أين ربط المسؤولية بالمحاسبة في فاجعة إحتراق طفلة بسيدي علال البحراوي؟
هبة بريس _ يسير الإيحيائي
صورة بألف معنى ومشهد يدعو إلى البكاء بدماء القلب عوض الدموع إلتقطتهما عدسة هاتف نقال أول أمس بفاجعة “سيدي علال البحراوي” التي راحت ضحيتها طفلة صغيرة ما كان قدرها في الموت سيكون بهذه الطريقة المروعة إذا ما إستنذنا إلى معطيات وثقتها منابر إعلامية وطنية بالصوت والصورة لإفادات شهود عيان طال إنتظارهم وهم يمنون النفس بوصول أولى دفعات الإغاثة المدنية للتقليل من هول الخسائر البشرية والمادية.
إن فاجعة سيدي علال البحراوي لا يمكن المرور عليها مر الكرام كونها أثبتث بالملموس ضعف وهشاشة جهاز الوقاية المدنية من ألفه إلى يائه،ومن رؤساءه إلى مرؤوسيه، وحيث ان التحقيق المزعوم فتحه حيال هذا الحادث الأليم لم ولن يغير شيئا في تعاطي الجهات المسؤولة مع الأمر ، اللهم بعض التنقيلات التأذيبية المرتقبة في حق عناصر صغار كملازم أو نقيب في أحسن الأحوال ودون أن يرقى إلى مستوى ظباط كبار، وهذا في حد ذاته ما يعبر عن لا شمولية التحقيقات المعلنة وغير المعلنة في قضايا تهم إلتزامات الدولة تجاه حماية مواطنيها.
الحادثة التي جعلت من الطفلة “هبة” لقمة سائغة لألسنة اللهب المتصاعدة من محل سكناها وأمام جمهور غفير عرت واقعا مريرا عن كيفية التفاعل مع عمليات الإغاثة وما يلزمها من إستعداد معنوي يفترض أن تتوفر عليه العناصر الإطفائية قبل توفرها على المعدات، وهو ذاك الشيء الذي غاب سيما وأن شهادات الشهود كشفت عند إنتقالها نحو مركز الإطفاء بعد فشل محاولات الإتصال الهاتفي عن إستعداد كبير في صفوف رجال الإطفاء وذلك من خلال المراقبة المستمرة والإستباقية إضافة إلى تلقي مكالمات الطوارئ التي يبدو أن ثكنات الإطفاء باتت تعتمد عليها من خلال “أوراق الكارطة” شأنها شأن السحرة والمشعوذين.
ولكي نوفي كل ذي حق حقه ونغوص في أمثلة “شرعية” كثيرة تتداولها الألسن عند كل كارثة من قبيل “ساعتها وصلت” “هذا القدر ديالها “حتى أصبحت من المسلمات لدى البعض وليس الكل، فلماذا لم نتسائل مع أنفسنا عن الملايين التي تموت في إفريقيا بسبب إنعدام المستشفيات والأطباء في الوقت الذي نرى مواطني الدول المتقدمة يصلون إلى متوسط أعمار تحدده الجهات الرسمية في (90 سنة)، ألم يكن ذاك ثمرة جودة المنظومة الصحية في تلك البلدان؟ وإن سلمنا أيضا أن الأمر كذلك فلماذا يسارع الأغنياء والوزراء المغاربة وغيرهم إلى المصحات الأجنية ما دام قدرهم المحتوم سيطاردهم ولو وراء المحيطات؟.
فمن باب الأمانة ان ننوه بكل ما يقوم به رجال الإطفاء من أجل إنقاذ الأرواح أو على الأقل تقليص عدد الضحايا في حادث ما، إذ عادة ما نسمع أخبار صادمة تفيذ هلاك إطفائيين في حرائق الغابات وغيرها من الكوارث وهم يواجهون ألسنة النيران بهمم عالية ونكران للذات ونحسبهم شهداء لهذا الوطن الذي يتسع لجميع المغاربة، لكن في المقابل نأسف بل ونحمل المسؤولية الكاملة لهؤلاء الشجعان في وفاة الطفلة “هبة” التي تحول جسدها إلى قطعة متفحمة بعدما أثبتت المقاطع المسجلة من عين المكان التأخير اللامبرر وضعف آليات الإطفاء لدى عناصر الوقاية المدنية.