close button

أكادير.. أزيد من 300 سيارة نقل سري تستعمل “البوطا” وتهدد الأرواح

هبة بريس- عبد اللطيف بركة

في مشهد يثير القلق في شوارع مدينة أكادير، تنتشر سيارات تشتغل بغاز البوتان، والتي تعرف محلياً بـ “الخطافة”. هذه السيارات (أزيد من 300 سيارة)، التي يطلق عليها أيضاً “قنابل موقوتة”، تقوم بتأدية مهام النقل غير القانوني بين أحياء المدينة وضواحيها، مستغلة أزمة النقل العمومي التي تشهدها المدينة.

وتعيش مدينة أكادير وضواحيها أزمة حادة في قطاع النقل، حيث لا تلبي وسائل النقل العمومية الحاجة المتزايدة على خدمات التنقل بسبب التوسع العمراني السريع، ما جعل الكثير من المواطنين يلتجئون إلى سيارات “الخطافة” كحل بديل، والتي يقوم سائقوها على تعديل سياراتهم للعمل بغاز “البوتان” عوض البنزين المتقلب سعره، و يكفي إجراء تعديل بسيط على محرك السيارة ليعمل على الغاز بدلاً من البنزين، الأمر الذي يسهل عليهم توفير تكلفة المحروقات .

ومما يزيد من الخطر على العامة هو السرعة التي يتحرك بها “الخطافة” في الشوارع خوفا من ضبطهم من طرف دوريات السلطات الأمنية ، مما يضاعف خطر الحوادث، حيث يهدف هؤلاء السائقون إلى نقل أكبر عدد من الزبائن في أقصر وقت ممكن، الأمر الذي قد يسبب حوادث سير مميتة. ومن أخطر ما يهدد حياة الركاب هو استخدام “البوطا”، أو قنينة الغاز، في سيارات النقل غير القانونية، التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، مما يزيد من تهديد سلامتهم.

وفي مواجهة ارتفاع أسعار البنزين بشكل مستمر، أصبح استخدام الغاز البديل بين أصحاب سيارات النقل السري، الذين يرون في هذه الطريقة حلاً للأزمة الاقتصادية التي يعيشونها، إلا أن هذه الظاهرة، على الرغم من توفيرها لحلول مؤقتة للبعض، إلا أنها تمثل تهديداً حقيقياً للأرواح على الطريق.

وتعمل المصالح الأمنية بين الحين والآخر على شن حملات واسعة لمكافحة هذه الظاهرة، حيث يتم حجز عدد من السيارات المستخدمة في النقل السري، إلا أن ضعف أسطول النقل العمومي وعدم قدرته على تلبية احتياجات المواطنين جعل العديد من المسؤولين يتجاهلون في بعض الأحيان هذه الظاهرة، مما يساهم في استمرارها.

في ظل هذه الظروف، يبقى أمل سكان أكادير خصوصا بالهوامش ، في إيجاد حلول جذرية لأزمة النقل، مع العمل على ضمان سلامة المواطنين الذين يعانون من مخاطر السيارات التي تشتغل بغاز البوتان.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لا قنابل موقوتة ولا هم يحزنون …الغاز امن على البنزين بمراحل وعديد من الدول تستعمل الغاز في تحركات سياراتها و وسائل نقلها ….فقط تريدون محاربة الدرويش

  2. فعلا أوافق كاتب المقال و خصوصا حين تناوله في الموضوع مدينة اكادير كمثل ، فالذي يجب اضافته إلى ماقاله هو أن أغلب سائقي هاته السيارات التي يسمونها بالمقاتلات تجدهم في حالة غير طبيعية ، أما في حالة سكر أو تخدير ، كما ان فيهم فئة كثيرة من ذوي السوابق و هذا يشكل خطرا على الراكبين و خصوصا منهم النساء. فقد سبق أن توفيت فتاة من طرف احد الخطافة حين رماها من السيارة التي كانت تمشي بسرعة جنونية و هو في حالة سكر طافح مما أدى إلى وفاتها وقد تم إلقاء القبض عليه بحي تدارت أنزا و هو الحي الذي تكثر فيه هاته الظاهرة اي ظاهرة سيارات الخطافة .لذا وجب على السلطات أن تقوم بواجبها و بالتالي القضاء كليا عليها حتى نتفادى مثل هاته الاحداث لا قدر الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى