برلماني : وضعية سوق الشغل بالمملكة “مقلقة”

هبة بريس _. الرباط

وصف امبارك السباعي، رئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين، وضعية سوق الشغل في المغرب بـ”المقلقة”، مستندًا إلى معطيات صادرة حديثًا عن المندوبية السامية للتخطيط، التي كشفت عن ارتفاع ملحوظ في معدل البطالة ليصل إلى 21.3%، مع تفاوتات جغرافية وجهوية بلغت في بعض المناطق 31.5%.

خلال جلسة مساءلة وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أشار السباعي إلى أن هذه الأرقام تعكس عجز السياسات العمومية عن إيجاد حلول فعّالة لمعضلة البطالة، مشددًا على أن المشكلة لا تقتصر فقط على ندرة فرص العمل وضعف تأثير التدابير الحكومية، بل تتجلى أيضًا في الفشل في حماية المناصب الحالية التي شهدت تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح السباعي أن الاقتصاد الوطني فقد نحو ثلاثة ملايين فرصة عمل بسبب أزمة كورونا، إلى جانب خسارة 300 ألف فرصة شغل، منها أكثر من 200 ألف في الوسط القروي نتيجة توالي سنوات الجفاف وغياب فاعلية السياسات الفلاحية. وأكد أن تحقيق أهداف خلق مليون فرصة عمل و500 ألف إضافية كما حددها ميثاق الاستثمار الجديد يبدو بعيد المنال.

وطالب السباعي الحكومة بالكشف عن خطتها للحفاظ على المناصب الحالية واسترجاع الفرص الضائعة، بالإضافة إلى التدابير المتعلقة بتنفيذ التعويض عن فقدان العمل كجزء من مشروع الحماية الاجتماعية.

كما قدم السباعي مجموعة من المقترحات لتخفيف حدة البطالة، أبرزها تحسين مناخ الأعمال، جذب الاستثمارات في القطاعات الواعدة مثل الصناعة والطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، توزيع الاستثمارات وفق معايير العدالة المجالية، ودعم الشركات الصغيرة جدًا والصغرى والمتوسطة التي تشكل 98% من النسيج الاقتصادي وتشغّل أغلب اليد العاملة.

ودعا أيضًا إلى تطوير سياسات تشغيل مستدامة بدل الاعتماد على برامج مؤقتة مثل “أوراش” و”فرصة”، إلى جانب تبني برامج فعالة للتعامل مع آثار الجفاف، وفتح آفاق جديدة للتوظيف في القطاع العمومي مع الاستفادة المثلى من المناصب المالية المتاحة.

.