زيارة “ولد الغزواني” للجزائر…تكرار للسيناريو التونسي أم لعب لدور الوساطة؟
بدأ الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، زيارة رسمية إلى الجزائر، بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومن المرتقب أن تتناول الزيارة حسب الإعلام الرسمي الجزائري والموريتاني واقع العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون المشترك وملفات إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة ولد الغزواني للجزائر أياماً قليلة بعد عودة الرئيس تبون من زيارة قام بها إلى تونس، التقى فيها بالرئيس التونسي قيس سعيد، والتي عرفت سخاءً جزائريا غير مسبوق في دعم تونس ماليا واقتصاديا، أفضى الى تغيير في مواقف تونس في ملفات إقليمية أبرزها ملف نزاع الصحراء المغربية، كما يرى متتبعون.
ويترقب المغاربة وعدد من المتتبعين نتائج زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، ومدى قدرة الجزائر على استمالة موريتانيا نحو التوجه الجديد الذي تسعى من خلاله الجزائر إلى محاصرة المغرب والضغط الإقليمي عليه، أو قدرة موريتانيا على التبات في مواقفها تجاه الاغراءات والتهديدات الجزائرية لها، ومدى إمكانية قيامها بوساطة لحل أو تقريب وجهات النظر بين المغرب والحزائر كما وسبق وأن عبرت عنه سابقا.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية عصام العروسي، إن زيارة ولد الغزواني للجزائر تأتي في إطار دعوة من الرئيس تبون للرئيس الموريتاني لزيارة بلاده، وهي في الحقيقة محاولة للهروب من الأزمة الحقيقية، ومن وضعية العزلة التي فرضت عليها من قبل المحيط الإقليمي العربي والدولي، حسب العروسي.
ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن مؤشرات هذه العزلة كثيرة منها تثمين مجلس الأمن لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كصيغة لحل نزاع الصحراء المغربية، وكذلك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والاجماع الخليجي على دعم المغرب ووحدته الترابية، فضلا عن دعوة الجامعة العربية لاعتماد خريطة المغرب كاملة في انشطتها وغير ذلك.
وشدد ذات المتحدث في تصريح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية، على أن قيمة هذا التقارب لن يكون أكثر من التقارب التونسي الجزائري والمبني على المال والمساعدات التي ركزت عليها الجزائر في استمالة تونس إلى جانبها مؤخرا.
واعتبر العروسي أن موريتانيا لن تنصاع للاغراءات الجزائزية، ولن تتخلى عن حيادها الايجابي كما تصفه في مسألة الصحراء، بالنظر أولا وكما علم إلى أن أجندة اللقاء لا تضم التطرق ونقاش ملف الصحراء المغربية، ويبدو أن الطرف الموريتاني قد فرض استبعاد هذه النقطة من أجندة الزيارة.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية على أن موريتانيا لن تضحي بمصالحها مع المغرب، وتتجه نحو تبني الأطروحات الاجزائزية او الاصطفاف معها، سيما وهي تعي جيدا الدور الجديد والكبير للمغرب في المنطقة، الذي أصبح يتنامى ويتطور بشكل كبير في إفريقيا.
وبخصوص إمكانية قيام الجمهورية الإسلامية المورتانية بوساطة بين الرباط والجزائر، أكد المحلل السياسي على أن ذلك يبقى مستبعدا، باعتبار أن الوسيط الذي يمكن أن يقارب وجهات نظر الجانبين المغربي والجزائري، يجب أن يتمتع بنفوذ وقيمة ومكانة دولية كبيرة، حتى يكون صوته مسموعا ويقدم مقترحات قابلة للنقاش والتطبيق.
وواصل ضيفنا، معتبرا أن موريتانيا تنتفي عنها هذه الصفة حتى تنجح في مثل هذه الأمور، كما أن العلاقة الموريتانية الجزائرية شابتها بعض لحظات التوتر في الماضي خاصة إبان التدخل الجزائزي في موريتانيا في سبعينات القرن الماضي والذي يظل محفوضا في الذاكرة الموريتانية، ومن الصعوبة حاليا إيجاد حلول وسطى بين البلدين المغرب والحزائر، على حد تعبير ذات المتحدث.