مصداقية الجزائر في خبر كان.. بيان رسمي كاذب لتغطية الفشل الديبلوماسي

هبة بريس ـ الدار البيضاء

كذب في كذب، هكذا أضحت سلطات العسكر في بلاد الجزائر أضحوكة وسط المنتظم الدولي الذي بات يدرك جيدا مراهقات نظام سياسي يستمد شرعيته من الجنرالات و ليس الشعب.

كل يوم تطالعنا البلاد التي شاءت الأقدار أن تجاور حدودنا، بكذبة جديدة، غير أنه حين يتعلق الأمر بكذبة في وسائل الإعلام الجزائري و ما أكثرها يوميا، قد نقبلها على مضض بتبريرات من قبيل البحث عن رفع نسب المشاهدات، لكن حين يتعلق الأمر بكذبة رسمية من رئاسة الجزائر و خارجيتها فهنا لا يمكن سوى أن نشفق على شعب الجزائر الذين سلطت عليهم الأقدار مسؤولين مراهقين فكريا غير ناضجين سياسيا.

يوم أمس و في بيان رسمي، طالعتنا الخارجية الجزائر بخبر زينت به صفحتها الرسمية و هللت له الأبواق الإعلامية في بلاد البترول و الغاز مفاده نجاحها في وساطة في النيجر لإنهاء الانقلاب العسكري و العودة للنظام الدستوري في ستة أشهر.

صبيحة اليوم، ردت خارجية النيجر رسميا على بيان نظيرتها الجزائرية، و كذبت ذلك جملة و تفصيلا، و قالت بأنها غير معنية بما روجته خارجية تبون و شنقريحة، و أن مهلة الستة أشهر التي جاءت في بلاغ وزارة عطاف من وحي خيال كاتبها.

تكذيب سلطات النيجر للجزائر وضع الأخيرة في موقف لا تحسد عليه صراحة، فلا أحد يتمنى أن يكون في يوم من الأيام مكان نظام العسكر الحاكم في قصر المرادية، فأن تنعت ب”الكذاب” أمام أنظار كل العالم و بشكل رسمي ومن جهة رسمية، فهذا قمة الإذلال و المهانة.

على أي أكاذيب الجزائر لن تتوقف على أي حال، لأن من شب على شيء شاب عليه، و الله يعفو عليهم و صافي، غير أنه لا بأس المرة القادمة أن تجتهد نوعا ما في فن الأكاذيب و لو لتغطية بضع من فشلها الديبلوماسي الذريع و ضعف نفوذها الذي يتلاشى يوما بعد يوم خاصة في القارة السمراء و دول الجوار التي كانت حتى وقت قريب تعتقد أنها قادرة على التحكم فيهم بأموال الجزائريين من عائدات الغاز و البترول.