استياء سكان مدينة سلوان من انتشار “الحراكة” بمحيط مسجد صوناصيد
هبة بريس : عبد السلام بلغربي ، محمد زريوح
تشهد منطقة مدخل مدينة الناظور، وبالتحديد في محيط مسجد صوناصيد بسلوان، انتشارًا واسعًا لظاهرة “الحراكة” التي تتمثل في تجمع أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين الذين يسعون إلى التسلل إلى الشاحنات العابرة، بهدف الوصول إلى أوروبا عبر الطرق غير الشرعية. هذه الظاهرة باتت مصدر قلق واستياء لدى سكان المنطقة، الذين يرون فيها تهديدًا جديًا لأمنهم وسلامتهم.
ويعبر سكان سلوان والنواحي عن استيائهم من التصرفات العدوانية لبعض هؤلاء المهاجرين، حيث يقومون بمهاجمة الشاحنات لفتح أبوابها والتسلل إلى داخلها، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على سلامة السائقين والمارة والعائلات القاطنة في المنطقة. ويقول بعض الأهالي إن هذه الظاهرة تتفاقم يومًا بعد يوم، مما جعلهم يعيشون في حالة من القلق والتوتر المستمر.
إلى جانب ذلك، أثارت هذه التطورات تساؤلات حول دور السلطات المحلية في التعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة. فالسكان يطالبون جماعة سلوان والجهات الأمنية المختصة بالتدخل السريع والحاسم للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرًا متزايدًا. ويرى السكان أن تدخل السلطات ينبغي أن يتضمن زيادة في الدوريات الأمنية وتشديد الرقابة على مداخل ومخارج المدينة، بالإضافة إلى توفير حلول دائمة لهؤلاء المهاجرين بما يتناسب مع القوانين المعمول بها.
ويشير بعض النشطاء المحليين إلى ضرورة تعزيز التعاون بين جماعة سلوان والهيئات الأمنية والجهات المعنية بالهجرة، من أجل وضع خطة شاملة تهدف إلى معالجة الظاهرة من جذورها. ويؤكد هؤلاء النشطاء أن الحل لا يجب أن يقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، بل يجب أن يتضمن برامج اجتماعية واقتصادية تساهم في تحسين الظروف المعيشية للمهاجرين وتوعيتهم بمخاطر الهجرة غير النظامية.
ومن جانبه، يطالب المجتمع المدني بضرورة تنظيم حملات توعوية موجهة لسكان المنطقة والمهاجرين على حد سواء، بهدف تعزيز التفاهم والتعاون للحد من الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة. ويرى بعض المهتمين بالشأن المحلي أن تفعيل دور الجمعيات المحلية في معالجة الظاهرة قد يسهم في إيجاد حلول بناءة ودائمة.
وفي الختام، يبقى سكان الناظور في انتظار تحرك ملموس من قبل الجهات المختصة لمعالجة هذه الأزمة التي تؤرق حياتهم اليومية، في ظل تزايد أعداد المهاجرين وتفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة.