أمريكا تستعين ببروفيسور مغربي لإيجاد لقاح كورونا و الأخير يقترب من الهدف

هبة بريس – ياسين الضميري

هم أبناء هذا الوطن حتى و إن غادروه في سن مبكرة ، سيظلون فخرا لهاته الأمة ، بإنجازاتهم و أفكارهم و مستوياتهم العلمية و الأكاديمية خير سفير للمغرب ، طيور مهاجرة حطت الرحال ببلدان أخرى لتكمل مشوار التحصيل و بعده المسيرة المهنية ، فحققوا ذواتهم و بصموا أسماءهم في سجلات من فخر و اعتزاز ببلدان النشأة و الاحتضان ، غير أن الوطن يظل في القلب و الوجدان ، و منهم على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور و العالم منصف محمد السلاوي.

هذا الإسم الذي لم يكن الكثير من المغاربة يعرفونه حتى ظهر فيروس كورونا اللعين ، فأصبح الدكتور و البروفيسور و الباحث و العالم و الخبير في صنع لقاحات مضادة للفيروسات حديث الساعة ، ليس في مملكتنا و حسب و إنما في دول عدة و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف ذلك ، و من يكون البروفيسور و العالم منصف محمد السلاوي المغربي الأصل؟

قبل أيام ، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ندوة صحافية رفقة كبار مسؤولي البلاد ليؤكدوا أن لجنة علمية مكونة من كبار الخبراء في مجال صناعة اللقاحات المضادة للفيروسات تعكف ليلا نهارا على البحث عن إيجاد لقاح فعال مضاد لفيروس كوفيد 19، مؤكدا أنهم اقتربوا بشكل كبير من الهدف و أن التجارب السريرية ستخرج للعلن في أقرب وقت.

هذا الخبر الذي جاء على لسان رئيس أقوى دولة في العالم جعل كبريات الصحف الأمريكية تبحث و تتقصى في هوية اللجنة العلمية و الطبية التي تبحث عن علاج لفيروس كورونا في أمريكا ، فكانت المفاجأة صادمة و سارة في الوقت ذاته.

اللجنة حسب تلك التحقيقات تضم خمسة من كبار العلماء المختصين في لقاحات الفيروسات ، واحد منهم يدعى منصف محمد السلاوي ، مغربي الأصل و النشأة ، باحث و عالم مختص في كل ما يتعلق بالفيروسات الخطيرة التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين في عدد من بقاع المعمور.

و حسب ما توصلت له تلك الأبحاث و التحقيقات ، فإن الدكتور المغربي منصف محمد السلاوي، هو عضو مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة، و رئيس مجلس إدارة اللقاحات في شركة “جلاكسو سميث كلاين”، و هو عضو مجلس إدارة “موديرنا” وهي الشركة التي أجرت أول اختبار لقاح لمصابة بكورونا في أمريكا قبل أيام، و هو المسؤول حاليا عن مهمة الإشراف رفقة اللجنة العلمية بأمريكا لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.

و في بحث عن معطيات تتعلق بالباحث و العالم المغربي منصف محمد السلاوي نجد أنه غادر المغرب في سنه السابعة عشر لدراسة الطب بفرنسا ، غير أن الأقدار شاءت أن تقوده لبلجيكا ، هناك حيث استقر لمدة 27 سنة بعدما درس البيولوجيا و تحصل على دكتوراه في علم المناعة.

بعد ذلك ، تزوج الدكتور منصف محمد السلاوي برفيقة دربه و التي كانت تشتغل كعالمة فيروسات ، قبل أن يغادرا معا نحو الولايات المتحدة الأمريكية و يتحصل على شواهد جديدة و يصبح أستاذا في جامعة هارفارد ، علما أن زوجته البروفيسورة هي التي كانت أول من اكتشف لقاحا ضد فيروس ظهر في سنوات الثمانينات كان يهاجم الأبقار شبيه بفيروس نقص المناعة لدى البشر.

و عندما تم اكتشاف مرض المناعة المكتسبة الإيدز في عام 1984، عرض الباحثون عن الكفاءات على البرفيسور المغربي منصف محمد السلاوي فرصة الانضمام لهم في شركة لقاح في بلجيكا ، تدعى “سميث كلاين ريت”، التي ستصبح فيما بعد “جلاكسو سميث كلاين”، وهكذا انطلقت مسيرة الباحث الشاب في علم اللقاحات، حيث تم تعيينه كمستشار في علم المناعة.

في إحدى حواراته ، يقول الباحث و العالم المغربي: “لقد كانت فكرتي دائما أن أفعل أشياءا يمكن أن تؤثر على العالم، في علم اللقاحات الفيروسية، أدركت على الفور أن سياق الشركة سيسمح لي بالوصول إلى هناك ، أكثر بكثير من البيئة الأكاديمية “.

و في سنة 1988 ، انضم البروفيسور السلاوي إلى مجموعة من الباحثين المسؤولين عن تطوير لقاحات ضد الملاريا، و في غضون 15 عاما ، سيشارك البروفيسور السلاوي بشكل مباشر في اكتشاف غالبية لقاحات علم المناعة كالملاريا ، سرطان عنق الرحم ، الفيروسة العجلية ، المكورات الرئوية و غيرهم.

و بداية من سنة 2003 ، أصبح العالم والدكتور السلاوي مسؤولا عن تطوير الأدوية الأكثر تعقيدا، و بعد ثلاث سنوات ، تولى مسؤولية البحث والتطوير وانضم إلى مجلس الإدارة ليصبح رقم 2 في المجموعة بعد تحقيقه عددا من الأهداف.

موازاة مع ذلك ، و في حوالي عشر سنوات ، و بالضبط من عام 1995 إلى عام 2006 ، تمكنت شركة GSK R&D من تطوير منتج واحد فقط، علما أنها صرفت حوالي 6 مليارات دولار في السنة و وظفت 16000 باحث، لذلك كان من الضروري إجراء إصلاح شامل للقسم، و هو ما دفع المجموعة للاستعانة بخدمات البروفيسور المغربي للقيام بهاته المهمة.

يقول الدكتور منصف محمد السلاوي في ذات الحوار: “بعد تشريفي بهاته المهمة ، تم تنفيذ العمل من خلال العمليات وليس من خلال الفرضيات، لم يكن هناك مخاطرة وبالتالي لم يكن هناك ابتكار، تم تنظيم البحث في أقسام مقسمة من 2500 إلى 3000 شخص، لذلك كان علينا أن نعيد إنشاء كل شيء ، حيث تم إحداث فرق صغيرة من 8 إلى 80 شخصًا، تمثل المجالات العلمية الرئيسية وبرعاية القادة العلميين”.

و في ظرف وجيز على تعيينه بهاته المهمة ظهرت نتائج مبهرة للعمل المنجز، حيث كانت الكلمة الرئيسية أيضا لاكتشاف علوم جديدة، أي أنه بين عامي 2011 و 2016 ، أنتجت المجموعة التي يوجد على رأسها 24 دواءا و لقاحا جديدا لفيروسات جد متطورة، و التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل رسمي، كما تم تخفيض الميزانية بنسبة 40٪ لتصل لحدود 3.5 مليار دولار سنويا وخفض عدد الباحثين إلى 9000 فقط.

و في سنة 2017 ، و بعد مشوار علمي طويل و ناجح ، قرر البروفيسور و الباحث منصف محمد السلاوي رفقة أندرو ويتي الرئيس التنفيذي للمجموعة العملاقة المختصة في البحث و تطوير لقاحات الفيروسات بأمريكا الخلود للتقاعد و ترك المكان للجيل الجديد من الشباب الباحث.

و في ظل الأزمة الراهنة ، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من كبار مسؤولي الدولة التواصل مع أكبر خبراء و عالمي اللقاحات الفيروسية لإيجاد عقار فعال لفيروس كورونا ، فلم يجد هؤلاء سوى البروفيسور المغربي منصف محمد السلاوي ليكون ضمن اللجنة التي تم اختيارها نظير مؤهلاتها الأكاديمية و العلمية و منجزاتها الكثيرة في هذا المجال للبحث عن الحل و هو ما اقتربوا من تحقيقه حسب أخر تصريح للرئيس الأمريكي ، ليظل بذلك هذا الدكتور المغربي فخرا لنا جميعا كمغاربة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. و نحن نعول على رشيد شو، دنيا برطمة، مومو، الخارق مول الكمانجة، رجال المهام الصعبة، و صباحيات 2m و و و

  2. العلماء الكبار هم الذين يفوق سنهم عن 50سنة فكيف إذا فكر العالم القضاء على هذه الشريحة بفعل كوفيد19 كما يشاع أنهم هم الفئة المستهدفة

  3. هدا و ان دل على شيء فانما يدل على ان امريكا و غيرها من الدول تعتمد على العقول الاجنبية فكل مجالات البحث العلمي يسيطر عليها الاجانب او ما يصطلح عليه هجرة الادمغة . اللهم وفق هدا العالم المغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى