الدكالي يوقع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة والمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا

وقع وزير الصحة، أناس الدكالي و نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، اليوم الجمعة بالرباط، اتفاقية شراكة تروم تنسيق الجهود في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، وتتوخى ضمان الوقاية والتكفل بالأمراض جنسيا.

وترمي الاتفاقية التي تعد ثمرة شراكة بين القطاع الوصي ومنظمة غير حكومية، تحسين مستوى الوعي بأهمية الصحة الإنجابية وتعزيز الاشتغال على السيدا، والعمل على تقليص نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، بالإضافة إلى ضمان الولوج إلى المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة، والقيام بالأنشطة المبرمجة وفق الإمكانيات المتوفرة، فضلا عن التملك المشترك للأدوات البيداغوجية المساعدة على أجرأة هاته الاتفاقية.

كما تتغيى اضطلاع المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، من خلال فروعها بمختلف عمالات وأقاليم المغرب، على إرساء برامج ترتبط بالتوعية والتكفل الطبي والنفسي والاجتماعي والقانوني، والتي تتسق مع البرامج الوطنية لوزارة الصحة حتى تحقق أهدافها، وبالمقابل تكوين الموارد البشرية للمنظمة، ممثلين في الأطر الطبية وشبه الطبية من أجل تنفيذ البرامج المستهدفة للفئات النوعية الهشة، وذلك حسب إمكاناتها المتوفرة.

كما ترمي الاتفاقية أيضا إلى إحداث فضاءات مشتركة للتفكير في مجال الصحة الإنجابية والسيدا وتقوية التجربة الوطنية في هذا المجال، تستهدف بالأساس، الشباب والنساء والمهاجرين.

وفي كلمة على هامش حفل التوقيع، قال وزير الصحة، أنس الدكالي، إن المغرب تعبأ منذ ثلاثة عقود لمحاربة السيدا، بفضل الالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي عضد المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا، مشيرا إلى أن رجاحة المخطط، والشراكات التي تم نسجها مع قطاعات متعددة، ومجتمع مدني نشط، جعلت من المغرب أول بلد بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحظى بدعم دولي منذ إطلاق أولى المساعدات سنة 2003.

وشدد الدكالي على أن الاستراتيجيات المتعاقبة عملت على تحسين القيام بالتشخيص والولوج إلى العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، مؤكدا بالطبع محورية احترام حقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، والساكنة الأكثر عرضة للإصابة بالداء، بالإضافة إلى ضمان الولوج المتكافئ للعلاجات.

وأوضح الوزير أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا 2017-2021، الذي يندرج في إطار مخطط الصحة 2025، والرامي إلى أجرأة الأهداف العشرة للإعلان السياسي لمنظمة الأمم المتحدة حول الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا لسنة 2016، يتغيى الولوج الشامل إلى خدمات الوقاية والعلاج والدعم.

وعلى صعيد آخر أضاف أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا يفرد حيزا هاما للصحة الإنجابية، لاسيما فيما يتصل بمحاربة الأمراض المنقولة جنسيا، بالخصوص لدى المرأة، مشيرا إلى تسجيل 450 ألف حالة سنويا بالمغرب، تمثل النساء فيها نسبة 70 في المئة من المصابات بنوع من الأمراض المنقولة جنسيا.

وفي كلمة مماثلة قالت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، إن هيئتها تتبنى، في معرض اضطلاعها بأدوارها التكفلية/ العلاجية فيما يتصل بالأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، مقاربات مختلفة تتناغم مع الفئات المستهدفة، مشيرة في السياق ذاته إلى أن أدوات اشتغال المنظمة تتسق مع مبادئ الكرامة الانسانية وحقوق الأشخاص.

وأكدت الدكتورة بزاد على أن المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا راكمت خمسة وعشرين سنة من العمل الميداني، مبرزة أن الهيئة تضطلع بالأساس بمهام توفير التربية الجنسية لفائدة الشباب، حتى يتلافوا علاقات جنسية مبكرة وغير مؤطرة، وبالحث على إجراء التخطيط العائلي، بالإضافة إلى التشخيص المبكر لأنواع من السرطانات الناجمة عن السيدا من قبيل سرطان الجلد، وسرطان الأوعية الدموية.

كما جددت الدكتورة التأكيد على انخراط كل القوى الحية في المجتمع في استراتيجية الأمم المتحدة الداعية إلى تعزيز جهود مكافحة الإيدز، من أجل القضاء عليه بحلول 2030، منوهة بجهود مختلف الشركاء الذين يمثلون منظمات دولية من قبيل منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد راوول فيتا كالومي، المكون بالمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، أن مهمته تتمثل في استهداف المهاجرين، من خلال مكونين نظراء يشتغلون في الميدان من أجل الاستجابة لحاجيات المهاجرين الذين يعانون هشاشة تجعل منهم عرضة مساعدة، بحكم عدم معرفتهم القبلية لوضعيتهم، على شيوع داء السيدا في صفوف عدد كبير من المهاجرين.

وأوضح كالومي أن التوعية والتحسيس يشكلان أساس رزنامة الخدمات التي توفرها المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، وتبتدئ بحث المهاجرين على القدوم إلى المنظمة من أجل إجراء التشخيص، مؤكدا أن الإجراء يتم في سرية تامة تراعي خصوصية الفرد، وتضمن التكفل به إن تبين حمله للداء.

يذكر أن المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، التي حصلت على صفة المنفعة العامة سنة 2002، تجري ميدانيا أعمالا للقرب، وتتوخى مكافحة فيروس السيدا، من خلال إنشاء مراكز متنقلة للعلاج بغية المساهمة في تحسين فرص الولوج للعلاجات بالنسبة للأشخاص المعوزين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى