استنفار واحترام لأوقات العمل داخل مستشفى سطات لهذا السبب

استنفار واستقبال يليق بالمرضى وانضباط واحترام لأوقات العمل لبعض الوجوه من كوادر طبية وتمريضية بأروقة مستشفى الحسن الثاني بسطات الذين وأنهم يحضرون لأول مرة على الرغم من أنها معنية بالعمل بهذا المستشفى….حتى الوزرات البيضاء تبدو أنيقة على أصحابها، وقد ازدادت رونقا وجمالا على أصحابها من سائقي سيارات الاسعاف الذين كان البعض منهم يستغني عنها ويرفض ارتداءها…حتى رائحة العطر ومواد النظافة تنعش الروح فور ولوج قسم المستعجلات.

حركية غير عادية، منذ الساعات الاولى من صباح اليوم الخميس، والسبب هو الزيارة المفاجئة ” رغم ان العديد كانوا على علم بها”، والتي قام بها المدير الجهوي عبد المولى بولمعيزات الذي خلف في وقت سابق نبيلة الرميلي على رأس المديرية الجهوية للصحة بالبيضاء سطات، الذي حط الرحال باكرا في زيارة تفقدية لتقييم الوضع الصحي بالمستشفى في غياب مدير رسمي على رأس إدارته.

زيارة المسؤول الجهوي المشهود له بالنزاهة والعمل الجدي والحس بالمسؤولية والزيارة المباغثة، استهلها بجولة لقسم المستعجلات الذي يعاني الخصاص، حتى أنه وقف على وضعية الغرفة المخصصة لمقاومة الصدمات التي تم تجهيزها دون أن يلتحق بها طبيبها المختص في المستعجلات لأسباب لازالت مجهولة.

الزيارة قادت المسؤول إلى القيام بجولات بمختلف الاروقة، قبل أن يجتمع مع المدير المكلف وباقي رؤساء المصالح، هذا في الوقت الذي يترقب فيه الرأي العام المحلي والاقليمي بسطات أن يتم الاسراع في تعيين مدير رسمي انسجاما مع المذكرة الوزارية التي فتحت باب التباري على هذا المقعد، الذي وحسب معلومات هبة بريس، فإن الكثير من الكوادر الطبية ذات الكفاءات التدبيرية والادارية رفضت وضع ملفات ترشيحها، مما يطرح مسألة التخوف من اسناد هذه المهمة التدبيرية لأناس لاعلاقة لهم بمهنة الطب ولا بعلم الإدارة الذي يتطلب العمل ببعد استراتيجي ومقاربة تشاركية بروح الفريق.

وهو ما يتطلب من الوزارة الوصية على القطاع أن تضع نصب أعينها هذا المعطى للعمل على تعيين مدير بكفاءات عالية تواصلية ومهنية من شأنها أن تعيد لهذا المستشفى هيبته وكرامته وانضباط ممن يشتغلون به.

واقع الحال هنا بمستشفى الحسن الثاني بسطات، يثبت بالملموس بأن هذا المرفق لا يزال يعيش فراغا على مستوى التدبير الإداري، ما عدا سد الخصاص بحلول ظرفية غير قارة، ساهمت في خلق بيئة غير صحية، ترتبت عنها مشاكل بالجملة أدت إلى تدني الخدمات الطبية، بدءا بطول مواعيد العمليات الجراحية، وتوقفها أحيانا، وفوضى قسم المستعجلات وعدم تعزيز الخدمات الطبية به بطبيب آخر للمداومة، ورفض آخرين الالتحاق بغرفة مقاومة الصدمات، ناهيك عن ضعف الخدمات بمركز التشخيص الطبي، والغيابات المتكررة لبعض الأطر الطبية والتمريضية، وضعف البنيات التحتية ببعض الأقسام التي تأوي المرضى بفعل انتشار الروائح النثنة والنفايات والقطط، والوضعية المهترئة لبعض الأسرة والأغطية وغيرها من المعاناة التي يعاني منها زوار هذا المرفق الصحي الذي يقصده المرضى البسطاء من مختلف المناطق بالاقليم.

ويتمنى العديد من مرضى وزوار هذا المستشفى، أن تدوم الوضعية التي سادت صباح اليوم الخميس داخل أروقة المستشفى، حيث انعدم الخصاص في الموارد البشرية وفُتحت أبواب مكاتب ظلت لسنوات مغلقة…

فهل سيبقى مستشفى سطات وتطوير خدماته وتجويدها، رهين دائما بالزيارات المفاجئة والمباغثة للمسؤولين المركزين والجهويين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى