فلول شيبوب الغدار عطّلوا “الفار” وطَلوْا إفريقيا بالعار
محمد الشمسي
هل كانت فلول نظام المخلوع بنعلي تريد إشعال تونس في ثورة مضادة تنطلق من ملعب رادس ليلة الجمعة ؟ ، هل تعمدت فلول سليم شيبوب وهو صهر المخلوع الهارب بنعلي تعطيل “الفار” لإضرام النار في ملعب يضم قرابة 50.000 من الجماهير ؟ ، هل قامروا بمباراة في كرة القدم لخدمة مطامع سياسية ؟ ، وهل فطنت السلطات التونسية لمكيدة شيبوب وزبانيته فطلبت منح الكأس لمن لا يستحق ، في انتظار بت الكاف في القضية في القادم من الأيام ؟ ، هل أُكرِهت الكاف على إعلان الترجي بطلا زائفا حتى تنقذ تونس من فوضى مخطط لها ؟ ، وهل استعصى على فريق في حجم الترجي ، وعلى ملعب في حجم رادس وعلى دولة في حجم تونس أن يوفروا خمسة كاميرات ، مع أجهزة بسيطة ، وأمتار من الخيوط ، توجد عند أقرب “مول سيبير” ؟ ، وهل من احترافية الحكم ساكاما أن يعطي الانطلاقة لمباراة وهو يعلم أن “فارها” معطل ؟ ، وهل كان “الفار” معطلا قبل انطلاق المباراة أم أسرعت الفلول في تعطيله لتهييج جماهير مسعورة جرى حقنها بكميات رهيبة من التجييش فباتت مثل حشود “الزومبي” ؟ فتقلب سافلها على عاليها ، وتمنح لشيبوب ورهطه فرصة الانقضاض على السلطة في تونس ؟ أو العودة إلى الأضواء بواسطة فوز حقير ذميم لترميم شرف تمزق غشاؤه قرابة الثماني سنوات ؟ ، هل غلب “الكاف” وما أدراك ما الكاف استقدام شركة عالمية متخصصة في تقنية “الفار” ؟ …
لا يمكن فصل فضيحة رادس عن تصريحات سليم شيبوب عراب الكاف ذات سنة ، في زمن عيسى حياتو كبيرهم الذي علمهم أصول الخداع والمكر والمراوغة خارج ضوابط المراوغة على أرض الميدان ، فسليم شيبوب ولمن لا يعرفه ، هو كائن حي تونسي ، يزاوج بين المال والسياسة ، يبلغ من العمر 60 سنة ، وهو زوج السيدة درصاف بن علي بنت المخلوع بن علي من زوجته الأولى نعيمة كافي ، وهي شريكته في ثروته القذرة ، وعندما ثار الشعب التونسي الأبي في مجمله ضد جوقة بن علي سنة 2011 وفر بنعلي نحو السعودية ، هرب سليم شيبوب بجرائمه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكلنا يعلم ما يحاك ضد الشعوب العربية في هذه الدولة الصغيرة ، وظل فيها إلى أن رتب ظروف عودته في نونبر 2014 حيث تم اعتقاله لذر الرماد في عيون الثوار ، لكن بضغط من وحوش الثورة المضادة خرج سليم شيبوب من سجنه سالما غانما ، وبالعودة إلى تصريحات الرجل التي صدرت عنه قبل موعد النهائي بيومين أو ثلاثة ، فربما أخطأ سليم شيبوب في التعبير حين صرح أن مسئولي بلاده “كانوا” نافذين في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، وأنهم “كانوا” في تونس يؤثرون في تعيينات الحكام في مباريات كأسي الكونفدرالية ودوري الأبطال ، وخطأ سليم يظهر من خلال استعماله فعل “كانوا” ، لأن الصحيح هو أن الفعل الماضي الناقص “كانوا” الذي استعمله سليم لم يكن سليما ، ف”خفافيش الكاف ” و”ديناصوراته” لا تزال شغالة في ردهات الكاف في الحاضر والمستقبل ، وتسعى إلى الظفر بالألقاب خارج نطاق المنافسة الشريفة ، وخارج مجال الروح الرياضية ، وفي حالة تسلل وتمرد عن مبدأ تكافؤ الفرص …
طبعا من السهل الوصول إلى حقيقة ما جرى في رادس ، فمن البساطة الاهتداء إلى العصابة التي اقترفت الجريمة الرياضية وفضحت واقع “إمبراطورية الكاف ” التي جاز وصفها ب”الرجل المريض والغشاش” ، فالملعب أولمبي ، وفي كل أرجائه كاميرات مثبتة ، وبعين صدوقة أمينة جادة ستنجلي الرؤية ، ويتم ضبط المجرمين الذين قامروا بأمن وسلم تونس الخضراء ، لعلهم فلول شيبوب صهر الرئيس الفار من عدالة الشعب ، الحالمون بالعودة للسيطرة على الديار التونسية ، والعبث فيها ، لكن وداد الأمة شاءت أن تدخل التاريخ قبل أن تخرج من ملعب رادس ، وداد الأمة ألقت بقنبلة كيماوية فوق رؤوس “عصابة رادس” ، وفوق رؤوس فلول بن علي و شيبوب في مقدمتهم ، فخنقتهم و فضحتهم ، وجعلتهم حديث الاتحادات الرياضية في كل أنحاء العالم ، وداد الأمة ستساهم بالعرق والجهد والدم والألم في ميلاد “كاف جديد” ، خال من الفيروسات والميكروبات ، خال من العلل والأسقام ، ومن ذوي القلوب المريضة ، وداد الأمة ستنظف “الكاف” بل تعقمه وتلقحه ، ليكون “كاف” قيم الرياضة ونبلها ، وليس “كاف” زمرة من “البانضية والسماسرة ” .
هنيئا لنا بوداد الأمة ، أرادوا ذبحها وتقديمها قربانا أمام معبد “الكاف” ، أرادوا تسليمها كعربون في صفقة الغدر ، فانفجر كيدهم بين أيديهم ، وتناسوا أنها وداد الأمة التي تعلم فيها الرياضيون سبل حب الوطن ودحر المستعمر قبل ميلاد سليم شيبوب بأكثر من عقدين من الزمن، فأما البطولات فمستمرة متوالية ، لكن شرف قتل الوحش لا يضاهيه شرف ، ولا يماثله كأس أو بطولة .