واقعة ريان.. رسالة من السماء وحدت البشرية على كلمة سواء

يبدو أن واقعة الطفل ريان الشهيد، التي تفاعلت معها أعلى سلطة في البلاد، وسخرت لها الدولة المغربية امكانات بشرية ولوجيستيكية همت تحريك جبل من جبال شفشاون الأبية، لتخليص أحد أبنائها من غيابات الجب، ضمن ملحمة وطنية وحّدت شعوب العالم بأسره على كلمة سواء أساسها المحبة والاخاء والتعاون في زمن الشدائد، ( يبدو) أن هذه الفاجعة ازاحت اللثام عن ظاهرة ظلت لعقود تلوكها الألسن وتتداولها الاسطوانات على مر السنين بأن الحس الانساني في زمن العولمة قد ولى، وأن العلاقات أصبحت تحكمها المصالح بمختلف فئاتها، وأن منطق ومبدأ التعاون والتآزر أضحى في خبر كان، لكن سرعان ما أثبتت قصة ريان زيف الادعاءات، وبرهنت من جديد على أن تكريم بني آدم من فوق سبع سماوات من قبل خالقه، لم يأت اعتباطا بقدر ماهي حقيقة قائمة على الانسان مهما طغى وتجبر، لابد من يوم يأتي ويعيده إلى فطرته التي فطره الله عليها…

واقعة ريان، جاءت بحمولات عدة، سياسية منها واقتصادية واجتماعية وبيئية…حتى أن سقوطه في البئر جعل العديد من الدول تعيد سياساتها ونهجها المتبع في حفر الآبار، ولاسيما إذا تعلق الأمر بسياسات الحفر العشوائية دون سلك البعض للمساطر الإدارية.

سقوط ريان في البئر، وما تلا ذلك من اتخاذ لقرارات صارمة من قبل العديد من الدول في الموضوع المتعلق بحفر الآبار لاسيما في زمن قلة التساقطات المطرية وغور المياه الجوفية، وما قد يهدد حياة البشرية جمعاء مادام أن الله عز وجل جعل من الماء كل شيء حي….فهل كان لسقوط الطفل ريان رسالة من السماء لعُمّار الأرض لتفادي السيناريوهات الأسوء، والعمل بجهد جهيد لانقاذ كوكب الأرض من شبح العطش والدفاع عن المحيط البيئي وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة الضيقة؟

معجزة الطفل ريان، أعادت البشرية إلى حقيقة وجودها، حقيقة حاول البعض انكارها جحودا وجدلا، لكنها أصرت في المقابل على التذكير بأن الخالق جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاون ونتآزر في زمن الشدائد، بيد ان الجميع طوى موضوع الخلافات بنكهة المصالح الاقتصادية والسياسية، ولبى نداء التعاطف والتفاعل، وظهر العديد بمظهر الكريم المعطاء بلاحساب هبة واحسانا… ونزلت المبادرات على والدي ريان بردا وسلاما لعلها تنسيهما لهيب الفراق….

في عالمنا العربي، كانت المواقف على لسان رجل واحد، الكل تغنى بقصة ريان رثاء وبكاء وموعظة، حتى أكبر علماء العالم الاسلامي تفاعلوا وجعلوا من الواقعة رسالة من السماء…

حتى العالم المتحضر في زمن التواصل الاجتماعي، كان له موقف مشرف، حتى كبار نجوم هوليود وبوليود ونجوم كرة القدم، رسموا لوحات مشرفة، وأعطوا الدروس في نبل الانسانية وتميزها على باقي المخلوقات رغم الخلافات والاختلافات…

نعم، طويت صفحة الطفل ريان، وذهب ملاقيا ربه عز وجل، لتبقى الحكمة من وفاته لغزا محيرا للعلماء، إذ كيف لطفل صغير بقرية نائية جبلية أن يجعل من حدث سقوطه في البئر حادثا تاريخيا لم يعشه العالم بأسره حتى في زمن الحروب القاسية والاضطرابات السياسية التي عصفت بأنظمة وشردت مواطنيها….

فعلا، كما يقال على ألسنة الناس ويتردد، أن عظيم الشأن خالقنا ورازقنا قد يُرِي للناس كَمال قدرته في مخلوق ضعيف من مخلوقاته، فيجعل من هذا المخلوق آية واضحة وعلامة ظاهرة على كمال المولى عز وجل وقدرته.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الحق الحق هو ماقيل ويقال ماذا بين الله وريان.
    هل ريان قضية و انتهت ؟
    هل هذا الحدث ليغني عائلة ريان من عند الله؟
    هل هو امتحان من الله لعباده وخلقه؟
    هل يريد العلي الجليل توحيد عباده وخلقه في ريان؟
    اظن اننا نجحنا كبشر يحب الخير لكل الامم والاطياف وكل الديانات.

  2. ارجو الانتباه الى المصطلحات جيدا.كيف للسماء ان ترسل رسالة وهي مخلوق كباقي المخلوقات .الله هو خالق السماوات و الارض. هناك حكمة ربانية من قصة الطفل ريان.

  3. رسالة من السماء تقول إذا سألك عبادي فإني غير موجود الا في عقولهم الفارغة التي تؤمن بالخرافات

  4. للاسف انا اعمى و اخرس و ابله و اكثر مما تتصورون !
    ادعو معي بتأزم وضعي اكثر مما هو عليه الآن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى