close button

التسخينات الانتخابية.. كوْلسة واستمالة قبل الأوان

محمد منفلوطي_ هبة بريس

“عادت حليمة إلى عادتها القديمة” هكذا قيل وهكذا يُقال، عندما يتكرر مشهد ما، ويصير مألوفا ومكشوفا مسبق، ذلك ما ينطبق على التسخينات الانتخابية الحالية داخل المجالس، وفي حديث المقاهي والشارع العام ضمن سيناريو وحوار سياسي انتخابي قبل الأوان…

هو حوار سياسي إذن، انطلقت عملية نسج خيوطه في الخفاء والعلن، ومعها بدت بعض الوجوه السياسية التي كانت قد اختفت في وقت سابق للظهور من جديد خاصة في المناسبات لتقديم التهاني والتبريكات، والتعازي أحيانا مع المواساة..

حوارٌ شيِّق بطعم العزف على وثر استمالة الأصوات ومُوسيقى الظهور بمظهر المُعارض الشرس الغيور على مصالح البلاد والعباد.

هو حديث المقاهي والمجالس إذن، الذي بات يتردد صداه بين أوساط سياسية في سباق مع الزمن لرسم سيناريوهات المرحلة المقبلة، في خطوة استباقية وتحليل كذلك لما ستفرز عنه صناديق الانتخابات…

هو سباق محموم بطعم الحملات الانتخابية السابقة لأوانها ، حتى بعض الوجوه السياسية التي طال غيابها، لاح ظهورها في الأفق ليؤثث المشهد على موائد المقاهي بمختلف الزوايا داخل المدينة وحتى خارجها عناقا وابتسامة عريضة..

تجدها تتجاذب أطراف الحديث أكلا ونهشا في لحم خصومها السياسيين نميمة وغيبة، وكأنها وجدت في ذلك فرصة سانحة لنشر غسيلهم، مُذكِّرة بعيوبهم وفشلهم التدبيري، ومتعهدة بملء الفراغ اصلاحا وقضاء للحاجات..

هو حديث ” الكولسة الانتخابية” الذي يغلب عليه طابع ” الحمية والروح القتالية” في النقاش واستعراض العضلات، يجد فيه بعض المنتخبين المفترضين فرصة لتمرير خطاباتهم الحماسية والتعهد بالاصلاح، والعمل على اخراج قريته أو مدينته أو إقليمه أو جهته من مظاهر البداوة والتقهر المسجل على مختلف الأصعدة سواء على مستوى البنية التحتية، أو على مستوى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية..

في كل شبر من رقعة ترابية، إلا وتجد تجمعات لأشخاص ” تعلّقوا بالسياسة تعلُّق الرضيع بحليب الأم”، ومنهم من بات أسيرا لديها… همه هو الفوز ولا شيء سوى المقعد…

حركات تسخينية هنا وهناك…بعيدا عن ضجيج ” صداع الراس”، وعيون المراقبين.

هناك، تنسج خيوط السياسة وتُحاك بتقنيات عالية، وهناك تدور رحى ” الكولسة” لتخرج من بطونها أسماء محظوظة لخوض الغمار، فيما يرمى بالأخرى بلا رجعة، أو يتم إعادة ترتيبها على مستوى اللوائح متقهقرة إلى الوراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى