close button

زلزال الحوز.. أَلَّف القلوب ووحَّد الشعوب وذكَّر بالعُيوب

في الوقت الذي لم يستفق فيه العالم بعد من تداعيات كورونا والحرب الجارية بين روسيا واوكرانيا، وما خلفته هذه الأحداث المتتالية من خسائر كبيرة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا على سكان المعمور، هاهو العالم يقف اليوم أمام فاجعة أخرى وهو يتابع جهود الانقاذ متواصلة لانتشال الضحايا والجثث من تحت انقاض زلزال ” اقليم الحوز” بالمغرب…

نعم، وقفت الدولة وقفة رجل واحد برجالاتها ومواطنيها ممن قدموا سواعدهم لمنح الدماء، كما وقف معها العالم أجمع لتقديم التعازي والمساعدات ولملمة الجراح في أكبر زلزال عرفه العالم لم يبق ولم يذر، حصد آلاف من الأرواح ودمر البنى التحتية وشرد العديد.

العالم وعلى الرغم من الانقاسامات التي خلفتها الحرب الجارية بين روسيا واوكرانيا المدعومة من الغرب، وما تعرفه افريقيا من أزمات سياسية، إلا أنه بدى موحدا وأبدى تعاطفا كبيرا ودعما كبيرا لإعادة إعمار المناطق المنكوبة ومباني المواطنين البسطاء الذين فقدوا مايملكون…

الزلزال الذي وصفه خبراء وعلماء في الزلازل بالعنيف والأسوأ في تاريخ البشرية، حتى إنه أربك حساباتهم ونتائج دراساتهم العلمية، لكن وعلى الرغم من ذلك، وقفت الدولة المغربية بقيادة الملك محمد السادس حفظه الله، وبمعية الشعب المغربي الحر، وأشقاء المغرب وأصدقائه، وسواعد أبنائه الشرفاء من ” قوات عسكرية وأمنية واسعافية ومدنية وطبية وجمعوية واعلامية وووو”، ليواصلوا عملية البحث تحت الانقاض على الرغم من وعورة المسالك.

زلزال لم يكتف بحصد الأرواح، بل تعداها ليصل البنى التحتية بأكبر مدينة سياحية ” مراكش”، حتى مآثرها التاريخية تضررت وتحطمت أجزاؤها جراء الزلزال المرعب الذي بلغ مداه وتداعياته مدن أخرى، أخرج ساكنتها وأسكنهم العراء، وأبكى صغارهم…

فاجعة وبالرغم من تداعياتها المؤلمة، إلا أن أنها وحدت دول العالم، بل وحدت حتى الشعوب، بل وأبانت عن معدن البشرية رغم اختلاف العادات والتقاليد وحرية المعتقد….

نعم، كانت رسالة قوية من رب السماء ستبقى راسخة في أذهان كل من عايشها وعاش أهوالها…بأنها آية من آيات الله تذكر المرء بعيوبه….

إنها آية من آيات الله التي طالما وقفنا عنها عند تصفحنا لكتاب الله، بأنها صورة طبق الأصل مفادها ” أن المرء عند الأهوال، يتخلى عن مايملك في لحظة معينة دون أن يعي، وكأنه في حالة سكر وذهول، نعم يتخلى عن أغلى مايملك، حتى المرأة لا تأبه لصغير ولا لرضيع…فصدق الله العلي القدير حين قال:” يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ”…

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. كل الشكر والتقدير والمحبة لكل من ساهم اوآزر وتضامن معنا في هذا المصاب الجلل لله ما أعطا وله ما اخذ ..

  2. الحمدلله المغرب يوحد الامم في الشراء والضراء في مونديال قطر وفي فاجعة الحوز
    اللهم ارحم الشهداء واشفي المصابين واحفظ بلدنا من كل شر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى