تهديدات الجزائر للمغرب…نتيجة لعزلة عن المجتمع الدولي ومحاولة للفت الانتباه

تتواصل الحملة العدائية للنظام الجزائري ضد المغرب، عن عبر تصريحات مسؤوليه وعلى رأسهم الرئيس الجزائري تبون عبد المجيد، وأيضاً بلاغات رئاسة الجمهورية، والتي كان أخرها ما أعلنته أمس عن قيام المغرب بقصف لشاحنات تجارية جزائرية، كانت قادمة من موريتانيا ومقتل ثلاثة من ركابها، وهو الأمر الذي إعتبرته الجزائر جريمة أو إرهاب دولة ضدها، متوعدة برد قاس على هذه الجريمة، على حد وصف بيان الرئاسة الجزائرية.

حالة التصعيد الخطيرة للجزائر تجاه المغرب، ومحاولة جره إلى حرب إقليمية قصد وقف عجلة التنمية التي يسير بثبات نحوها، لم تعد تخفى على أحد، حيث تستغل الجزائر كل الفرص بل وتعمد إلى خلق سيناريوهات وأحداث وهمية، تكيل من خلالها الاتهامات للمغرب باستهداف أمنها واستقرارها، عبر ما تسميه ب”بالأعمال العدائية”، والتي وبمبررها قطعت العلاقات الديبلوماسية معه، وحظرت تحليق الطيران المغربي فوق أجوائها، وقطعت إمدادات الغاز الجزائري نحو أوروبا عبر خط الأنابيب المار من المغرب.

وتعتبر الإدعاءات والتهم الجزائرية الجديدة، بقصف المغرب لشاحنات جزائرية، تطورا أو تصعيدا غير مسبوق، يوفر الدريعة لحكام ”المرادية“ والجيش الجزائري لتنفيذ مغامرة عسكرية ضد المغرب.

•اتهام يرفع سقف التصعيد السياسي وتلويحٌ بعمليات عسكرية

وفي هذا السياق يرى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور عصام العروسي، أن نظام الجنرالات في الجزائر يستمر في الضغط على المغرب والمنتظم الدولي بأوجه متعددة، ويفبرك أحداث ويختلق سيناريوهات، يبني على أساسها الاتهام للمغرب بضلوعه في تهديد أمن قومي وإرهاب دولة ضد شاحنات تجارية مدنية، وهو سيناريو الهدف منه حسب العروسي رفع سقف التصعيد السياسي والتلويح بعمليات عسكرية، أو انتقامية بين الفينة والأخرى، والقيام بعمليات متفرقة وهذا الأمر ليس جديدًا، حيث أن هناك تقارير تفيد بضلوع الجزائر في اغتيال السائقين المغربيين في مالي.

ولفت العروسي، في تصريح خص به جريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، إلى أن لغة بلاغ الرئاسة الجزائرية يفتقد للباقة والديبلوماسية، ينهل من تاريخ الأحقاد والضغائن ضد المغرب، مشيراً إلى أن السيناريو والآليات التي تم توظيفها كحظر الطيران المغربي فوق الأجواء الجزائرية، وقطع العلاقات الديبلوماسية، وخاصة عدم تجديد إتفاقية ضخ الغاز من الأنبوب المار من المغرب ينذر بأزمة كبرى مع الإتحاد الأوربي بالخصوص، في حين أن المغرب لن يتأثر بشكل كبير ، حيث لجأ إلى بدائل كافية قبل هذا القرار.

وحول ماذا تريد الجزائر من هذه الخطوة الأخيرة، يقول أستاذ العلاقات الدولية، يضييف ذات المتحدث، أنه ومن خلال تصريحات المسؤولين المغاربة فإن الشاحنتين كانتا محملتين بالذخيرة للبوليساريو، وتتواجدان بالمنطقة المغربية العازلة والمحظورة على المدنيين وعسكريي الجانبين باستثناء أطقم بعثة المينورسو، غير أن الجزائر تجاهلت كل هذا و هددت بعقاب شديد للمغرب.

واعتبر الأستاذ لعروسي، خلاله حديثه، بأن الجزائر ليست حرة في اتخاد قرارتها، وهذه محاولات عبثية لتصدير أزمات داخلية ليس إلا، كما أن المواطن الجزائري أصبح يدرك أن هناك إفراط في استعمال الجانب الاقتصادي في هذا التصعيد المجاني، متسائلاً : ”كيف يمكن أن يتم إيقاف أنبوب غاز يدر ملايير الدولارات على البلد إرضاء لجبهة البوليساريو وغرور جنرالات الجيش في صراعهما ضد المغرب؟“.

وخلص دات المتحدث إلى أن ألاعيب وإدعاءات الجزائرية لم تعد تنطلي على أحد، ولا تمتلك أي دليل يثبت تورط المغرب في العملية، والموضوع بات واضحاً للجميع، والنظام الحالي أوصل العلاقات الثنائية المغربية-الجزائرية، إلى مستوى غير مسبوق من التوتر والتصعيد، مشددا على أن الجزائر لن تستطيع إعلان حرب، فضلا على أن الواقع الدولي والتقاطبات الحالية وموازين القوى الاقليمية والعالمية لن تسمح لها بمثل هذه المغامرات.

•تهديدات الجزائر… نتيجة لإحساس بالعزلة عن المجتمع الدولي ومحاولة للفت الانتباه.

أما عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، وتعليقاً على هذا الموضوع، أكد أن تهديدات الجزائر للمغرب عقب إتهامه بقصف الشاحنتين، ليست سوى استمرار لتصعيد جزائري ضد المغرب بمناسبة أو بدونها، وهذه الاتهامات واهية ولا تمتلك عليها الجزائر أي دليل يتبثها، مشيراً إلى أن كل ذلك مجرد مناورات جزائرية لتني المجتمع الدولي على الضغط على المغرب في ملف الصحراء المغربية.

وشدد دات المحلل السياسي، على أن المغرب أكد أنه لن يكون مصدراً لقلاقل وزعزعة استقرار للجزائر، حيث عبر الملك شخصيا على ذلك في خطاب العرش حينما، وشدد على أن المغرب لن يسم أمن الجزائر واعتبر أن أمن واستقرار الجزائر من صميم أمن واستقرار المغرب، والمغرب وعد و سينفذ وعده.

وبخصوص الرد القوي الذي توعدت به الجزائر المغرب في بيان الرئاسة الجزائرية حول هذه الاتهامات، اعتبر الوردي أن أي رد أو تصرف أحمق من الجزائر، سيبدي لها قوة المغرب وجيشه وصلابته، وليس للجزائر الجرأة في القيام بمثل هذه المغامرة، نظرا لقوة جيشه وكفاءته، ولتلاحم الشعب والعرش للدود عن الوطن وسيادته ووحدته.

ولفت المتحدث إلى أن الضغط الذي تقوم به الجزائر، هو نتيجة إحساس بالعزلة في المنتظم الدولي، وهو ما يدفعها للخروج بهذه الخرجات بشكل متواتر، دون أن تدري عواقب هذه الخرجات، معتبرا أنه باتت هناك ضرورة لمحاسبتها وايقافها، على إثر ما تقوم به من انتهاكات في مخيمات تندوف، ضد المحتجزين هناك، و من جرائم وانتهاكات في حقهم وفي ارض تحت سيطرتها.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. بعد الفشل الدريع والانهزامات المتوالية لنظام العسكر لجارة السوء على اكثر من صعيد واخرها الانهزام الكبير للجزاءر في مجلس الامن في قضية الصحراء المغربية،لم يبقى للجزاءر سوى حرق الشاحنتين (المدينتين) واتهام المغرب بهذا القصف!!!
    نستنتج من هذا كله ان الجزاءر تتجه إلى التصعيد ضد المغرب وجره الى الحرب.لكي تغير موقع الانهزام امام الشعب الجزاءري.وعليه فإن الجزاءر تفتقر إلى دلاءل كما العادة لكل هذه الادعاءات المجانية ضد المغرب.وكان عليها دعوة المجتمع الدولي لاجراء تحقيق ميداني مع لجان التحقيق الدولي المستقلة لكشف الحقيقة.
    مع العلم ان المغرب ليست له اية مصلحة للهجوم على الحافلتين في 1 نوفمبر (وهو الذكرى 67 لاستقلال الجزاءر) وخاصة بعد الانتصارات المتكررة للمغرب على جميع المستويات وخاصة الانتصار الاخير في مجلس الامن على جارة السوء
    والسؤال المطروح كذلك لعسكر جارة السوء هو :
    _ ما هو سر وجود تلك الشاحنات (المدنية)في المنطقة العازلة وقرب الجدار الامني للمغرب(اي
    حوالي 25كلم ).؟؟؟ بالفم ان هذه المنطقة فيها العام وصعبة المرور بسبب كثرة الرمال فيها ،مع العلم ان الطريق جاهزة للمرور ما بين وركلة موريطانيا وهي حديثة التشييد.
    _ لقد تم احراق الحالتين وليس قصفها لان هيكلها بقي على حاله ولم يثرا عليه أية علامة الدمار بواسطة قصف بسلاح ما.ولو كان القصف بالسلاح لترك كذلك بقايا من السلاح المدمر (سواء كان صاروخا او بقايا الدرون الخ…).
    وهذه هي الحقاءق التي يجب ان تطرح امام المنتظم الدولي لفضح الاعيب الكبرنات ضد المغرب .واستحماره بعقلية الشعب الجزاءري خاصة و هو و النظام الذي يحتقر شعبه قبل كل شيء.والمغرب داءما بالمرصاد لكبرنات الذل والعار في جارة السوء الى يوم الدين.من هذا كله نستنتج غباء وبلادة نظام العسكر بلجوءه الى هذا السيناريو المهزلة و البليد امام انظار العالم كله.

  2. حسبنا الله ونعم الوكيل،كيف يعقل أن يكون رئيس دولة وهمه الوحيد هو الضغط عل المغرب دون الانتباه لمعاناة شعبه،اللهم إجعل كيده في نحره..

  3. المغرب دولة حكيمة ومسالمة ولن تنتبه لنباح الكلاب. المغرب استعد لاحتمال حرب من قبل وهو على أتم الإستعداد لقطع للرد وبقوة على كل من يتخطى الحدود . نحن مع جيشنا في جميع الحالات ويحيى الوطن

  4. Drôle de pays qui ne se respecte pas.
    Je n’ai jamais vu je n’est jamais vu un Président d’Etat entouré d’un grand nombre de généraux, comme le cas de Abdelmajid hachakoum.
    Aucun civile,(Ministres, et autres sur la place au palais El Mouradya. Ce qui prouve que le régime est totalitaire à plus de 100%
    En plus de çà, je n’ai plus confiance dans ce voisin(la suite vous la connaissez
    PSV

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى