الغالي :”بلاغ الديوان الملكي كان واضحا وبلاغ البيجيدي خرج عن سياق تقوية الصف الوطني”

قال أستاذ العلوم السياسية، محمد الغالي، إن بلاغ الديوان الملكي الموجه للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية كان واضحا فيما يتعلق بثوابت المملكة المغربية، وهي قضية الوحدة الترابية التي تتحكم فيها وتحددها مجموعة من التغيرات الجيوسياسية الواقعية التي تتطلب نهجا واقعيا بعيدا عن الأهواء والعواطف وعن بعض الحسابات الضيقة.

وأوضح الغالي في تصريح لجريدة “هبة ريس” الإلكترونية، أن بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية حول اتهامه لمسؤولين كبار مغاربة خاصة وزير الخارجية فيما يتعلق بتصريحاته المتعاطفة مع اسرائيل وانتقاده وإدانته من طرف بيان الأمانة العامة للبيجيدي اعتٌبِر أن فيه تقاطعا موضوعيا مع أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية ومع الأعداء الاستراتيجين لدوام واستمرار الدول المغربية وخاصة الجزائر التي تبخس كل ما هو مغربي من مبادرات وتضحيات تقدم لفائدة القضية الفلسطينية سواء عن طريق لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس أو من خلال بيت مال القدس الذي يقوم بمجموعة من المشاريع التنموية للحفاظ على القدس وعلى طابعها الديني المتعدد الاسلامي والمسيحي واليهودي.

واسترسل الغالي، على أن بيان الأمانة العامة للبيجدي يضرب كل هذه الجهود وخصوصا أنه موقف يأتي من الداخل ومن حزب سياسي وقع رئيس حكومته آنذاك سعد الدين العثماني على الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي والذي قبل توقيعه حسب بلاغ الديوان الملكي أنه كانت هناك ضمانات من طرف المغرب إلى القيادة الفلسطينية خاصة مكالمة الملك مع محمود عباس رئيس دولة فلسطين مذكرا إياه بأن هذا الاتفاق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضرب العلاقات الاستراتيجية المغربية الفلسطينية وأن هذا الاتفاق لا يمكنه إلا أن يدفع في اتجاه إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين.

كما أضاف مشدداً على أن هذا البيان يأتي في سياق كان المغرب واضحا خاصة خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2022 والذي أكد من خلاله على أن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية هي خط أحمر أمام الجميع وأن النظارات التي سينظر بها المغرب إلى شراكائه مع الخارج ومع مختلف الدول ستكون بناء على موقفه الواضح من قضية الوحدة الترايبة إذن لاحظنا أن الجزائر تشجع كل المؤامرات ضد المملكة المغربية بالدفع بأن هناك تطبيع مع اسرائيل وأن هناك تهديد للأمن القومي لشمال إفريقيا من خلال علاقات المغرب الاسرائيلية بل أكثر من ذلك الجزائر تستغل الموقف وتشجع إيران على الاستيطان في منطقة شمال افريقيا من خلال بوابة جهة البوليساريو

وأكد ذات المتحدث على أن سياق البلاغ، لا يمكن أن يسير إلا في الاتجاه الذي يقوي الصف الوطني المغربي وليس الخروج بمواقف تضرب هذه الوحدة الوطنية كما فعل البيجيدي من خلال بيان أمانته العامة الذي خرج عن هذا الإجماع وأعطى رسائل سلبية في ما يتعلق بالمواقف المغربية تجاه القضية الفلسطينية.

وشدد المحلل السياسي على أن بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ضرب بشكل كبير الثقة التي وٌضعت في الحزب خاصة أن هذا الحزب حظي بتدبير ولايتين حكوميتين لحوالي عشر سنوات، واعتقد انه ستكون له تبعات وآثار على اعتبار أن كل مكسب لا يمكن إلا إذا كانت هناك ثقة متبادلة بين الأطراف السياسيين، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون بين الفينة والأخرى خرجات لبعض المناضلين أو بعض المحسوين على الحزب ولكن أن يكون بيان رسمي صادر عن الأمانة للحزب فاعتقد أن هذا ليس عمل فيه خطأ عابر بل هذا عمل سياسي يعكس موقف أصلي للحزب وبالتالي فتحمل التبعات مطروح والحزب يجب أن يكون مستعدا لكلفة تضحيته بالثقة التي وٌضعَت فيه .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا يمكن لأي كان أن يزايد على المغاربة في
    حبهم لدينهم ولا في نصرتهم للقضية الفلسطينية ولا مكان لتجار الدين عندهم

  2. تاجروا في السياسة باسم الدين فنفد زادهم لان تجارتهم فسدت.
    عاقو بهم المغاربة….والآن ضحوا بالحزب من أجل التباهي والنفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى