“بن كيران “يواجه التيار الحداثي.. دفاعًا عن الأسرة أم محاولة لاسترجاع “شعبية ضائعة”

عاد النقاش ليشتد مرة أخرى حول “تعديل قانون الأسرة”، بعد الخرجة الأخيرة للرئيس الأسبق للحركة الدعوية التوحيد والإصلاح، والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، حيص وصف مطالب حقوقيين ب”التدابير الشيطانية”، حيث قال في مؤتمر للقطاع النسائي في اليجيدي، أول أمس السبت، “يجب أن تنتبهوا إلى أنهم لم يطالبوا بعد بالاعتراف بالزواج من نفس الجنس، وهذا ليس مثلية … إنها تدابير شيطانية، وأهدافهم تخريب الأسرة المسلمة”، الأمر الذي يعيد الذاكرة المغربية الى الانقسام الذي عرفه الشارع المغربي بداية القرن الحالي سنة 2000، بين مؤيدين ومعارضين لخطة إدماج المرأة في التنمية.

وفي هذا السياق، قال سعيد لحكل المتخصص في قضايا الاسلام السياسي والإرهاب، في تصريح لجريدة “هبة بريس” الإلكترونية، إن بنكيران يريد أن يعود المجتمع المغربي إلى سنة 2000 وإلى الصراع الذي كان حول مشروع خطة إدماج المراة في التنمية، وأدرك أن البيجيدي استفاد كثيرا من تلك المعركة، وقام بتجييش الناس لفائدة الحزب واستقطب من خلالها عددا من الأعضاء وقدم نفسه حينها أنه هو من يدافع على الهوية والدين والأسرة، واستثمر تلك المحطة ضد مشروع الخطة سياسيا، وانتخابيا هي من ستمنحه صدارة انتخابات 2011.

وأضاف الباحث المتخصص، أنه وبعد الهزيمة المدوية التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في الثامن من شتنبر، وفقدانه الأمل في المنافسة على صدارة الانتخابات، برر أعضاء العدالة والتنمية هزيمتهم إلى إقصاء بنكيران من الأمانة العامة ولهذا أعادوه إلى الأمانة العامة، وقاموا باسترجاعه بكل مساوئه وتهريجه”، مشيرا إلى أن “الفرصة المتاحة له الآن لاسترجاع بعض ما ضاع من شعبية الحزب، هو أن يدخل في مواجهة مع التيار الحداثي والحركات النسائية ومطالب تعديل المدونة ويجعل منها معركة رئيسية وإعادة نفس سيناريو سنة 2000 .

جاهلية الحقوقيين

وجوابا على سؤال حول استعادة خطاب الإخوان المسلمين، والمتمثل في مفهوم “جاهلية القرن العشرين” لمحمد قطب وتوظيفه من طرف بنكيران في خرجته الأخيرة، بعدما كان البيجيديون يتبرمون من هذا الخطاب الإقصائي، حين كانوا على رأس الحكومة، أوضح سعيد لكحل :” لا يمكن أن يتحرروا أو يتخلصوا من التراث الأدبي للاخوان المسلمين، المؤسسين لهذا التنظيم، وهذه هي الخلفية الإيديولوجية التي يتغدون منها، ويستمدون منها كل مفاهيمهم وفتاواهم، وانطلاقا منها يواجهون معارضيهم، وهم لديهم صنفين إما أنك إسلامي أو حداثي جاهل، وما وقع لمفهوم العلمانية من تضليل وتشويش، يحاولون الييوم إلصاقه في الحداثة واعتبارها تكفيرا ومعاداة ومناهضة للاسلام.

وأبرز المتخصص في حركات الإسلام السياسي، جوابا على رفض بنكيران لمفهوم “المثلية” ونعتها “اللواط” أنه “لكي يكسب متعاطفين جدد، ويتمكن من التأثير عليهم يستعمل هذه المفاهيم الدينية التي تنفر أي مسلم عندما يسمعها، ولا يقبل المصطلحات الجديدة التي توظفها الجمعيات الحقوقية وطنيا ودوليا، ولكن يستعمل مفاهيم ذات حمولة دينية، من خلال الإحالة على ما وقع لقوم لوط، ومن ثم الخلوص إلى أن سبب كل الكوارث هو هذه المفاهيم.

وكشف الكحل أن الإسلاميين معروفون بتوظيف الدين في السياسية من أجل السلطة، وأنه بعد وصولهم إلى الحكومة، وزعوا المناصب فيما بينهم وأخذوا حقوقهم واستفادوا، حينها لم يعد لهم مجال لإثارة فتن ومشاكل تهدد مصالحهم المادية، بل “غادي يبردو الطرح” ويظهروا للنظام وللأحزاب الأخرى أنهم حزب سياسي عادي ، ولكن من بعد الهزيمة وبعد ما وقع لهم يظهر أنه لم يكن الا تكتيكا، والأصل هو توظيف الدين في المحال السياسي وفي أية لحظة وقعت لهم انتكاسة إلا ويعودون لاستعمال الدين من أجل المناصب والمكاسب ولا علاقة لهم بالدين.

وتعليقا على ما قاله بنكيران بخصوص “موقعنا الطبيعي هو المعارضة”، قال سعيد الكحل، “ليس له خيار آخر غير المعارضة، فهو ملزم بأن يكون في المعارضة، وأن يقوم بمعارضة ليست سياسية ولكن معارضة دينية بأهداف سياسية، وهنا يستعمل أسلحته الدينية والأيديولوجية من أجل تصفية الحساب مع الحكومة والخصوم، بعد البلوكاج وبعد الهزيمة المدوية التي لحقت حزب العدالة والتنمية.

وأضاف ذات المتحدث، تعليقا على الفصل بين الخطاب الدعوي والسياسي الذي كان يردده بنكيران وغيره من القياديين حين كان البيجيدي يقود الحكومتين، “هذا ليس إلا تكتيك، أما الأصل فهو حركة دعوية، فهو لا يميز ين حركة التوحيد والإصلاح والحزب، فهذا الأخير ليس إلا الواجهة السياسية، وخلال رئاسته للحكومة قام بتقسيم الأدوار، ووجوده على رأس الحكومة كان يفرض عليه الانضباط والالتزام بأعراف السياسة، ولكن في نفس الوقت أعطى المجال للحركة، بأن تعبر على ما يريد الحزب أن يعبر عنه، فالحركة استمرت في مناهضتها للتطبيع ولقانون القنب الهندي وللقانون الاطار وللاجهاض.. وكان يريد أن يظهر أن مواقفه ليست هي الأرقام الأصلية التي كانت في الحكومة، لأنها تفرضها الضرورة، في حين الحركة والشبيبة سيقومان بدورهما، والآن بعد إقصائه من الحكومة، رجع إلى الدعوي وتشكيل جبهة أو قوة لمناهظة كل مظاهر الحداثة والتحديث في المغرب.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. هذا المحلل هو الجاهل وليس سيدقطب رحمه الله
    تريدون إفساد المجتمع المغربي أنظر إلى النتائج وأين وصلنا من الانحلال الخلقي ونسبة الطلاق المهولة في المجتمع المغربي و و و أصبحنا أكثر الشعوب نفاقا في العالم

  2. بن كيران هلك لمغاربة
    فرش الارضية لأخنوش وخلاه يتبورد
    بن كيران رفع الدعم على المحروقات وهرس صندوق المقاصة وخربها وزاد مع الطريق مخلفا أزمة سعاني منها المغاربة عشرات السنين

  3. ايها الرفيق سعيد الكحل وايها الاخ بنكيران، اولا لرفيق انتم تعلمون بأن الشعب المغربي كله مسلم ولدا تريدون إدخال هذه الحداثة من جهة ومن جهة أخرى افكار بتمويل غربي لكل الجمعيات المدافعة عن انحلال الأخلاق الإسلامية، وجميع السياسيين داربين الطم، لان كل هذه الأحزاب والجمعيات مستفيدة من هذه الأشياء، إلا حزبين وهما العدالة والاستقلال،
    سؤالي لسعيد الكحل لماذا هذه الأحزاب او الجمعيات المحمولة من الخارج تفتح لبن كيران وغيره من المغاربة المسلمين هذا الباب، وهدر مع اصحابك الله يخليك… راني اعيش في أوروبا وعارفه باش منفوخة

  4. هي محاولة لاسترجاع شعبية ضائعة و تغطية لجرائم ارتكبت في حق سكان هذه الرقعة من الكرة الارضية . لكن هيهات هيهات . بئس المحاولة و بئس حزب الشيطان هو .

  5. سعيد لكحل وجماعته تطعن في الاسلام بشتى الطرق وفي نفس الوقت نحن لانتفق مع بنكيران في بعض الامور

  6. نوع من الاحزاب ينصبون نفسهم حامين للمقدس فقط لبكسبو بعض الأصوات الانتخابية و الوصول إلى مركز الاستفادة المادية و الدنيوية. و لديكم أمثلة كثيرة عن هذه المجموعات الحزبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى