هل يمكن ان يكون البروكلي السلاح السري ضد مرض السرطان ؟

الخضراوات بشكل عام لها فوائد واسعة النطاق للصحة، والبروكلي على وجه الخصوص من أغنى الخضراوات بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم. يعد البروكلي من أهم الأغذية الوظيفية والتي تعرف على أنها الأغذية التي يمكن أن توفر كمية كافية من المركبات الكيميائية النشطة بيولوجيا والتي لها دور كبير في تحسين الصحة. وقد وجد أن اتباع نظام غذائي غني بالبروكلي مرتبط بتقليل نسبة خطر الإصابة بكثير من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين والعديد من أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان الرئة، وسرطان الثدي، والقولون، والمثانة، والبروستاتا. وقد جاء الدليل على هذا الرابط من خلال عدد من الدراسات الوبائية التي أجريت في العديد من دول العالم مثل تلك التي نفذت في الولايات المتحدة، وكندا، وهولندا، وشنغهاي وأستراليا. ويعزى التأثير الصحي المفيد لمثل هذا النظام الغذائي الى مجموعة من المركبات الكيميائية المشتقة من الجلوكوسينوليتس (glucosinolates)، وهي مركبات كيميائية موجودة في نبات الصليبيات التي تنفرد بها عن بقية أنواع الخضر الأخرى، و لها دور في إعطاء النكهة والرائحة المميزة لهذه العائلة، مما يجعلها تتميز عن غيرها من باقي الخضراوات الخضراء.
يتم تحطيم الجلوكوسينوليتس المتواجدة في البروكلي الى مركبات مختلفة تشمل الايزوثيوسيانيتس (isothiocyanates) بفعل أنزيم الميروزينيز الموجود بالنبات نفسه، ما يعني أن عملية تحلل الجلوكوسينوليتس الى المركبات السابقة تبدأ قبل أو أثناء الأكل في الفم وقبل أن تصل إلى المعدة. وبما أن أنزيم الميروزينيز هو بروتين، فسيتم تثبيطه في المعدة من قبل حامض المعدة. من بين مركبات الايزوثيوسيانيتس (isothiocyanates) الأكثر دراسة على مدى العقود الماضية هو مركب السلفورافين (sulforaphane, SFN) هو مركب تم عزله لأول مرة في عام 1992 من مستخلصات البروكلي ، والذي يعتبره المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة واحدًا من أكثر 40 عاملًا مضادًا للسرطان، حيث أشارت الدراسات أنه ينشط عمل الانزيمات الخاصة بعملية إزالة المواد المسرطنة الغذائية والبيئية المسببة للسرطان وتحدث في الكبد ، وكذلك يحفز عملية موت الخلية المبرمج في خلايا الورم وذلك بقدرته على تنظيم تعبير الجينات عبر الوراثة باستخدام آليات متعددة. ، وبالتالي تكبح نمو الخلايا السرطانية، بالإضافة الى ذلك فقد وجد أن له القدرة على حماية الحمض النووي من التلف التأكسدي التي تسببها السموم، وبذلك فإنها تمنع التغيرات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

في دراسة قام بها شابيرو وآخرون (2001)، تم التوصل الى أن عملية طبخ البروكلي الغني بمركب السلفورافين (sulforaphane) تؤدي الى إلغاء نشاط انزيم الميروزينيز النباتي وأن الجلوكوسينوليتس يتحلل تماما بفعل البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. وقد وجد الباحثون أن أفضل طريقة لزيادة كمية الجلوكوسينوليتس المتاحه للجسم والمركبات الناتجة عن تحلله كالايزوثيوسيانيتس هو بتجنب الغليان. وقد أكد ذلك من خلال الدراسة التي أجراها الباحثون على مستويات الايزوثيوسيانيتس في الجسم، فقد وجدوا أن مستويات الايزوثيوسيانيتس الناتجة عن تناول البروكلي غير المطبوخ أعلى مقارنة مع المستويات الناتجة عن تناول البروكلي المطبوخ. وبينت الدراسات أنه للاستفادة من أكبر قدر ممكن من فوائد الايزوثيوسيانيتس، فإن أفضل طريقة لطبخه هي باستخدام البخار ولمدة خمس دقائق.

دكتور أحمد شلوان
باحث بجامعة ألكسندر
قسم الكيمياء والصيدلة
نونبرغ – ألمانيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى