اخراج ملف الصحراء من المعالجة الافريقية يربك ” البوليساريو “

عبّر المغرب، عن تمسكه بمسار منظمة الأمم المتحدة لحل نزاع الصحراء، مؤكدا أن اللجنة الرئاسية التي تمت المصادقة عليها من طرف القمة الأفريقية  بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، “ليست لها الأحقية في معالجة ملف الصحراء بقدر مسؤولية الأمم المتحدة”.

وشدد وزير الخارجية ، ناصر بوريطة، في تصريحات صحافية بنواكشوط عقب القمة الأفريقية أن “حل نزاع الصحراء يمر عبر مسار مجلس الأمن الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة، وليس عبر منظمة الاتحاد الأفريقي”.

اخراج المغرب ملف ” الصحراء ” من المعالجة الافريقية اقلق كثيرا جبهة البوليساريو التي كانت تعول على هذا الطريق بدليل التصريحات الغاضبة التي ادلى بها محمد سالم ولد السالك لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، والتي قال فيها إنّ المغرب يستمر في محاولة تحييد الاتحاد الإفريقي عن حلّ نزاع الصحراء.

ولأن الخسارة كانت فادحة حاول محمد سالم ولد السالك اتهام فرنسا بالوقوف وراء الانتصار المغربي قائلا: “الجدير بالاهتمام أن هذا الموقف المغربي المعرقل لم يكن ليستمر في تحديه للشرعية الدولية لولا التأييد الواضح والصريح في مجلس الأمن الدولي من طرف فرنسا، العضو الدائم في المجلس”.

ونال الغضب من البوليساريو كثيرا بعد وقوفها على الفقرة 20 من التقرير الذي عرض على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي والتي تنص على ضرورة أن يدرج الاتحاد الإفريقي عمله في إطار دعم معزز لجهود الأمم المتحدة، من أجل مضاعفة حظوظها في بلوغ هدفها. بعبارة أخرى لا يتعلق الأمر، بالنسبة للاتحاد الإفريقي، بتطوير مسلسل مواز لذلك الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.

وسجل بوريطة أن هذا القرار يذكر أيضا بنقطة مهمة تتعلق بالمرجعية، ذلك أن المرجع الوحيد في معالجة القضية يتمثل في قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة.

وبخصوص تركيز الملف في مستويات محددة على صعيد الاتحاد الإفريقي، أوضح د بوريطة أنه تم التأكيد بوضوح أن المسألة ستناقش من الآن فصاعدا على مستوى رؤساء الدول والآلية التي تم إحداثها.

وحول هذه الآلية التي تم تحديد مهمتها من طرف الرئيس الحالي للاتحاد، بول كاغامي، فقد أبرز الوزير أن الأمر لا يتعلق بآلية لمعالجة قضية الصحراء، ولا للتدخل من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء، بل هي “آلية أحدثت لدعم الأمم المتحدة، للتفاعل مع الأمم المتحدة في إطار مهمة المنظمة الأممية”.

وشدد على أن “ثمة فاعل ريادي وحيد هو الأمم المتحدة، وهناك دعم يتأتى من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وهيئات أخرى تواكب جهود الأمم المتحدة”.