“الله يبارك فعمر سيدي” .. الشعب يجدد الولاء لـ”أهداب العرش”

لبنى أبروك – هبة بريس

بجلابيبهم البيضاء و”قبعاتهم” الحمراء، يتقدمون صفا تلو الآخر، منحنين خمس مرات، ورافعين أصواتهم بعبارات التبجيل والثناء لعاهل البلاد “الله يبارك فعمر سيدي”.

يخرج الملك من البوابة الكبرى للقصر نحو المشور السعيد، مرتديا لباسا مغربيا تقليديا “برنوس طويل أصفر وطربوش أحمر” ممتطيا صهوة حصان أصيل، وفوقه مظلة بلون أحمر يحملها خدام القصر لحمايته من أشعة الشمس الحارقة.

خلف الملك بخطوات قليلة، يقف ولي العهد الامير مولاي الحسن والامير مولاي رشيد، وأمامه يقف عدد محدود من خدام القصر يتوسطون الصفوف الحاضرة لتقديم الولاء، رافعين أصواتهم بالهتاف “الله يعاونكوم قاليكوم سيدي”، “الله يرضي عليكوم قاليكوم سيدي”، “الله يصلحكم قاليكوم سيدي” “تلقاو الخير قاليكوم سيدي”، ليرد الحاضرين بالقول:”الله يبارك فعمر سيدي”، قبل أن يلوح الملك بيده للحضور تعبيرا منه عن رضاه عن المبايعين.

وكما جرت العادة، يتقدم وزير الداخلية، وعمال وولاة مختلف أقاليم وجهات المملكة، وولاة وعمال الادارة المركزية بوزارة الداخليه وفود الحاضرين لتقديم الولاء والبيعة للملك، ليليهم المنتخبون الممثلون لمختلف أقاليم وجهات المملكة .

الفيزازي: البيعة أسلوب ديني شرعي والنظام المغربي يستمد مشروعيته من الدين الاسلامي

اعتبر الشيخ السلفي، محمد الفزازي، أن البيعة أسلوب شرعي في الحكم الاسلامي، مشيرا الى أن النظام المغربي يستمد مشروعيته من الدين الاسلامي من أسلوب الاسلام في الحكم.

وقال الفيزازي تصريح خص به “هبة بريس”: “دائما نقول اذا انفصل العرش عن الدين انهارت الدولة المغربية، لأن هذه الأخيرة قائمة أساسا على الدين الدين الحنيف”، لذلك، يضيف ذات المتحدث، نجد أن المملكة المغربية المؤسسة الوحيدة في العالم التي تسمى امارة المؤمنين وهذه الامارة عمرت حوالي 1200 سنة في هذه البلاد.

وتابع الشيخ السلفي، قائلا:”لا أتحدث عن أسلوب البيعة لأن أصل البيعة في الاسلام مرة واحدة في عمر الأمير، لكن جرت العادة في تجديد البيعة لأمير المؤمنين كل سنة من أجل تأكيد واظهار هذه العلاقة بين العرش والشعب من جهة وبين الدين الاسلامي من جهة أخرى.” وفق تعبيره

لزرق: البيعة إرث أنثروبولوجي والمزايدون يسعون لقطع الجذور

من جهته، رفض الخبير في القانون الدستوري والشؤون البرلمانية رشيد لزرق، انتقادات عدد من الجهات لمراسيم وطقوس حفل الولاء والبيعة السنوي.

واعتبر لزرق في تصريح ل”هبة بريس”، أن “بعض السياسيين او المزايدين، يريدون قطع الجذور، بفعل جهلهم بسياق وتاريخ نشوء الدولة والطقوس، وهو الأمر الذي لا نسمعه مثلًا في بريطانيا العظمى التي تعبر عن المخيال المجتمعي الإنجليزي، وكل من يندد بهذه الطقوس لا تخرج تصريحاته عن منطق المزايدة لا أكثر، فهؤلاء المزايدون لا يعرفون عن وطنهم سوى ما قرأوه في المقررات الاجنبية أو في الكتب الصفراء المستوردة من الشرق.”

وقدم الخبير في القانون الدستوري، مثالا ب”أعرق الديمقراطيات و هي الديمقراطية البريطانية التي تعد الملكة هي رئيسة الكنيسة الانجليكانية، و اعتزاز الانسان الانجليز بأنفسهم في قدرتهم على ربط الحاضر بالماضي”، مشيرا الى أن السبب وراء هذا التشبث الإنجليزي بهذه المراسيم يعود كونها تمثل العمق التاريخي للمملكة واعطائها إحساسًا للإنجليز بعظمتهم وتمكنهم من ربط الحاضر بالماضي.

وأكد لزرق على أن عراقة الامة المغربية في الإرث الأنثروبولوجي، و الهوية المغربية و قدرتها على ربط الحاضر بالماضي، وهذا ما يجعل الملكية، يضيف ذات المتحدث، تصمد عبر الازمة و نقطة امان في النظام المغربي، هو تجددها عبر الأزمنة مند أكثر من 12 قرنًا، من خلال مشروعيتها المتعددة التاريخية والنضالية والديمقراطية، ومن خلال دسترة الخيار الديمقراطي، على اعتبار أن الدول تبنى بالتراكم.

وأشار لزرق الى أن “السياسي الرزين يفهم بلاده عن طريق استحضار مثل العمق التاريخي، ولا يمكن ممارسة السياسة بمنطق خالف تعرف، فمن أسباب بقاء العائلة المالكة في المخيال الشعبي الإنجليزي، رغم تغيير النظام البريطاني نحو الملكية البرلمانية، هو تمسكها بالقواعد والعادات والآداب الملكية التي تربط الحاضر بالماضي، وتذكر الجميع دائمًا بالماضي العريق للمملكة وتاريخها، فرغم تغيير شكل الحكم، فإن العادات والطقوس ما زالت على حالها”، مضيفا أن “قواعد التعاملات والآداب غير المكتوبة داخل محيط الأسرة الملكية التي تُعد غير مألوفة أو غريبة بالنسبة لثقافات أخرى في العالم اليوم، لا تزال سارية ومن الواجب على الإنجليز اتباعها بصرامة، رغم نفي موقع المملكة الرسمي وجوب أي قواعد فيما عدا اتباع أبسط التصرفات التي تنم عن الاحترام والذوق مثل اللقب الذي تنادَى به الملكة (جلالتكِ) أو أفراد العائلة (سموك الملكي) أو طرق التحية والانحناء”. يقول الخبير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى