ماء العينين: “ليس سهلا أبدا أن تكوني امرأة وأن تمارسي السياسة في بلدي”

ردت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العيني، عن الانتقادات التي طالتها خلال الأيام الأخيرة، يتدوينة قوية عنونتها ب”السياسة بالمؤنث في بلدي”.

البرلمانية “البيجيدية” قالت في التدوينة التي نشرتها بحاسبها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”تجربتي السياسية ليست طويلة كفاية لتكون شاهدة على مرحلة حاولت فيها امرأة مغربية أن تخوض غمار السياسة من المدخل الحزبي،لكن 20 سنة -على الأقل- من الانخرط الكامل قناعة وممارسة بالوعي والعقل والعاطفة والوجدان،كل ذلك يمكنني من تدوين بعض الخلاصات دون تنميق أو تلميع ذاتي أو لغة خشب، خاصة وأنني خبرت دروب التنظيم الحزبي والنقابي والجمعوي بحضور يومي متواصل على مدى سنوات لحد التماهي،لدرجة أن والدتي كانت دائما تكرر منذ أيام شبابي الأولى: “بهاذ الحالة اللي انت فيها أبنتي،لا عطلة،لا سبت لا حد،غير السياسة وصداع الراس والمشاكل وكلشي يهضر وكل النهار يخلعونا،ماغتوصلي 40 عام حتى تكوانساي وتشرفي قبل الوقت”،لم يعد يفصلني عن الأربعين سنوات كثيرة،أتحسس طاقتي كل يوم وأنا أتذكر كلام والدتي التي أصبحت أكثر إيمانا بي وأكثر خوفا علي.”

ليس سهلا أبدا أن تكوني امرأة وأن تمارسي السياسة كما يجب أن تمارس في بلدي، تقول ماء العينين، قبل أن تسترسل:”رغم كل تلك الشعارات عن المساواة والمناصفة ودعم تمثيلية المرأة وعدم التمييز ضدها ووو…..أستطيع أن أقول اليوم بدون تردد أن الواقع شيء آخر تماما.نسعى إلى تحقيق وجود عددي ناعم وأنيق:نعم، قد نقبل ببعض القوة والاستقلالية عند الرجال،لكن حينما يتعلق الأمر بالنساء،تستيقظ كل تلك النوازع التي تقبل بهن تابعات متواريات وراء رجل يصنع ويدعم ويوجه وفق اختيارات لا تصنعها تلك النساء،بل ينخرطن فيها ضمانا لاستمرار التواجد أو الترقي.الاستقلالية وبعض القوة في الخطاب والموقف والانخراط والالتزام النضالي،تعني في فهم البعض تمردا على النسق المغلق،وتعني الغرور و”تخراج العينين” مما يستدعي التأديب والعقاب،والمدخل الأفضل والأكثر نجاعة هو الخوض في الأعراض واستهداف الحياة الخاصة والابتزاز بالعائلة والمجتمع والشائعات والقيل والقال. عشت من ذلك الكثير الكثير،حتى صارت صديقات سياسيات يسألن عن سر المقاومة والاستمرار رغم القسوة والبشاعة في حرب بدون أخلاق وبدون قواعد في مواجهة “امرأة”.

وتابعت ماء العينين قائلة:”التبرير الجاهز هو الحق في استخدام كل الوسائل لأننا في مواجهة”شخصية عامة”،لكن التقييم لا ينصب على الأداء أو الكفاءة أو الاستحقاق أو الحضور أو المواقف أو التقديرات،هذه الحلبة تترك للمعنيين حقيقة بأداء المؤسسات والمنتخبين والسياسيين. الحلبة الأسهل لا تعرف غير الخوض في أسئلة تثير شهية النهش في لحوم الناس كهواية لدى من لا قدرة له على الارتقاء لمستوى الانتقاد والمحاججة: هل تزوجت وهل طُلقت وهل أنجبت وماذا ارتدت؟ومن جالست؟وأين سافرت؟وماذا تأكل وماذا تشرب وماذا تلبس وكيف تتكلم وكيف تتنفس وهل سعلت وهل عطست….؟؟؟ هذه الأسئلة وغيرها هي التي تهم،بها نمارس الحرب النفسية وبها نستدرج لساحة الإنهاك والاستنزاف والتبرير والاندحار.”.

لا رهانات هنا ولا نضال ولا منجز ولا نقاش ولا انتقاد ولا اختلاف مشروع، تستطرد البرلمانية عن حزب “المصباح” قولها،”هنا كل الأسلحة الفتاكة غرضها وسؤالها واحد: من تكونين حتى تطمحي لمحاولة صناعة الفرق؟أنت القادمة من عمق الشعب،من زاوية من عمق الجبل،من الهامش البعيد عن سطوة المركز؟هكذا بكل بساطة؟ تستيقظين صباحا لتعلني الموقف الذي تريدين؟هكذا وحدك؟ تصرين على أن تكوني مستقلة في رأيك وقناعاتك؟ لا يهمك أن تختلفي حتى مع أبناء وبنات تنظيمك السياسي في الكثير من القناعات والمسلمات؟ثم مع المطلوب في السياق السياسي، فبعض الذكاء الذي لا نظن أنك تعدمينه يسهل عليك أن تعرفي المطلوب حسب السياق وأن تعرفي كيف تترقين تنظيميا ومؤسساتيا وأن تأخذي كما تشائين وأن تحظي بالهدوء وأن لا يتحدث عنك أحد أو يلوك سيرتك أحد.”

واعتبرت ماء العينين، أن الوصفة معروفة وتحفظها كل المشتغلات بالسياسة عن ظهر قلب، قائلة:”تقولين أنك حداثية وأنك تمارسين الحداثة قناعة وسلوكا كما تؤمنين بها،وقد درَست الفلسفة ودرَّستها لطلابك،تقولين أنك مؤمنة بالحريات الفردية وحرمة الحياة الخاصة وقد دافعت دائما بمبدئية عن المستهدفين من خصوم حزبك السياسي قبل المنتمين إليه حينما يتعلق الأمر بذلك،تقولين أنك لم تكوني يوما واعظة ولامستعلية على المجتمع واختلافاته وتعدده،نسجت علاقات انسانية وصداقات قوية مع المنتمين لتنظيمات تختلف عن تنظيمك حد التناقض… طيب كل ذلك لا يهم، الهدف ليس هو التعبير عن الاختلاف، الهدف هو الإيذاء والإيلام إذا لم يكن لك(إن كنت تدعين القوة)فعلى الأقل لأبنائك وعائلتك،الهدف هو التأديب والقتل المعنوي،هو كبح جماح الإرادة واستنزاف طاقة رفع الرهانات واعلان المواقف المستقلة والصعبة،ووقف مد الانفتاح وتدبير الاختلاف ونسج التحالفات على قاعدة الديمقراطية والنضال لأجل التغيير والحقوق والحريات،بغض النظر عن الاختلاف الفكري والايديولوجي.”

وشددت ماء العينين على أن “الهدف هو الإلهاء والاستنزاف والمزيد من تسطيح وعي الناس وجرهم إلى النميمة وتداول الشائعات والافتراءات وكل مظاهر الوضاعة والحقارة المتجسدة في البشر والخطاب والسلوك والممارسة”، ومع ذلك، تقول، فلازلت مؤمنة بإمكانية صناعة الفرق داخل المؤسسات باستقلالية وثقة وبالكثير من الاجتهاد والعمل والحضور،ولازلت مؤمنة أن الحزب الذي أنتمي اليه هو حزب سياسي يمارس التأطير والنضال السياسي والمساهمة في تدبير الشأن العام والترابي بشراكة مع الآخرين على قاعدة الديمقراطية والتداول واحترام الاختلاف .

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. ماذا عن الأهم؟
    والأهم في تقديري الشخصي هو ماذا عن ازدواجية المواقف والسلوك التي أشار إليها المحامي السيد لحبيب حاجي؟بالمغرب تظهرين إسلامية والخارج غير ذلك..هذا هو الذي نريد معرفة حقيقته..وقد تحدى السيد حاجي المعنية بالأمر لكنها فضلت تناول الموضوع بعموميات لا قيمة لها إلا كونها ارتأت التهرب من التحدي..مبدئيا كل شخص حر في سلوكاته وتصرفاته ومواقفه. لكن عندما يتعلق الأمر بالناس يوظفون الدين ومظاهر التدين للتأثير على الناخبين واستجاب أصواتهم فإن الأمر فيه(ان).. وان كبيرة وخطيرة للغاية لكون ممارسي هذا النوع من التصرفات هم منافقون ومراؤون وخداعون وغشاشون بامتياز.. احترم كل شخص واضح وصريح حتى لو كنت متناقضا معه طولا وعرضا..وسؤالي لهذه السيدة ولكل من هو في دكانها السياسي:اعطوني عددا من الإجراءات التي إنجازها دكانك السياسي طيلة مدة ترؤسه لجوقة الحكومة؟(زعيمكم)السابق كان يختبئ وراء العفاريت والتماسيح ولم تكن له ولا لأحد منكم الشجاعة الإفصاح والتوضيح ثم تقديم الاستقالة..وكيف يقدم على ذلك وهو الذي قال بعظمة لسانه في تجمع لكم ما مفاده:هاانتم تتمتعون بالملايين التي لم تكونوا تحلمون بها…هذه هي الحقيقة وهذا هو الهدف:التمتع بالربع المخزن.. أما التمظهر بالسلام والتدين فهو يخدع المغفلين فحسب..والحمد لله تعالى أنني لم أعد منهم.. بل انضممت المقاطعين طولا وعرضا ومن غير رجعة..

  2. تصحيح العنوان .ان تكونين وان تمارسين . لما اعتبر حزب العدالة والتنمية استدعاء حامى الدين للبحث معه فى مقتل بنعيسى ايت الجيد مظلمة وتوجه الى امناء الاحزاب الوطنية للوقوف الى جانبه فى محنة بين هلالين او بين معقوفين حامى الدين . اعتقد ابان الحزب من خلال هذا السلوك عن ضعفه وعدم فهمه للدستور المغربى الذى دعا الى فصل السلط واستقلاليتها . فمحاولة حزب العدالة والتنمية من خلال تجييش ما هو حزبى على حساب العدالة لنصرة اخيهم حامى الدين دليل اخر على ان الحزب هاو ولايحترف السياسة الرسمية للبلاد .

  3. tout cela …ce baratin…! vous ne répondez pas au accusations de l avocat…!!? dites nous est ce vraiment vous montrez vous cuisses dans les plages européens???

  4. لست أول امرأة دخلت مجال السياسة و لن تكوني آخرهن . حتى اذا استعرضنا أسماء السياسيات و المناضلات المغربيات -في كل الأحزاب المغربية – فستكونين في آخر القائمة. هذا اذا كنت في القائمة. لأن السياسة ليست تدوينات و تغريدات و صور شخصية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي .و لكن السياسة أكبر من ذلك بكثير.

  5. جواب شافي و مسؤول على إنسان قد لا يستحق الجواب، و عجبا الذي يزال ماذا تلبسين خارج الوطن .
    و في الأخير أنصحك سيدتي بألا تضيعي وقتك و مجهودك بهذه الثرهات.وغذا جنازة رجل و بعدها تتضح الأمور.

  6. إبن كيران قال: لعيالات هن ثريات في بيوت هن! وأنت مذا تكونين؟ “لمبة” غير قابلة للإضاءة!

  7. بعض المعلقين او لنقل اختلفت الاسماء والمعلق واحد مازال في غيه مستمر وفي تحامله على هده السيدة مداوم بأي حق ومن اعطاك هذا الحق لتتهم النوايا و قناعات الاشخاص الدينية والعقدية ؟؟بل تجاوزت اتهاماتك الرخيصة والسادجة الى اتهام كل من ساند وصوت لحزب هده السيدة بالسدج وانت اكبرهم وبالمغفلين ووو… هزلت و ضاعت حقوق الناس بهدا النوع من المحامين و باتت ابواب المحاماة مشرعة لكل من هب ودب.

  8. بالفعل ليس سهلا أن تمارس المرأة المغربية السياسة بكل سلاسة مادمنا نعيش في دولة ذكورية بامتيااز

  9. كما انه في بلدي ، ليس سهلا ان تمارسي التمثيل…. حربكم هي على على المصالح الشخصية وليس الصالح العام ، اراحنا الله منكم جميعا واستبدلنا بحالة استثناء تصلح ما افسدتموه

  10. عوض ان يشتغل المحللون والخبراء الاشباح في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى ارصفة المقاهي على محاربة ومقاومة العدالة والتنمية فليحللوا الظروف التي جاءت به فليعملوا على تصحيح اخطائهم طيلة 60سنة من الاستقلال .لما لم تنجح احزاب اليمين في اقناع الناس وقد حكمت لعقود ؟ لما لم تقنع احزاب اليسار وقد حكمت ؟ مشاكل المغرب اكبر من العينين ومن الحببيب حاجي ومن …البطالة التعليم الصحة العنف…ما هو برنامج الاستاذ حاجي وم معه لتحسين الاوضاع وتعلى الارض ذلك ما سيقنع الناخبين…احيل على محاضرة الاستاذ امحمد خليفة في قضية حامي الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى