المغرب: جمهورية الفساد في مملكة صاحب الجلالة
هذا عنوان كتاب أقوم بكتابته حاليا باللغة الإنجليزية أكشف فيه حربنا مع الفساد في المغرب منذ سنة 2008 حتى اليوم
.
الفساد المالي والسياسي تزداد خطورته كلما اقترب من الإدارة المركزية ومن صناع القرار، عادي جدا أن تجد الفساد في إدارة معينة أو في مجلس منتخب لكن الغير العادي أن تجده في وزارة أو في وزير أو في القصر الملكي أو في محكمة أنداك تضع يدك على قلبك من أجل مصير وطنك، لأن فساد الموظف سواء أكان وكيل ملك أو قاضي أو منتخب يصبح فقط جزء من منظومة فاسدة تراكم الثروة وتخرس كل الأفواه والأقلام يا إما بشراء الذمم أو بالضغط عبر المتابعات القضائية لكي يتم فتح الطريق على مصراعيه للفساد لكي يتحرك أكثر وينهي مملكة محمد السادس مثل نهاية بنعلي والقذافي وبشار الأسد….
عصابة الفساد تخترق القانون المغربي قبل غيرها وتدوسه وتتوسع شبكتها يوما بعد أخر ففي كل يوم يضاف لها موظفين جدد بعضهم قضاة وبعضهم الأخر وكلاء الملك وبعض رجال الأمن وبعض رجال الدرك وبعض المنتخبون وبعض الصحفيين وبعض الوزراء وبعض الموظفين في القصر الملكي وبعض السفراء والقناصلة…. لإن الردع غير موجود وبتالي أينما وجد موظف فاسد يلتحق بالكوكبة حتى كبرت كرة الثلج. مع احترامنا لكل النزهاء والشرفاء في نفس القطاعات والوظائف اذ لا يمكن التعميم.
لكن الخطير أنه بعدما أصبح الملك يلقي خطاباته وينبه لخطورة الفساد ازداد الفساد أكثر وظهرت جرائم مالية خطيرة مثل عملية دعم المحروقات, صفقة وزارة المالية سنة 2013، مشروع منارة المتوسط، المخطط الأخضر، المخطط الأزرق، صندوق التنمية البشرية، وكالة الجنوب والشمال والخروقات المالية التي عرفتها، صندوق المقاصة، صندوق التقاعد، المحافظة العقارية والتلاعب بممتلكات المواطنين والدولة، الأحكام القضائية الفاسدة والصادرة باسم الملك، ثروة بعض القضاة وبعض وكلاء الملك المشبوهة والغير مبررة… الوثائق التي كشف عنها الأمين العام للحزب المغربي الليبرالي محمد زيان أو مثل ما كشف عنه الصحفي حميد المهداوي….
لكن في الوقت الذي كان الشعب المغربي ينتظر اعتقال جمهورية الفساد وإسقاط الانقلابيين عن الملك والمملكة تفاجئ المتابعون والمراقبون للشأن المغربي اعتقال الصحفيين النزهاء ومتابعة المحامون النزهاء ومتابعة محمد زيان واعتقال الصحفي حميد المهداوي وهروب صحفيين ومحامون وسياسيون وحقوقيون الى أوربا (بلاد المنفى) وكشر الفساد على أنيابه الهشة لإن أنياب الفساد لا تنغرس إلا في جسم ضعيف أما جسم النزهاء والشرفاء كلما اقتربت منه أنياب الفساد تلقوا صعقة كهربائية قوتها عالية بالنزاهة والشرف.
اليوم الفساد يراكم ثرواته من دافعي الضرائب ويتراجع اقتصاد المغرب والعملة المغربية تم تعويمها في أخطر خطوة اقتصادية عرفها المغرب منذ الاستقلال والشباب المغربي يهاجر عبر قوارب الموت هروبا من وطنه في مشهد يدمي القلب. يفرون تجاه اسبانيا وفرنسا التي طردها الأجداد تحت وهم مقاومة الاستعمار! لكن ما فعله الفساد المغربي استحى عن فعله الجنرال الاسباني فرانكو والجنرال الفرنسي ديكول أثناء استعمارهما للمغرب. اليوم تضيع الهوية المغربية وقوة المواطن وظل الملك محاط ببعض من عناصر جمهورية الفساد يبعدونه يوما بعد أخر عن علاقات دولية ضاربة في تاريخ، تراجع المغرب وسمعة المغرب بسبب الفساد والظلم وتراجع الحريات وانتشار الفساد والرشوة في المملكة.
أتذكر تصريح أطول وزير فلاحة وصيد بحري في المغرب (11سنة) عزيز أخنوش حيث قال ” لي ما كيعرف أبا ما كيعرفني” لا أدري ما معنى هذا التصريح هل هو تهديد ووعيد أم مزيادة؟ الوزير الذي تناول عنده الملك محمد السادس وجبة إفطار رمضان ( أكبر خطأ يرتكبه الملك لدى موظفيه الملك لديه موظفون وشعب وليس أصدقاء، حتى في مملكة النحل لم نرى ملكة النحل في رحلة مع نحلة ما كصديقة طفولة مثلا)!. بعد إفطار الملك مع وزير الفلاحة في بيت أخنوش أصبحت ثروات المغرب الفلاحية والبحرية والمحافظة العقارية شهية طيبة لكل من يريد النهب والاستغلال كلميم خير مثال.
قبل انفجار الوضع في الحسيمة وأثناء وفاة الشهيد محسن فكري كشف لي مصدر موثوق أن شخص على علاقة مباشرة بالملك محمد السادس أعد تقريرا كاملا عن الوضع في الحسيمة لكن ممثل لجمهورية الفساد في المملكة وقف سدا منيعا من مقابلة الموظف المعني بالملك، وعاد المسؤول دون أن يلتقي بالملك حتى انفجر الوضع في الحسيمة وبعدها كان قد فات الأوان.
إن خطورة جمهورية الفساد في المملكة المغربية تكمن في سيطرتها على بعض الموظفين في مواقع حساسة جدا وهي كتالي:
بعض الموظفين في القصر الملكي
بعض الموظفين في وزارة الداخلية الذين ينتمون لجمهورية الفساد وينفذون مخططاتها.
بعض الموظفين في وزارة العدل
بعض الموظفين في النيابة العامة
كذلك أصبح بعض الموظفين في وزارة الخارجية مثل بعض القناصلة أو بعض السفراء الذين يسهرون فقط على تحويل الأموال إلى طلبة هم أبناء رؤوس جمهورية الفساد الدين يدرسون في بعض الجامعات الفرنسية أو الأمريكية أو البريطانية كما يستقبلون رؤوس جمهورية الفساد عندما يريدون العلاج أو حجز صالون للحلاقة أو صباغة أظافر زوجات جمهورية الفساد القادمين من المغرب. بدل أن يسهر القنصل أو السفير المغربي عن الدفاع عن مصالح المغرب والمغاربة مع احترامنا لبعض النزهاء منهم الذين باتوا يعانون بين قوة جمهورية الفساد وبين الوفاء للمملكة وخدمتها لأن جمهورية الفساد أخر طموحها هو خدمة المغرب والمغاربة.
جمهورية الفساد اليوم هي أقوى من الملك محمد السادس لكنها لن تكون أقوى من الشباب والمواطن المغربي، وكم تفاجأت وأنا أشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي شباب الوطن يهاجر في قوارب الموت فرحا كأنه هارب من سجن وليس من وطن.
اليوم الخيار بيد أبناء الوطن في الداخل والخارج لإعادة أمجاد المملكة المغربية عبر اسقاط جمهورية الفساد وإعادة كرامة المواطن المغربي والقطع مع جرافات جمهورية الفساد التي تنهب خيرات الوطن وتفقره وتنشئ له أزمات داخلية وخارجية لكي تجعل الحكم ضعيفا وتسهل التحكم والخنوع. ويقول المثل المغربي الشهير ” كلنا أولاد تسعة أشهر” جميعا من أجل إسقاط جمهورية الفساد في المملكة المغربية من أجل إعادة الملك محمد السادس إلى حكمه الحقيقي، حكم البيعة والدفاع عن كرامة المغاربة شعبا ووطنا. جمهورية الفساد سابقا سجنت محمد الخامس في جزيرة مدغشقر لكن جمهورية الفساد اليوم سجنت الملك محمد السادس دخل قصره في الرباط….
محمد الفني
صحفي ومحلل سياسي