يوم عالمي بدون بورطابل .. ؟

دراسات مخيفة

كشفت العديد من الدراسات والأبحاث في المجال التكنولوجي السمعي البصري Audiovisuel ، لا سيما البورطابل/الهاتف النقال أن هناك تداعيات صحية خطيرة ناجمة عن استعمالاتنا لها ، ناهيك عن قضايا وتسميم العلاقات أو بالأحرى شيطنتها بين شرائح واسعة من أفراد المجتمعات ، حتى إن بعضهم يرى في هذه “الأداة الرقمية الزرقاء” أقرب الوسائل للتهديد والتشهير والتوريط والابتزاز .
أوجه استعماله متشعبة ؛ يختلط فيها الاجتماعي بالاقتصادي والسياسي . ولما كانت بهذه الدرجة من الحيوية والخطورة ؛ عمدت العديد من الدول والحكومات إلى حجب شبكات الانترنيت على مجتمعاتها ، أو تسليط أجهزة المراقبة والتنصت على مستعمليها ، مخافة تأجيج مشاعر الجماهير الشعبية وتأليبها ضدها ، وقد اتخذت منها شركات مصدرة عملاقة بوابة لترويج منتجاتها ، من خلال محاصرة أنظار مستعملي البورطابل ، وإمطارها بألوان شتى من وصلات الإشهار ؛ في شكل مقاطع فيديو غير محصورة ، تدر عليها كل يوم المليارات من الدولارات !

مساحات واسعة من التخريب والتدمير والتهجير !

بالنظر إلى نتائج الأبحاث السوسيولوجية ؛ في مضمار علاقات البورطابل بالإنسان ؛ دلت أرقام وإحصائيات مرعبة في العلاقات البشرية ؛ من خلال مرورها بالهواتف الذكية ؛ على وجود انعكاسات خطيرة في شكل مجموعة من المؤشرات يمكن إجمالها فيما يلي :
* تدمير العلاقات الأسرية ؛ كارتفاع نسب الطلاق والخيانة الزوجية ، إلى حالات التآمر ، والإيقاع بالأشخاص من خلال التشهير بهم أوابتزازهم ؛
* الترويج لثقافة متعفنة ؛ كتركيب مقاطع فيديو إباحية أو الترويج لصورها مع توريط أشخاص بعينهم ؛
* شيطنة العلاقات ؛ إما بين الأصدقاء أو أفراد العائلة الواحدة ، من خلال بث مزاعم واختلاق أكاذيب ، أو تكريس ثقافة الدجل والخرافة ؛
* التشكيك في منتوج اقتصادي ؛ إما بتوجيه ضربة قاصمة إلى شركة ؛ صاحبة منتوج معين ، في محاولة لخنق اقتصادها ، أو الترويج لمنتوج استهلاكي وحمل المشاهد/المستهلك على اقتنائه ، ولو على حساب عدة معايير بيئية وصحية .

إدمان البورطابل ومنظمة الصحة العالمية WHO

تصنف منظمة الصحة العالمية WHO البورطابل ضمن لائحة المواد الاستهلاكية الأشد ضررا على الصحة العامة إذا تجاوز استهلاكه السقف المسموح والذي يحصره خبراء الصحة العقلية الإلكترونية بين 3 و 4 ساعات متقطعة في اليوم ، ويتحول إلى إدمان إذا زاد عن هذا الحيز أو كان في زمن مسترسل دون انقطاع  ، وإلا تحول بصاحبه إلى حالة إدمان ، وتحصر هذا الإدمان في حالات ؛ كالألعاب الإلكترونية ، وأجهزة الحاسوب ، والبورطابل الذكي الذي يخلف مضاعفات وتداعيات خطيرة على الصحة العقلية والعصبية والبصرية ، والجسمانية عموما .

كما أجريت تجارب إكلينيكية على عينات من مستعملي البورطابل ، بأن تم منعها من استعماله بغرض قياس ردود الأفعال ومعرفة سلوك المدمنين ، وقد تم تسجيل الملاحظات التالية كمواصفات للشخصية المدمنة للبورطابل :

* الميل للكسل والخمول ؛ والانزواء عن الناس ؛

* إبداء السلوك العدواني تجاه الآخر ؛

* ضعف واضح في التركيز والانتباه ؛

* النزقية التي تحكم تحركاته ومساعيه .

 

يوم  بدون بورطابل … هل ممكن ؟

 

يقدر خبراء الاقتصاد الالكتروني Electronic economy؛ في مجال وسائط التواصل الاجتماعي ؛ أن هذه الأخيرة people Media  أن هذه الأخيرة تدر أرباحا تتجاوز المليارين من الدولارات كل يوم ، فضلا عن ملايين وملايين أخرى تذهب إلى شركات التسويق والإشهار خلال ساعة واحدة من تشغيل البورطال في أنحاء العالم ، ويعني هذا ضمنيا أن هذا “الغول الالكتروني” لا يمكن أن يسمح بتعطيل آلياته ولو لمجرد ساعة واحدة ، وإلا كانت خسارته بالمليارات ولتعطلت حركة السير في أنحاء واسعة من العالم . ومن خلال هذه الأرقام السمينة ، تعمل شركات التسويق Marketing  على الزيادة في وتيرة الاستهلاك والحؤول دون تعطيلها ، من خلال نفوذها السياسي داخل شبكات الأنترنيت العالمية .

 

  المال الأعور !

 

هناك أخطار صحية جسيمة ، جراء استهلاكنا المفرط لبعض الأجهزة الإلكترونية ، بات على رأسها البورطابل الذي حظي ؛ في العقد الأخير من هذه الألفية ؛ بأبحاث ودراسات ميدانية معمقة ، في اتجاه الوقوف على أضراره وانعكاساتها على الإنسان ، سيما في حالات الإدمان ، بيد أن أطرافا نافذة في مجال المال والتسويق كانت دوما بالمرصاد لنتائج هذه الأبحاث والعمل على محوها والتصدي لها في الدوريات والمواقع الإلكترونية ، والتشكيك في صحتها ، حتى لا تفقد تصنيفها ومكانتها في المال والاقتصاد ، فوجدت في عنصر “الشباب” المادة الحيوية لتطوير منتجاتها وتكييفها مع حاجياته وطموحاته ؛ رغما عن أنف صحة الإنسان .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سبق السيف العدل
    لا يمكن تعطيل او الحد ولو لبعض الدقائق التكنولوجيا الحديثة بما فيها الهاتف الذكي لان التاريخ لا يعود القهقرى اقصى ما يمكن فعله هو العمل على تربية النشء على حسن توظيفه واستعماله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى