قصة مستثمر فرنسي فقد مشروعه وأصبح مشردا بشوارع مراكش

ع اللطيف بركة : هبة بريس

تحول حبه الى مدينة البهجة، الى ” كابوس مرعب” بعدما كان مستثمرا وأصبح مشردا بشوارع مدينة مراكش .

قصة المواطن الفرنسي ” موويس دومنيك” 63 سنة، كانت قد إلتقته جريدة ” هبة بريس” بعد أن أغلقت عليه جميع الابواب حتى من قنصلية بلاده بمراكش، فلم يجد من يستمع الى شكواه، قاده حبه للمدينة الحمراء دخول مغامرة الاستثمار في مدينة لا تغيب عنها الشمس إلا أسابيع معدودة في السنة، لكن اليوم يحاول مغادرتها وفي نفسه ذكرى سيئة بعد أن كاد يفقد عقله من جراء فظاعة ما تعرض له، و لا زال ينتظر لعل شمس الإنصاف تشرق من تدخل مسؤول فرنسي أو مغربي للاطلاع على قضيته .

– بداية القصة

كان الموطن الفرنسي ” دومينيك” هو وزوجته مولوعين بمهرجان ” ݣناوة” بالصويرة، كلما حل موعده ، إلا وحجزوا فندقا هناك واستمتعوا بما يقدمه المهرجان من فرجة. مراكش كذلك كانت من ضمن المدن التي سلبت قلب ” دومينيك” يزورها بين الحين والاخر، ربط علاقات مع عدد من المراكشيين، بعد أن أغراه من أغراه وأظهر له من” الربح قنطار” إلا أنه لم يبق له لا الفضل ولا رأس المال على حسب تعبير عبد الرحمان المجدوب .

في سنة 2006 شاهد ” دومينيك” إشهار ضمن وصلات إحدى القنوات الفرنسية، حول سبل الاستثمار بمدينة مراكش، أعجبه ذلك خصوصا أنه زار المدينة وطلع على مؤهلاتها الطبيعية والبنيات التحتية، واقتنع أن مشروعه سيعرف نجاحا لتوفر كل الشروط .

في سنة 2007، إتصل به أحد أصدقاءه المراكشيين وأخبره عن وجود ” رياض ” للبيع على مقربة من القلب النابض لمدينة البهجة ” جامع لفنا”، شارك الفكرة مع زوجته، وقدموا الى المدينة محملين ب ” الاورو ” فتم شراء ” الرياض” بأزيد من 180 مليون سنتيم دون إحتساب مصاريف التوثيق. ولعل شراء أي عقار خصوصا إذا كان ” رياض ” سيحتاج الى مصاريف لتحويله الى مشروع سياحي وفق الشروط والمعايير التي تفرضها السلطات والجهات الوصية بقطاع السياحة .

الفرنسي ” دومينيك ” كلفه المشروع السياحي من إعادة الاصلاح والتجهيز ما يفوق ” 500 مليون سنتيم، بدأ عمله في إستقبال السياح الفرنسيين ومن جنسيات أخرى، غير أن أحد أصدقاءه إقترح عليه تولي التسيير لأحد المختصين في مجال التسيير السياحي ، فوجدت الفكرة مستقرها لدى ” دومينيك ” لينجز مع أحد الاشخاص ” عقد تسيير ” .

بقي الوضع يسير بشكل عادي بالمشروع السياحي، وبعد مرور ثلاث سنوات على موعد تجديد العقد ، وقعت ” المفاجئة ” لدى المستثمر الفرنسي، بعدما رفض المسير تمكينه من ذلك، وبعد إصراره ، غلق باب ” الرياض ” في وجهه، فأصبح كلما حاول الدخول لتفقد مشروعه إلا ومنعه الحراس بتعليمات من ” المسير” أقام دعوة قضائية و إنتدب لذلك أربعة محامين، تخلو عنه في وسط معركته، بقي واحدا وافته المنية وبقي الملف معلقا في رداهات المحاكم.

– معاناة “دومينيك “وقنصلية بلاده

بعدما أحس ” دومينيك” أنه منع من ولوج مشروعه، وأن قضيته بالمحكمة متعثرة، إلتجأ الى قنصلية بلاده، قال ل ” هبة بريس” انه رغم تردده على القنصلية الفرنسية بمراكش، لم يتم استقباله.

– عصابة إجرامية جردت ” دومينيك” من كل وثائقه

في أحد الايام حوالي الساعة الثامنة مساءا، كان ” دومينيك” يتجول بأحد الشوارع الرئيسية للمدينة الحمراء، يحمل معه حقيبته التي تضم جل وثائقه، يفكر حينها بمغادرة مراكش نحو فرنسا، من أجل الترافع على ملفه العالق، وخصوصا أن قنصلية بلاده لم تستقبله، وفي لحظة يضيف ” دومينيك” باغثه شخصان على مستوى أحد شوارع المدينة، وسلبوه كل ما يملك من وثائق حتى جواز سفره
فاضطر لترك ” الجمل بما حمل” وهرول نحو أقرب مركز أمني للتبليغ على ما تعرض له، فتم الاستماع له، ولم يسترجع وثائقهم الى اليوم.

– الفرنسي يعيش ” التشرد”

دخل الفرنسي ” دومينيك” الذي كان يملك مشروعا بأزيد من نصف مليار، إدخر فيه كل ما يملك من أموال، ليعيش حياة ” تشرد” قاسية، حتى إلتقى بشاب سوسي يحمل الجنسية الفرنسية، رافقه الى القنصلية الفرنسية بأكادير، التي استقبلته واستصدر وثائق من أجل جواز سفره، قصد العودة الى فرنسا، حيث سيبدأ معركة أخرى هناك مع المؤسسات الفرنسية بعد أن تم تركه من طرف مصالحها بالمغرب، يعيش حياة التشرد القاسية ويفقد أمواله ومشروعه السياحي.

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

  1. نحن في غابة مليئة بالحيوانات المفترسة لا قانون ولا عدالة .اغلب الأصدقاء يتمنون بيع ممتلكاتهم والهروب من غابة الحيوانات المفترسة. مافيا العقار فعلت ما تريد وبتواطء مع العدالة .

  2. ماذا لو استعنا للطرف المشتكى به ؟! ثم هناك القضاء ! القنصلية الفرنسية لا يمكنها التخلي عن أحد رعاياها ! لا يمكن إطلاقا أن يتواطأ الجميع ضد هذا الأجنبي !

  3. هناك شيء لايعقل مهما ان قنصلية بلاده لم تتدخل ادن هو من اضاع ماله بطريقة ما فكيف يعقل ان يتم تغيير اسم المالك الحقيقي في المحافظة العقارية باسم اخر مزور اين دور الموثق .دائما نلوم المغرب و المغاربة وننسى ان هدا يزيد في تشويه سمعتنا لو وقع هدا لمغربي بفرنسا لقلنا عن اخينا “استاهل مشا عطاها للنشاط” لا حول و لا قوة الا بالله.

  4. مثل هذه التصرفات هي التي تضرب الاستثمار في المغرب وتعطي سمعة سيئة على المغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى