“مساخيط” العهد الجديد .. الحلقة الأولى : محمد راضي الليلي “تاجر المواقف”
لبنى ابروك – هبة بريس
الوطن كلمة محدودة الأحرف، واسعة المفهوم، الوطن، ذاك المكان والمصير والاحساس المشترك، هو البيت الكبير الذي يجمعنا والحضن الدافئ الذي يدفينا، هو المساحة التي نفتخر بالانتماء إليها ونشتاق ونتشوق للعودة إليها اذا ما ابتعدنا عنها.
يقال أن الوطن أم، وكل متمرد عن أمه “عاق” و “مسخوط” كما يقال بالعامية المغربية، أي ناكر لجميل والداه اللذان احتضناه وربياه ورعاه.
سنتحدث في هذه السلسلة، عن أشخاص “أكلوا من الغلة وسبوا الملة”، أشخاص ولدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا في هذه البلاد السعيدة، وأكلوا من خيرات هذا الوطن وتمتعوا بامتيازاته، قبل أن ينقلبوا عليه ويصبحوا من أعدائه.
أشخاص أصبحوا دون أعذار أو سابق إنذار، يلبسون عباءة “المعارضة” ويتحدثون بلسان “العدو”، أشخاص يهاجمون ويعارضون دون الدفاع عن مبدأ وموقف عام، بل لتحقيق مصلحة شخصية ومنفعة معينة.
قد نتسامح مع شخص ثار عن القوانين وتعدى الحدود الحمراء، للدفاع عن موقف أو حق عام، لكننا لن نغمض أعيننا عن شخص رفع شعارات “نضالية” للدفاع عن مصلحته الشخصية ولاستغلال ذلك في تحقيق أغراض مادية .
“بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضلوا علي كرام” قولة يجهلها أو يتجاهلها عدد من هؤلاء الذين اختفلت أسباب وأهداف معاداتهم لوطنهم، لكنهم اجتمعوا في اختيارهم الهرب الى بلدان أجنبية للاستقرار بها والخروج إعلاميا في قنواتها لقصف وجلد وطنهم الأم دون أن يندى لهم جبين أو يحسون بتأنيب ضمير.
الحلقة الأولى: محمد راضي الليلي “تاجر المواقف”
فوجئ كثيرون السنة الماضية بحصول الصحافي السابق بالقناة المغربية الأولى محمد راضي الليلي، على اللجوء السياسي في فرنسا بعد نحو سنتين على مغادرته المغرب.
قبل ذلك، فاجئ راضي الليلي، المغاربة بمواقف وآراء تنم عن عداء شديد للمغرب، هاته الموقف التي اختار التعبير عنها بخرجات إعلامية بمنابر معروفة بمعادتها للمملكة.
الليلي، الذي أكد في تصريح صحفي عقب اعفائه من مهمة تقديم الأخبار المسائية بالقناة الأولى، أن هذا القرار لن يثنيه عن الدفاع عن مغربية الصحراء، انقلب بين ليلة وضحاها بين مواطن مغربي الى آخر انفصالي.
المتتبع لمسار هذا الرجل يعرف جيدا أن عداءه للمغرب وانتقاداته له ليس مردها موقفا سياسيا، كما يدعي، إنما مصلحة شخصية واضحه.
فبعد سنوات قضاها مذيعا في القناة الاولى، يبدو أن الليلي صار يرى نفسه أكبر من رؤسائه ليرتكب تجاوزات تنم عن تحد واضح لهم، حيث تعمد في إحدى النشرات قراءة عناوين لم يؤشر عليها رئيس التحرير.
المخالفة تستوجب عقابا، خصوصا حين تتكرر ويصر مرتكبها على عدم تصحيحها، وهكذا، في عام 2013 تم إعفاء الليلي من تقديم الأخبار في الأولى، وصرحت حينها مدير الاخبار في القناة، فاطمة البارودي، أن السبب وراء توقيف الليلي هو “رفضه قراءة العناوين التي قدمها له رئيس التحرير”.
في المقابل، عمد الليلي الى محاولة تسييس قرار اعفائه ولم يترك بابا لم يطرقه للعودة الى الشاشة “التي كان يستغلها للاستفادة من امتيازات مهمة”، خصوصا بعدما انفضح أمره حين ورد اسمه ضمن لائحة الموظفين الأشباح بوزارة التربية الوطنية.
الليلي الذي كان يتغنى بمغربية الصحراء وبانجازات ومشاريع المملكة في الأقاليم الجنوبية، أصبح اليوم يناضل ويدافع عن حق ما يسميه ب”الشعب الصحراوي” في تقرير مصيره، ومستعد للدفاع غذا أطروحة مغايرة اذا ما تبين له مصلحته الشخصية المادية بها
الليلي الذي يدافع عن الاطروحة الانفصالية باستمرار، آثار استغراب عدد المتتبعين بسبب إقامته في فرنسا ودفاعه عن “البوليساريو”، على اعتبار أن “المناضل الحقيقي” وجب عليه الإقامة بالمكان الذي يدعي انتمائه إليه وعلاقته به، وليس الاستفادة من اللجوء الفرنسي، والتغني بالانتماء الانفصالي.
الليلي الذي يصفه عدد من المغاربة ب”تاجر المواقف” يعد أحد أكبر “مساخيط العهد الجديد” الذين أكلوا واستفادوا الكثير من هذا الوطن السعيد، غير أن طمعه الكبير أعمى عينيه الصغيرتين وحوله من المغربي الوطني إلى الانفصالي العدو.
فهل يراجع “العاق” راضي الليلي نفسه ومواقفه?