أخوة إسلامية يهودية مغربية ..أروع مثال من مراكش !

ثقافة مغربية يهدودية متجدرة

غني عن البيان أن جغرافية المغرب البشرية آوت ؛ منذ قرون خلت ؛ أجناسا وديانات وثقافات مختلفة ، انصهرت جميعها في بوتقة واحدة وهي “الأخوة المغربية” ، وبذلك ضربت مثالا ، ما زال حتى الآن محل إعجاب وإكبار في قيم التساكن والتجاور والتسامح ، محصنة بروح وإسمنت المواطنة التي تستظل بها العديد من مكوناته الإثنية كالعبرية والأمازيغية والحسانية والعربية .. وما زال حتى الآن اليهودي المغربي ؛ ومهما تسنم من درجات المجد أو اتجه في أرجاء الكون ؛ فخورا ومعتزا بمغربيته وغيورا عليها ، ولا يقبل البتة أن تمس مقدساته أو تداس حرماته .
ومن المآثور عنه أيضا ، أنه شديد التعلق بجذوره الثقافية ، فيصونها ويرعاها ويحيي عاداتها ومواسمها وأعيادها وأعرافها . إذا تحدث بالعامية المغربية أو تغنى وأطرب بها .. فلا يمكن بسهولة أن تميزه بمغربيته اليهودية القحة ، لتعلقه الشديد بالعامية المغربية وتوظيفها في كل المناسبات . أما منزله ؛ حتى ولو كان بمنزلة الثريا ؛ فلن تجده خلوا من قطعة أثاث أو لوحة ضاربة في عمق التاريخ المغربي .

أروع مثال للأخوة اليهودية الإسلامية المغربية

هناك أمثلة عديدة ما زالت شاخصة وشاهدة على عمق وشائج الأخوة المغربية التي نسجتها قرون من التواصل والتعاون والتكافل بين المسلم واليهودي تحت سماء المغرب ، يكفي إيراد مثال أحياء الملاح التي لا تكاد أي مدينة مغربية أن تخلو منها ، إلى جوار مزارات منتشرة عبر الربوع ؛ ما زال بعضها حتى الآن تقام له المواسم يقصدها الزوار المغاربة اليهود من كل أرجاء المعمور .

لكن مثال مراكش استثنائي !

اليهود المغاربة يدركون بالحس الوطني ؛ كبقية وحدات النسيج الثقافي المغربي ؛ أن قيمة التكافل الاجتماعي الديني هي آصرة وعربونا عن مدي قوة اللحمة التي تشد المغاربة بعضهم بعضا . ويأتي تنظيم إفطار رمضاني جماعي بمراكش من قبل يهود مغاربة فرصة للتلاحم الذي يجمعهم بإخوانهم المسلمين المغاربة ، ومهما حاول القلم تشريح هذا العرس الديني الرمضاني .. فلن يوفي حقه من تلمس أبعاده الوطنية والدينية والتراحمية .. أكثر من شريط الفيديو المصاحب والذي يعتبر برأيي خزانا لقيم التسامح والتساكن والتجاور .. حينما تضرب موعدا مع التاريخ للتجلي وانصهار التعددية الدينية الوطنية .