يستثيرون الحكومة في المواقع وهي تضحك عليهم في الواقع !

عبد اللطيف مجدوب*

 

إيقاظ الحس الشعبي المشترك ..

 

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بين معظم شرائح المجتمع المغربي الملاذ الوحيد ؛ حتى الآن ؛ لبث همومها وأشجانهم وقضاياها المشتركة ، سواء عبر Facebook ; Whatsapp ;Instagram ;Twitter الفايسبوك أو الواتسب أو التويتر ، أنستغرام .. لا يتوانى المواطن المغربي المكلوم عن إشراك الآخر في كل ما يقع تحت ناظريه من حوادث وظواهر محلية لنشرها على أوسع نطاق ، في حين هناك أزمات واختناقات تتصل بالعيش اليومي المشترك ، تأخذ حصة الأسد في تصدرها لهذه المواقع ، أياما إن لم تكن أسابيع ، تجتهد عدة أطراف في دعمها بصور وأشرطة قصيرة كعناوين على عمق وبشاعة القضايا والأحداث التي يشهدها المغرب ؛ في هذا القطاع أو غيره ، وسواء تعلق الأمر بالزيادة في المحروقات أو حوادث السير ذات الصدى الوطني ، أو مسْخرات مما تجود به صور الحكومة بين الفينة والأخرى “كحلوى البرلمان” أو “الساعة الإضافية” أو “تجفيف أرضية ملعب رياضي بالكرّاطا والدلو” الذي زادت نفقات إنشائه عن مليارات السنتيمات .

ولإن كانت لهذه “الميديا الشعبية” Popular media وجاهتها في إيقاظ الحس الشعبي المشترك ومواكبة القضايا الوطنية ، فإنها تظل أحيانا قاصرة عن إيصال رسائلها إلى المعنيين بالأمر أو بالأحرى إحداث التغيير المنشود أو على الأقل ردع “صاحب القرار” وحمله على العدول عنه ، إلا أن شبكات التواصل الاجتماعي هذه ؛ وإمعانا من السلطات في اقتفاء أثر نشطائها والمدونين واحتوائهم ؛ أقدمت مؤخرا على اختراقها بغية تضليل رسائلها وشيطنة علاقاتها بروادها وكل متلق لها ؛ فكم من مواقع مأجورة مضادة تنشط في اتجاه التشويش على الرسائل ومقاطع الأشرطة لخلق تضارب في الآراء والمواقف ، فضلا عن تحجيمها وتقديمها للمشاهد مبطنة بعبارات الترهيب والتخويف !

 

المغاربة يقاطعون .. بينما الحكومة تقطع .. !

 

شاهدنا غداة “حرب المقاطعة” وإقدام المغاربة على مقاطعة اقتناء مواد استهلاكية أن تلك الحرب أعطت ثمارها إلى حد أن أرغمت المنتجين الاقتصاديين ومن خلفهم الحكومة على محاولة ترميم علاقاتهم بالزبناء وإعادة الثقة إليهم ، بعد أن تكبدوا خسائر بالمليارات ، لكن المستهلك اضطر ؛ في نهاية المطاف ؛ إلى اقتناء تلك السلع وغيرها بما فيها المحروقات التي ما فتئت أسعارها تشتعل بين الفينة والأخرى ، فغدت أمامها “التهديدات بالمقاطعة” قزما صغيرا يكتفي بالتهديد الشفاهي .. وهو نفس مآل “الساعة الإضافية” التي تجندت لمواجهتها معظم المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ، لكن هل خلفت أثرا على “القرار” بتبنيها ؟ طبعا لا .. فقد أصبحت هذه المواقع أشبه “بالنفير” يملأ الفضاء صخبا ولو إلى حين لكن سرعان ما تهدأ عاصفتة ويصطدم المواطن بالواقع المر الذي لا مناص عنه .

 

* كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الحل هو الخروج من صقر المغرب و رحيل الى جنة كندا .. هدا ما قاله لي صديقي xxx الدي يبحت عن من يشتري احد كليتيه ليرحل خارج تراب هدا الوطن.. بعد ان حصل على اجازة في القانون و ديبلوم في صناعة الصابون ..الان هو يشتغل ب2500dh في احد المخبازات يبدأ العمل مع الساعة 5 صباحا الى الساعة 1h و من الساعة 3 الى ساعة 10 ليلا .. الكثير من شباب متل xxx يردون الهروب من صقر المغرب الى جنة كندا و ليس xxx فقط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى