“جيهان” تتحدى الإعاقة وتحصل على الماستر بسطات “فيديو”

من قلب كلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، نسوق لكم نموذجا للتحدي لطالبة جامعية على كرسي متحرك، لم تنل منها الاعاقة نيلا، ولم تعترض سبيلها في استكمال مشوارها العلمي والبحث الأكاديمي، تلك هي قصة الطالبة الباحثة “جيهان” التي تعاني إعاقة حادة، بحيث استطاعت ان تلج مقاعد الدراسة بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، لتتوج مسارها الجامعي بمناقشة قيمة لرسالتها لنيل دبلوم ماستر بنقطة جيدة (تخصص العلوم الجنائية والتعاون الجنائي الدولي).

جيهان التي ربطت الاتصال بهبة بريس، قدمت شكرها الجزيل للجنة المكونة من الدكاترة على رأسهم الدكتور امحمد اقبلي والدكتور عابد العمراني والدكتورة نجاة الحافظي والدكتور ياسين مفقود.

تابعت جيهان قائلة: ” إلى الذي كنت اظن أنه لن يغيب عني وسيكون معي في كل خطوة اخطوها في الحياة، إلى الذي تمنيت أن يشاركني فرحة نجاحي وتخرجي هذا، إلى الذي أعطاني الفرحة ولم يشاركني فيها إلى الذي لن يكرره الزمن ولن يعوضه أي ثمن.. إلى أبي العزيز والغالي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، إلى التي اعطتني كل ما عندها من حنان وعطف وسعادة وكل شيء جميل دون أن تطلب مقابلا او ثمنا لذلك، التي تكافح وتصارع من أجل راحتي إلى ملكة وجودي وسر حياتي واستمراري إلى املي في الحياة إلى أمي العزيزة اطال الله في عمرها وفي صحتها لتبقى دائمآ وأبدا تاجا على رأسي.”

ويذكر، أن الطالبة جيهان، سبق وأن حلت ضيفة على ميكروفون هبة بريس في وقت سابق، أعطت من خلال تجربتها هاته واصرارها، نموذجا حيا في التي وتحقيق الذات، عكس ما نلاحظه بمختلف شوارعنا للعديد من الشباب ممن اختاروا زمن الموضة، وتسابقوا نحو اقتناء لباس الفقر والجوع والمذلة وحلاقة الرؤوس التي تعود إلى العصور البدائية وكأن المرء يحن إلى زمن التطبيع مع التخلف، في هذا الزمان بالضبط، بدل اختيارهم منطق الجد والعمل والاجتهاد.

إنها نموذج من نماذج شتى لطلبة وطالبات، رفضن الخنوع والاستسلام للاعاقة، نموذج الطالبة جيهان هاته التي عاهدت والدها الذي توفي قبل ان يزفها عروس إلى بيت زوجها، عاهدت نفسها ان تواصل مشوارها العلمي لتلج بذلك مقاعد العلم بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات، كطالبة في سلك الماستر شعبة القانون الجنائي متسلحة بإيمانها القوي بالله، ومستندة على كتف والدتها التي وهبت حياتها لها كاملة دون نقصان.

ارتأت ّجيهان” ان تمتطي كرسيها المتحرك لتخطو خطوات ثابتة صوب مقاعد البحث العلمي، متدرجة عبر السلك الابتدائي والإعدادي مرورا بالسلك الثانوي ووصولا إلى التعليم الجامعي، كلها طموح وثقة في النفس ان تحقق حلمها وحلم والدتها التي رافقتها طيلة مشوارها الدراسي كحارسة أمينة وسائقة محترفة لمسارها التعليمي والإجتماعي والأسري، علما انها فقدت الأب وهي طفلة صغيرة، لتتحول الأم بعدها إلى مربية وراعية لشؤون بيتها ومستلزمات صغيرتها التي ومنذ صغرها تعاني إعاقة شديدة.

على الرغم من كل ذلك، تعيش “جيهان” حياتها وأحلامها وتعمل جاهدة على تحقيقها، لم تستسلم يوما من الأيام، بل تتحدى الإعاقة يوما بعد يوم، وكلها أمل أنها ستفوز في الأخير. أكملت “جيهان” دراستها الإعدادية والثانوية بامتياز، وحصلت على شهادة الباكلوريا التي خولت لها متابعة دراستها الجامعية بشرف، لم تتوسل يوما أو تضعف، كلها حيوية ونشاط ضاربة بذلك للجميع نموذجا حيا في الصمود والتحدي، حتى أضحت عنوانا بارزا بين محبيها من زميلاتها وزملائها الطلبة والطالبات، وبين أساتذتها وأستاذاتها الذين أحبتهم وأحبوها وبادلوها التحية ذاتها.

تجد جيهان تسابق الطيور في البكور لتأخذ مقعدها بلا ملل ولا كلل، تجدها الأولى على لوائح الناجحين والناجحات راسمة بذلك معالم الجد والمثابرة والتطلع إلى غد أفضل، هكذا أبت إلا ان تتحدى مرضها وإعاقتها من فوق كرسي متحرك تقطع الكيلومترات ذهابا وإيابا لتتخطى أسوار الجامعة وكلها أمل ان يتوج مسارها العلمي بالحصول على الدكتوراه.

الأم الحارسة الأمينة ورفيقة الدرب الصادقة، التي اعطت نموذجا للأم المغربية في الكفاح والنضال ورعاية الأبناء، قالت وبعبارات تحمل في طياتها الكثير من العبر والدلالات: ” أنا يا وليدي منذ أن رزقت بهذه الطفلة وانا أعاني وأكافح معها، أدخلتها قسم التحضيري وهي معاقة لاتقدر على الحركة، ومنه إلى الاعدادي والثانوي، وها انا اليوم أواصل معها المشوار لاستكمال دراستها الجامعية، توفي أبوها الذي كان يأمل أن يوفر لها حياة مليئة بالسعادة والهناء علما ان شغله الشاغل كان هو حصول جيهان على منصب شغل يحفظ كرامتها وكرامة أسرتها”. وتابعت الام المثالية قائلة: ” اناشد ملك البلاد حفظه الله، أن يمن بعطفه وكرمه على هذه الشابة الطموحة ومساعدتها للحصول على شغل قار ومنصب مالي لضمان مستقبلها” .

الفيديو التالي يؤرخ للقاء سابق أجرته هبة بريس مع الطالبة جيهان وهي في طريقها إلى مدرج العلم بالكلية ذاتها ضمن اللقاء التالي:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى