الخطايا العشر للحركة الأمازيغية والوصايا العشر لمحبي الأمازيغية

مبارك بلقاسم

الحركة الأمازيغية بأجيالها المتعددة ناضلت منذ الستينات من أجل الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية لغة رسمية (من الدرجة الأولى طبعا وليس من الدرجة الثانية) للدولة المغربية، ومن أجل الاعتراف بالهوية الأمازيغية هوية قومية وطنية جامعة للمغاربة والدولة المغربية، ومن أجل إرجاع المغرب إلى إطاره القومي الطبيعي الذي هو الإطار القومي الأمازيغي، وإلى مكانه الحضاري التاريخي الذي هو الحضارة التاريخية الأمازيغية، وإلى عالمه الطبيعي الذي هو العالم الأمازيغي Amaḍal Amaziɣ.
ولكن الحركة الأمازيغية Amussu Amaziɣ (كغيرها من الحركات الثقافية واللغوية والقومية والسياسية) ارتكبت كثيرا من الأخطاء وها هي أهم عشرة منها:
1 – خطيئة مدح الذات، وقلة النقد الذاتي.
2 – خطيئة التقوقع في اليسار السياسي وتجاهل اليمين السياسي رغم أن العلمانية والحداثة موجودتان في الغرب الناجح بالنسخة اليسارية والنسخة اليمينية وكلا النسختين لهما إيجابياتهما وسلبياتهما. وفوق كل هذا فمعظم الأمازيغ (=معظم المغاربة) محافظون وتقليديون أقرب إلى الخطاب السياسي اليميني (بتطبيقاته الاجتماعية والاقتصادية). ولذلك فمن المرجح أن الأمازيغ (=المغاربة) قد يفضلون “العلمانية اليمينية” (كعلمانية الحزب الجمهوري الأمريكي) على “العلمانية اليسارية” (كعلمانية الحزب الديمقراطي الأمريكي).
3 – خطيئة إهمال الكتابة باللغة الأمازيغية لمخاطبة عامة المغاربة. فقد فضل وما زال يفضل مناضلو الأمازيغية مخاطبة المغاربة بالعربية والفرنسية حول موضوع الأمازيغية وغيره متذرعين بعبارة “باش يفهمونا نّاس” وكأن الناطقين بالأمازيغية “ماشي ناس”. وهكذا أفرغوا نضالهم الأمازيغي من محتواه. إذا لم يكتب أهل الأمازيغية بأمازيغيتهم فمن سيكتب بها؟!
4 – خطيئة السقوط في مصيدة حرف ثيفيناغ الذي أثبت عدم نفعه للغة الأمازيغية في المجال العملي الوظيفي، وتفويت فرصة استفادة اللغة الأمازيغية من الحرف اللاتيني الأقدر على نشرها مغربيا وعالميا والأنفع لتسريع تدريسها وترسيمها. فالحرف اللاتيني ينزع من الدولة المغربية أية حجة أو ذريعة للمماطلة والمراوغة والتهرب من تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بشكل وظيفي عملي نافع للمواطن. والحرف اللاتيني هو الأقدر على نشر اللغة الأمازيغية لدى كل المغاربة داخل وخارج المغرب.
5 – خطيئة تضييع الوقت والجهد في محاولة استعطاف الأحزاب السياسية المغربية ومحاولة استمالتها لخدمة اللغة الأمازيغية بينما هي أحزاب “زايد ناقص” ليس لها في العير ولا في النفير. وهي فقط أحزاب انتهازية مفلسة فكريا ومهترئة سياسيا مسخوط عليها من طرف الشعب بسبب سلوكاتها الريعية وسوء تدبيرها وبداوتها التنظيمية وحربائيتها في القضايا الكبرى فضلا عن معاداة بعضها للأمازيغية بشكل مكشوف. ولو كانت توجد بالمغرب حرية لتأسيس الأحزاب السياسية الجديدة لاندثرت وانقرضت تلك الأحزاب الريعية الانتهازية الحالية فورا أمام الأحزاب الشعبية الصاعدة الجديدة.
6 – خطيئة اعتناق فكرة بهلوانية وهي “اللغة الأمازيغية المعيار” التي يتوهمون أنه سيصنعها ويصدرها الإيركام. فكرة “اللغة الأمازيغية المعيار” هي مجرد محاولة من طرف الحركة الأمازيغية لتقليد حالة “اللغة العربية الفصحى” أو حالة اللغة الفرنسية المركزية. اللغة الأمازيغية لا تصلح معها المقاربة المركزية الفصحوية الاصطناعية لأن الأمازيغية لغة حية متنوعة الكلمات على أرض الواقع في المدن والقرى عبر العالم الأمازيغي العريض، أما العربية الفصحى فهي لغة إنشائية ولدت في الكتب الإسلامية المقدسة وانتشرت بالتكرار الميكانيكي في الصلوات الخمس والكتاتيب القرآنية، وأما الفرنسية فهي لغة سلطوية تم نشرها في فرنسا بالاستبداد المركزي والحروب الأهلية وإبادة اللغات الإفرنجية الأصيلة (الجرمانية، الكلتية/البريتونية، البروفونصالية/الأربيتانية، الأوكسيتانية، الباسكية، الكورسيكية، الكاتالانية…). الأمازيغية لغة بلهجات طبيعية متطابقة في الكثير من الأشياء ومختلفة في القليل من الأشياء، وأفضل سبيل لتوحيدها هو من القاعدة إلى القمة عبر الإنتاج الشعبي اللغوي اليومي المكتوب والفيديوي وعبر الاختلاط اللهجي مع استعمال قواميس جامعة موحدة مبسطة على منوال القاموس العملاق للعلامة محمد شفيق: المعجم العربي الأمازيغي. “اللغة الأمازيغية المعيار” مجرد وهم. هناك فقط “اللغة الأمازيغية” Tutlayt Tamaziɣt.
7 – خطيئة الانبطاح للفصل الخامس الدستوري الكارثي الذي يظلم الأمازيغية ويجعلها لغة رسمية اسميا (nominally) فقط وشكليا فقط، بمرتبة أدنى من العربية، فضلا عن أنه يقيد الأمازيغية بـ”قانون تنظيمي” كارثي يؤسس لتأجيل وتسويف تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية وإدخالها في دهاليز تجار السياسة ومتاهات البيروقراطية المخزنية اللولبية الحلزونية السيئة الذكر. الحركة الأمازيغية لم تنتبه إلى العواقب الوخيمة لهذا الفصل الدستوري الكارثي الملغوم المفخخ وأقنعت نفسها (بكل سذاجة) بأن ما أفسده الفصل الدستوري الخامس الكارثي سيصلحه “القانون التنظيمي” المبني على ذلك الفصل الدستوري الخامس الكارثي على بركة الأحزاب السياسية المغربية الريعية الفاشلة الانتهازية!
8 – خطيئة الانتظارية. الحركة الأمازيغية تنتظر الجميع ليفعلوا لها المعجزات وليشتغلوا لها بالمجان. تنتظر الدولة أن تنشر لها “الأمازيغية المعيار” الوهمية بحرف ثيفيناغ. تنتظر من الإسلاميين أن يغيروا عقليتهم مثلما تغير القنافذ أشواكها وتلبس بدلها الحرير. تنتظر من التعريبيين أن يصبحوا تمزيغيين. تنتظر من الفرنسية أن تخدم الأمازيغية وتقف في وجه التعريب بينما الفرنسية لا تخدم إلا الفرنسية. تنتظر صدور “القانون التنظيمي” الكارثي المبني على كارثة أكبر منه. ثم ستنتظر بعد ذلك تنزيل “القانون التنظيمي”. ثم ستنتظر تنزيل التنزيل، ثم بلورة تنزيل التنزيل، ثم أقلمة بلورة تنزيل التنزيل، ثم تنزيل البلورة المتأقلمة، وهلم جرا من هذه المتاهات بينما الأمازيغية تتآكل وتتراجع بشكل يومي بسبب الانتظارية واللافعل.
9 – خطيئة الصمت والتكتم والتهرب من استعمال المنابر العمومية في الحوار الأمازيغي – الأمازيغي. أعضاء الحركة الأمازيغية يرفضون الحوار والنقاش علانية فيما بينهم عبر المنابر العمومية المغربية (بالأمازيغية والدارجة والعربية) ويحرصون دائما على إظهار “الحركة الأمازيغية” ككتلة واحدة مكونة من أدمغة متطابقة الأفكار، ويفعلون ذلك لتفادي “الانقسام والفتنة”. وهذا يشبه ما يفعله الإسلاميون ورجال الدين الإسلامي الذين يناقشون كل الأمور الخطيرة سرا في مجالسهم المغلقة ويتهربون من النقاش الحر العلني المفتوح عبر الإعلام فيما بينهم في مواضيع عقائد وفقه الإسلام والسياسة الإسلامية.
10 – خطيئة اضطراب وتناقض خطاب الحركة الأمازيغية حول هوية المغرب. فبعض من أعضائها يقول إن المغرب بلد أمازيغي الأرض والشعب والقومية والحضارة والدولة. والبعض الآخر من أعضاء الحركة الأمازيغية يقول إن المغرب أمازيغي جزئيا وعربي جزئيا وإسلامي جزئيا ويهودي جزئيا وصحراوي جزئيا وأندلسي جزئيا…إلخ (يروجون نظرية المكونات المتشظية التي لا بداية لها ولا نهاية). والبعض الآخر من أعضاء الحركة الأمازيغية يراوغ ويتأرجح بين هذا وذاك حسب بورصة السياسة أو حسب المنبر الإعلامي الذي يتكلم فيه أو طمعا في مناصب الإيركام ومناصب مجلس اللغات برواتبها السمينة التي تتطلب منك ضمنيا الانبطاح للخطاب الرسمي عبر الإيمان بـ”نظرية المكونات” وتتطلب منك الكفر بفكرة أن “المغرب بلد أمازيغي وشعب أمازيغي القومية ينتمي إلى العالم الأمازيغي ولا ينتمي إلى العالم العربي ولا الفرنسي ولا الإسباني”. وقد لاحظت شخصيا الكثيرين من أعضاء الحركة الأمازيغية المعروفين يغيرون في الإعلام جلودهم فتحولوا من نظرية “الهوية الأمازيغية للمغرب” إلى نظرية “المكونات الأمازيغية والعربية والإسلامية والأندلسية واليهودية والصحراوية للهوية المغربية” في إطار انبطاحهم للخط الرسمي التي تتخذه الدولة وعبرت عنه في ديباجة الدستور والذي تروجه في الإعلام الرسمي.
– الوصايا العشر لأي واحد من محبي اللغة الأمازيغية:
1 – اكتب مقالاتك وتدويناتك باللغة الأمازيغية أو اعمل فيديوهاتك باللغة الأمازيغية في أي موضوع يعجبك من مواضيع الحياة اليومية بأمازيغيتك الشعبية المحلية بأي حرف يعجبك: لاتيني، ثيفيناغ، عربي.
2 – يجب تعديل الفصل الدستوري الخامس جذريا بجعله يقول مثلا: “الأمازيغية والعربية هما اللغتان الرسميتان للدولة المغربية، ويجب على الدولة استعمالهما بالتساوي في كل الإدارات والمؤسسات والمحاكم، ويجب تدريسهما بالتساوي في كل المدارس وكل المستويات التعليمية لجميع المغاربة.”
بهذه الفقرة البسيطة الواضحة القاطعة سيتم حل الأزمة اللغوية السياسية وإنهاء المشكل بشكل عادل ونهائي وقطع الطريق على كل السياسيين والمتحزبين العابثين بالمغرب.
الترسيم الدستوري هو الأساس. وأي إجراء حكومي أو قانون برلماني يخالف النص الدستوري الواضح القاطع ستسحقه المحكمة الدستورية بجرة قلم.
3 – الأمازيغية لا تحتاج “قانونا تنظيميا” ولا غير تنظيمي. فهذه مضيعة احترافية للوقت. الدولة المغربية ليست غبية ولا متخلفة عقليا ولا تحتاج إلى من يعلمها بالخشيبات كيف ترسم اللغات. الدولة المغربية تعرف كيف ترسِّم اللغات بلا أي قانون وفقط بإرادة سياسية أو نص دستوري واضح قاطع. فكيف رسمت الدولة المغربية اللغتين العربية والفرنسية منذ 1912 على أرض الواقع؟ بطريقة بسيطة: توظيف المترجمين والمحررين الإداريين الذي يتقنون تلك اللغة المعينة أو تكوين الموظفين في تلك اللغة الجديدة عليهم. ولحد الآن لا يوجد في المغرب أي “قانون تنظيمي” للعربية والفرنسية، ورغم ذلك نجد كل الوثائق والفاتورات والشواهد الإدارية واللوحات الطرقية والمؤسسات مكتوبة بالعربية والفرنسية من طنجة إلى الكويرة. من يكتبها؟ إنهم موظفو الدولة والمترجمون المتقنون للفرنسية والعربية. إذن، “القانون التنظيمي” مجرد ضحك على الذقون لتضييع عقود وعقود من وقت الأمازيغية. الشيء الضروري لحل الأزمة هو تعديل الفصل الخامس الدستوري المغربي لإنصاف اللغة الأمازيغية ومساواتها التامة الكاملة بالعربية، بدقة الميليمتر.
4 – ضرورة تدريس وترسيم الأمازيغية بالحرف اللاتيني. أما حرف ثيفيناغ فيمكن تعريف التلاميذ به في حصة أو اثنتين كتراث أمازيغي خصوصا ثيفيناغ الطوارق القديم الأصيل (المختلف جزئيا عن ثيفيناغ إيركام). وكذلك يمكن تعريف التلاميذ بالحرف الليبي الأمازيغي Libyco-Berber الأقدم على الإطلاق والذي استعمله الملوك النوميديون وتوجد نقوش منه في المغرب والجزائر وجزر الكناري وتونس وليبيا. أما الحرف العملي لتدريس وترسيم الأمازيغية الآن بشكل يجعلها لغة وظيفية نافعة قوية فهو الحرف اللاتيني.
5 – الابتعاد عن العقلية الانتظارية التي قصمت ظهر الأمازيغية. سواء تعلق الأمر بالنضال من أجل التعديل الدستوري أو بكتابة الأمازيغية بشكل يومي روتيني في الإعلام أو بتأسيس المدارس الخصوصية والحرة التي تدرس اللغة الأمازيغية، فإن من زرع حصد.
6 – فكرة “اللغة الأمازيغية المعيار” هي مجرد محاولة ساذجة لتقليد “العربية الفصحى”. لا يوجد شيء اسمه “لغة أمازيغية معيار”. هناك فقط “اللغة الأمازيغية”. من يريد الكتابة باللغة الأمازيغية فليبدأ بأمازيغية منطقته. ثم فليتعلمْ كلمات اللهجات الأمازيغية الأخرى تدريجيا. وإذا أعوزته كلمة أمازيغية محددة فليستعملْ القواميس الجديدة والقديمة مثل “المعجم العربي الأمازيغي” للأستاذ محمد شفيق الذي يجمع كل لهجات اللغة الأمازيغية عبر ثامازغا في قاموس واحد بثلاثة مجلدات صدر أولها في 1990 وآخرها في 2000.
ما هي “المِلاحة الجوية” بالأمازيغية؟ اذهبْ إلى معجم محمد شفيق وستجد أنها Tamsafga.
ما هو “الصاروخ” بالأمازيغية؟ اذهبي إلى معجم محمد شفيق وستجدين أنه Aseglem.
ما هو “المستشفى” بالأمازيغية؟ اذهبوا إلى معجم محمد شفيق وستجدون أنه Asganfu.
ما هي “الغواصة” بالأمازيغية؟ اذهبن إلى معجم محمد شفيق وستجدن أنها Tamenḍabt.
7 – الأحزاب السياسية المغربية صفر مضروب في صفر. وهي فاقدة للشرعية الشعبية لأن وجودها مصطنع انتهت صلاحيته ولأن أغلب الشعب يكرهها. بمجرد أن تكون هناك حرية لتأسيس الأحزاب الجديدة بالمغرب ستنقرض هذه الأحزاب الحالية المنتهية الصلاحية أمام الأحزاب الشبابية الشعبوية الجديدة. الأحزاب السياسية المغربية الحالية لم تدافع يوما عن الأمازيغية بل وقفت في طريقها. حركة 20 فبراير هي التي لها الفضل في دخول الأمازيغية إلى الدستور في 2011 رغم كونه دخولا اسميا ورمزيا ومعوجا ومشوها. والأحزاب الريعية هي مجرد غرف للصدى (Echo chambers) تردد وتمضغ ما يقرر في الدوائر العليا. العمل السياسي واللغوي والثقافي الأمازيغي المستقل عن هذه الأحزاب الريعية المنتهية الصلاحية أجدى نفعا وأقوى تأثيرا. أما رهن مصير الأمازيغية بمزاج وحسابات تلك الأحزاب الريعية الفاشلة فهو يفيد تلك الأحزاب ويمتص دم الأمازيغية.
8 – ضرورة تخطي الإيركام. فالإيركام مجرد مركز ثقافي. اللغة الأمازيغية تحتاج أكاديمية حقيقية تعادل مستوى جامعة University. ومن الأفضل أن تكون للأكاديمية الأمازيغية الجامعية فروع ولو صغيرة في بعض مدن الشمال والوسط والجنوب، لكي تشتغل على عملية تخريج معلمي وأساتذة الأمازيغية والمترجمين والمحررين الإداريين والقضائيين وبقية الأطر المتقنة للغة الأمازيغية، خصوصا بالحرف اللاتيني.
9 – اِعْلَمْ أن الحاصول هو اللغة. اللغة الأمازيغية هي حاملة وحافظة الهوية الأمازيغية وحضارة المغرب. في كل مكان تنقرض فيه اللغة الأمازيغية فإن الناس فيه ينسون وينكرون أنهم أمازيغ ويتحول كثير منهم إلى محاربين مسعورين ضد الأمازيغية لغة أجدادهم. انقراض اللغة الأمازيغية يعني GAME OVER.
10 – اكتب مقالاتك وتدويناتك باللغة الأمازيغية أو اعمل فيديوهاتك باللغة الأمازيغية في أي موضوع يعجبك من مواضيع الحياة اليومية، بأمازيغيتك الشعبية البسيطة بأي حرف يعجبك: لاتيني، ثيفيناغ، عربي.
tussna@gmail.com

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق