احتفالات عاشوراء بالمغرب … انزلاق عن الفرجة بالشوارع والأزقة
بدأت الاحتفالات المرتبطة بمناسبة ” عاشوراء” في السنوات الأخيرة تأخذ منحى خارج الفرجة المعهودة في هذه المناسبة وإن كان الفقهاء يجمعون على عدم جواز الاحتفال بها .
– تصرفات شادة تطبع المناسبة
قد يجمع المغاربة ان الاحتفالات ب ” عاشوراء” اصبح يطبعها تصرفات شادة لا علاقة لها بالاحتفالات التي كانت في العقود الماضية .
تتحول الشوارع والأزقة إلى ما يشبه ” ساحة حرب” أدخنة ونيران مشتعلة من الحطب إلى عجلات الحافلات والجرار، تلوث بيئي حاضر، تسجيل حالات إصابات بحروق في كل مناسبة، وهناك احتفالات تتحول إلى مشادات بالضرب والجرح بكل المدن التي تشهد الاحتفالات، عادة ما تنتهي باعتقالات ، المخدرات والحبوب المهلوسة حاضرة كذلك في هذه الاحتفالات، مما يجعل الوضع خارج السيطرة احيانا ، ولا يمكن السيطرة عليه سوى بحضور المصالح الامنية، كما ان السلطات المحلية الأقرب إلى أمكنة الاحتفالات والتي تتابع الوضع عن كثب، ثارة ينتهي بسلام واحيانا اخرى باعتداءات تنتهي بالبعض بالمستشفيات والآخرون في السجون .
– مناسبة اكثر استعمالا للمفرقعات
نبهت فعاليات مدنية، من تحويل الاحتفالات ب ” عاشوراء” إلى ساحة معارك، من خلال افعال لا علاقة بالفرح ، بل يسود الخوف في الشوارع والأزقة ، خصوصا بالأحياء الشعبية التي تحتفل بالمناسبة، وقال هؤلاء ان المحتفلون خصوصا فئة الشباب باتوا يستقدمون مفرقعات من الحجم الكبير، وهو ما يشكل خطر على سلامة المحتفلين انفسهم او المواطنين، بعدما كان في وقت سابق يتم الاقتصار على مفرقعات صغيرة، وهو وضع تسابق السلطات الامنية الزمن من اجل احتواءه وتوقيف تجار هذه المواد المفرقعة والتي تسببت في اكثر من مناسبة إصابات، دون الخوض فيما تحدثه من ضجيج بالشوارع والأزقة ، باتت تؤرق السكان .
– الماء القاطع عوض المياه العادية
من السلوكيات الشاذة، التي تطبع الاحتفالات ب ” عاشوراء” هو استعمال الشباب المحتفل لمواد خطيرة على صحة الانسان، من ضمنها ” الماء القاطع ” والتي عادة ما يكون ضحيته النساء، وهن يعتقدن ان من قام برش ملابسهم ب ” ماء زمزم” تكتشف بعد حين ان لباسها التي اشتره بثمن، بدأ يتساقط بسبب هذه المادة الخطيرة، وغيرها من الحوادث التي لم يعد يتقبلها المواطنون .
– تبدير المياه في عز ازمة الماء
هناك من السلوكيات التي تطبع احتفالات عاشوراء، من ضمنها تبدير مياه الشرب، وان كانت عادة رش بما يسمى ” مياه زمزم” عادة قديمة بالمجتمع المغربي، لكن التغيرات المناخية وما واكبها من قلة التساقطات المطرية ، وتوجه الدولة إلى مشاريع تحلية مياه البحر وما يواكبه من مصاريف مالية في تصفية متر مكعب من المياه، خلال هذه السنوات لم يعد مقبولا هدر المياه بهذا الشكل، وكان لزاما على الأسر والجمعيات البيئية التحسيس بأهمية الماء وعدم هدره بهذا الشكل العشوائي .
– طقوس الشعوذة سائدة رغم الحداثة
يوم عاشوراء، هو يوم ديني موافق للعاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ارتبط بالعديد من الأحداث التاريخية الدينية، فهو اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنوده، فصامه سيدنا موسى شكرا لله تعالى، ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته بصيامه.
ويرتبط هذا اليوم عند المغاربة بعادات وطقوس احتفالية مختلفة في أشكال متعددة تتمظهر في “زمزم” و”الشعالة” و”بابا عيشور” و”القديدة”، كما تتخلل هذه الاحتفالات طقوس السحر والشعوذة، ويعتبر هذا اليوم موسما من مواسم السحر لدى المشعوذين لاعتقاهم أن عملية السحر في يوم عاشوراء فرصة لا تعوض، له فعالية ويستمر مفعوله لمدة عام دون الحاجة لتجديده.
وفي هذه الفترة، يكون التردد على “السحرة” و”الشوافات” بكثرة، من مختلف شرائح المجتمع ومختلف الأعمار، وتتعدد الأسباب الداعية إلى ذلك، فهناك من يقصد هذه الأماكن بغية الزواج، وهناك من يسعى لجلب المحبة ما يسمى “التهييج”، في حين يرغب البعض في القيام بأعمال شيطانية بغية الانتقام فيستخدمون السحر الأسود لتفرقة الأزواج أو رغبة في نشوء صراعات وخصومات عائلية.
وبهذه المناسبة، يكثر الإقبال على العطارين بغية اقتناء البخور وما يسمى بـ”التفوسخة”، إضافة إلى تردد العديد من الناس على الأسواق السرية لاقتناء وصفات السحر “مخ الضبع، لسان الحمار…”، ناهيك عن زيارة السادات والأضرحة. كما لم تسلم قبور الموتى من هذا اليوم، حيث تشهد العديد من المقابر حركة مهمة في هذه الفترة، ويتم وضع “الطلاسم” و”الحجابات” بالقرب منها، وفي بعض الأحيان تستدعي ضرورة الساحر النبش في القبر لنجاح عملية السحر.
يستغل “السحرة” يوم عاشوراء، لرمي السحر المدبر في نيران “الشعالة” التي يشعلها الشباب في تلك الليلة ويلهون بقربها، مقرونة بأهازيج شعبية، معتقدين أنه كلما احترق السحر كلما كان مفعوله قويا.