إليك ياتبون…من أعطاك الحق لكي تدافع عن قضايا هي أكبر من حجمك؟
محمد منفلوطي_ هبة بريس
يبدو أن المنحى التصاعدي الذي حققته الدبلوماسية المغربية الحكيمة في تعاطيها مع ملف قضيتنا الوطنية بالصحراء المغربية، قد بعثر أوراق نظام العسكر الذي كان يراهن على واجهة بحرية أطلسية ليضمها إلى نظامه دفعا ” بجبهة العار” آكلا بفاها الثوم كما يقال في حكم ناس زمان.
كبيرهم ” تبون” هذا الذي جن جنونه، خرج مخاطبا في القوم بأن نظامه المتهالك لن يتخلى عن جبهة البوليساريو وسيبقى مدافعا عنها وعن اطروحتها الانفصالية، حاشرا أنفه في كل صغيرة وكبيرة بلباس الزعامة المصطنعة، ناسيا أو متناسيا قضايا بلاده بأزماتها الداخلية اقتصاديا وحقوقيا واجتماعيا، عازفا على وثر الدفاع عن القضايا الاقليمية…
إليك ياتبون أقول وأسأل: ” من نصّبك كي تتبنى وتدافع عن قضايا هي أكبر من حجمك؟” فبخروجك الأخير هذا برهنت بالدليل القاطع أنك طرف رئيسي في هذا النزاع المفتعل.
خرجة تبون ورقصته هذه، ما هي إلا ترجمة حرفية لحجم العداء الذي يكنه نظام العسكر للمغرب ولقضيته العادلة، كما أن رقصته هاته هي مناورة منه لتصدير أزماته الداخلية جراء الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي تضرب بلاد الغاز، بسبب سباق العسكر للتسلح ونفقاته التي أثقلت كاهله وأفقرت شعبه الشقيق، إضافة إلى ارتفاع التكلفة المالية لتبني جبهة العار والدفاع عنها بالمال والسلاح، وصناعة رأي عام داخلي وخارجي مدفوع الأجر مسبقا لترويج المغالطات وتشويه سمعة المغرب حقوقيا وسياسيا واقتصاديا.
إليك ياتبون أقول: ” المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وحشود دول العالم تسارع الخطى اعترافا بمغربيتها، ومشاريع التنموية والنهضة الاقتصادية والاجتماعية قد وجدت طريقها هناك، شقا للطرقات، وتشييدا للمرافق والمصانع والموانئ والسكك الحديدية والطرق السيار بحكمة دبلوماسية مغربية حكيمة تحت قيادة ملك شاب يشتغل في صمت، مد يده في أكثر من مرة سلاما وتسامحا…
إليك ياتبون أقول: ” إن المغرب عاد بقوة إلى حضن أسرته الافريقية، وبالتالي سحب البساط من تحت قَدمي نظامكم المتهالك الذي أصيب بالسعار جراء تراجع نفوذه في العمق الافريقي لصالح الاستثمار المغربي سياسيا واجتماعيا و اقتصاديا بصيغة رابح رابح، عكس نظامكم ” ياتبون”، الذي ظل لعقود ينتهج سياسة شراء الأصوات بأموال الشعب من عائدات النفط والغاز.
رقصة تبون هذه، هي ردة فعل طبيعية من رجل خسر كل شيء في قضية ظل يراهن عليها تجسيدا لسياسته الاستعمارية التوسعية، بل هي تصريحات يائسة بائسة تختزل حجم الفشل السياسي الذي مُني به جراء المكاسب الذي حققها المغرب وعلى رأسها مشروع أنبوب الغاز الطبيعي بين المغرب ونيجيريا وما يعني ذلك من منافسة دولية للمنتوج الجزائري حيث سيفتح المغرب باب أوروبا للمنتوج النيجيري، وكذا الاعترافات المتواصلة وفتح القنصليات والسفارات المتتالية.
رقصة تبون هاته، مجرد تسويق اعلامي مستهلك، عبر خلق عدو وهمي لدغدغة مشاعر الشعب الجزائري الشقيق الذي يعي كل الوعي بأسلوب نظام العسكر المناور صانع الأزمات ومُصدرها….إليك يا تبون أقول: ” من أعطاك الحق لكي تُدافع عن قضايا هي في الأصل أكبر من حجمك؟”.