارة المصحة الأسرة حيث طالبوها بأخذ الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها بعد ثلاث ساعات فقط مؤكدين أن لديها مشكلا في التنفس و منحوها ورقة وطلبوا منها البحث عن سيارة إسعاف لنقلها لمصحة “ض. اج” للأطفال بالحي الحسني الدار البيضاء.

و حين استفسار رفيقة الأم عن سبب نقل الطفلة بما أن المشكل بسيط، تفاجأت برد ممثل المصحة و الذي مفاده أنهم لا يتوفرون في الوقت الراهن لا على جهاز تنفس ولا على التجهيزات التي تحتاجها الرضيعة، علما أن عملية نقل رضيعة حديثة الولادة من مدينة لمدينة بحثا عن جهاز تنفس وعلاج هو أمر في غاية الخطورة.

الغريب في الأمر وفق إفادة مقربين من الأسرة أن إدارة المصحة الأولى لم تكلف نفسها عناء التواصل مع مستشفى “ض. اج” الحي الحسني حيث اكتفوا بتطمين الأم و رفيقتها بكونهم سيجدون للرضيعة مكانا بالمصحة الثانية.

و نظرا للحالة التي كانت عليها الأم سويعات فقط بعد الولادة، فقد تعذر عليها مرافقة الرضيعة التي كانت تحتاج لتدخل طبي عاجل مما جعلها تمنح الوثيقة التي سلمتها لها إدارة المصحة لصديقتها التي رافقت سيارة الإسعاف معها بحثا عن مكان بالمصحة الثانية للطفلة حديثة الولادة.

فصول الغرابة لم تتوقف هنا، حيث و دائما حسب روايات الأسرة، فقد رفضت إدارة مستشفى “ض.اج” الثانية استقبال الرضيعة بدعوى أنهم لا يتوفرون على وثائق الضمان الاجتماعي الكاملة و كذلك نظرا لكون الأب غير موجود.

هذا الرفض، دفع رفيقة الأم للبحث بطرقها الخاصة عن سبيل لإنقاذ الفتاة و تجنيبها عناء التنقل في سيارة الإسعاف لمدة طويلة، حيث و من خلال علاقاتها الخاصة تواصلت مع أحد مسؤولي جمعية “ق.ح” للأطفال و الذي بدوره تواصل مع أطباء المركز غير أنه و بعد نقل الرضيعة للمركز فوجئت كذلك برفض استقبالها من طرف الطبيب المداوم والممرضة و هاته المرة بحجة عدم شغور أي مكان.

هذا المعطى جعل الأسرة تفكر في نقل الرضيعة لمستشفى ابن رشد ليلا لعل الله يكتب للصغيرة عمرا في هاته المنظومة الصحية الغريبة و العجيبة حسب تصريحات أحد مقربي الأسرة و الذي حمل كل المسؤولية فيما وقع لمسؤولي مصحة المحمدية التي استلمت مبلغا عن عملية الولادة و لم تقم بواجبها كما يفترض و تركت رضيعة تجوب شوارع المحمدية و البيضاء ليلا في سيارة إسعاف بحثا عن من ينقذها رغم أن عمرها لم يتجاوز الساعات فقط.

و لامت أسرة الطفلة مسؤولي مصحة “ض. اج” بالمحمدية بالدرجة الأولى متسائلين كيف يعقل لمصحة تشتغل بدون تجهيزات ولا يعقل أن يتركوا رضيعة تجوب شوارع مدينة أخرى بحثا عن مستشفى ينقذها في ظل ما نعيشه من وباء.

و بعد فشل عملية البحث المضن عن مكان يستقبل الرضيعة، عادت الأخيرة لمستشفى المحمدية لتواجه مصير الموت بعدما اضطرت الأسرة في نهاية المطاف للإذعان لما قاله أحد المسؤولين: “تسناو حتى يجي طبيب الأطفال في الصباح و يدير الله خير”.

و قبل حلول ساعات الصباح ، تحكي الأسرة ، استفاق الجميع على الخبر الذي كان صادما “لقد توفيت الرضيعة و فارقت الحياة”، خبر سقط كقطعة ثلج باردة خاصة على الأم التي ما تزال في وضعية صحية حرجة، فيما أسرة الرضيعة تطالب وزارة الصحة بالتدخل العاجل و فتح تحقيق في هذا الأمر لتفادي وقوع الكارثة.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لاعجب في ذلك هذه هي المؤسسات الصحية في المغرب !!! ولكن يجب متابعة مصحة المحمدية قضاءيا عن الاهمال المفضي الى الموت

  2. هده ليست الحالة الأولى والأخيرة بالإضافة إلى أن متل هده الحالات أصبحت كتيرة و ناهيك عن كترة المصارف إذا ما تم إيجاد مكان لها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى