“البيجيدي بين الأمس واليوم”.. اللي كيتخلص 2800درهم فقير ومول 20 درهم غني”

يعجب المرء عندما يتتبع مسار حزب برلمانيي ووزراء العدالة والتنمية، عند تمركزهم في المعارضة، وبعد انتقالهم إلى الأغلبية، بسبب الانقلاب الكامل والعكسي لمواقفهم وآرائهم التي كانوا يعبرون ويدافعون عنها لكسب تعاطف المواطنين ودعمهم.

وزراء “البيجيدي” الذين ميزوا الحكومة السابقة والحالية بفضائحهم التي فاحت روائحها، والتي انطلقت بفضيحة “الكوبل الحكومي” و””السيارات الفاخرة” و”مرحاض اعمارة” الى “سكر الرباح” و”20 درهم الحقاوي”، ساهمت بشكل كبير في إغناء سجلهم المهني الذي لم يحفل سوى بالاخفاقات والفضائح، ولم يشهد تاريخا أو حدثا أو انجازا مهما.

تصريحات الوزيرة الحقاوي الأخيرة والتي اعتبرت من خلالها أن المواطن المغربي الذي يكسب مبلغ “20درهم” يوما ليس بفقير، تأتي بعد التصريحات التي قدمتها قبل أشهر عن “شهيدات الخبز” باقليم الصويرة، حيث اعتبرت أن “اللهطة” حسب قولها هي العامل الأساس في الفاجعة.

الحقاوي، التي لم تتعلم بعد لجم لسانها واحتساب حروفها قبل نطقها، جرت عليها وابلا كبيرا من انتقادات المغاربة، الذين اعتبروا تصريحها حول “20درهم” ضحكا على الذقون، مشددين على أن السيدة الوزيرة تستفيد من راتب وتعويضات مالية تعد بالآلاف وليس بإمكانها الإحساس بمعاناة المواطن الفقير أو البسيط.

الحقاوي، والتي لم تقم بأي إنجاز يحسب لها منذ توليها وزارة الأسرة والتضامن…، قدمت مرة أخرى الصورة السيئة التي أصبح يعهدها المواطنون في مسؤولي حزبها، وأكدت على سيطرة تيمة “الجشع والطمع” على سلوكاتهم وتحركاتهم منذ جلوسهم على الكراسي الوزارية.

انتقادات النشطاء التي عمت مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت الى حد مشاركة فيديو لزميلها الوزير الحالي الحسن الداودي، والذي اعتبر من خلاله أن المواطن المغربي الذي يحصل على راتب 2800 فقير.

الداودي، الذي هاجم الوزيرة السابقة نزهة الصقلي، خلال الحكومة الاسبق والتي عرفت تموقع حزبه بالمعارضة، انتقذ بشدة أحد الدراسات التي أظهرت أن عتبة الفقر بالمغرب بلغت 9%، مقارنا إياها بالدول الاوربية وفي مقدمتها فرنسا التي تعتبر المواطن الحاصل على دخل 950اورو فقير.

ودافع الداودي في مداخلته بالبرلمان، عن الطبقة الفقيرة، معتبرا أنها لا تستفيد من عدد من الخدمات، كما أن دخلها المتوسط جد ضعيفة، مقارنة من مستوى المعيشة بالمجن الكبرى بالمملكة.

مداخلة الداودي الشرسة، قارنها النشطاء بتصريحات الوزيرة الحقاوي، والتي أكدت اختلاف مواقف قيادات الحزب خلال تواجدهم بالمعارضة، وبعد استفادتهم من المناصب الوزارية والتعويضات المالية الدسمة التي عمت أعينهم عن النظر الى الفقراء والإحساس بمعانتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى