الحموشي مطالب بالتدخل… الملحقون الأمنيون بقنصلية مورسيا “يهينون” الجالية

أصبحت ظاهرة التمرد والعصيان في صفوف الملحقين الأمنيين بالقنصليات المغربية بإسبانيا واحدة من أهم المشاكل التي تعيق العمل القنصلي وجودة الخدمات المقدمة للمهاجرين المغاربة في كل المراكز القنصلية دون إستثناء، بحيث طغت على السطح في الآونة الأخيرة عدة تسريبات مؤكدة ان هذا الجهاز الحيوي التابع للمديرية العامة للأمن الوطني أصبح لا يعترف بكونه تحت إمرة وسلطة السادة القناصلة العامون باعتبارهم رؤساء المراكز ومن لهم كامل الصلاحية في تسيير البعثات التي يشرفون على إدارتها، مما يخلق نوعا جديدا من المشاكل والحروب الباردة التي تؤثر سلبا على السير العادي للقنصليات.

فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان نحمل موظفي وزارة الخارجية وحدهم ما آلت إليه الأوضاع داخل قنصلياتنا بالخارج ونغفل تعنت موظفي الأمن الوطني الذين تشكل مهامهم اللبنة الأساسية في كل ما يتعلق باستخراج الوثائق الإدارية سواء تعلق الأمر بالجوازات او الشواهد الإدارية أو المصادقة إلى غير ذلك من المصالح التي ترتبط بشكل وثيق ببطاقة التعريف الوطنية حتى بالنسبة للأحداث والقاصرين الذين باتوا ملزمين حسب القانون الأخير بالحصول على بطاقة التعريف الوطنية قبل حواز السفر.

عطفا على ما سبق ذكره بخصوص الأمنيين الملحقين بوزارة الخارجية يتساءل العديد من أبناء الجالية المغربية باستغراب كبير عن مدى قانونية إستخلاص رسوم التمبر المخصصة لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية قبل إستيفاء المنفعة، أي أن المرتاد لهذه المصلحة لا حق له حتى في التحية قبل أن يمر بصندوق الأداء ويدفع ما قدره 10 أورو (ما يعادل 106 درهم) دون ان ترفع بصماته في مربعات ورقة البيانات المخصصة لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية ، وبالتالي يكون مبدأ المناجزة مقتضى يد بيد قد فقد شرعيته وزاغ عن إطاره القانوني الذي سنه المشرع في عمليات البيع والشراء ، وعرفه كذلك في العقود ب”إستيفاء المنفعة” مبررا تعذر الأداء لأسباب لا تمت إلى ما تقوم به هذه القنصلية العامة بصلة ، ولا حق لها في إستخلاص الرسوم بالطريقة التي تتماشى مع أهوائها في ضرب صارخ للقوانين المنظمة لعلاقة الإدارة بالمواطن دون خوف ولا توجس، بل وحتى دون أن تكلف هذه القنصلية نفسها عناء الإجابة عن إستفسارات الجالية بهذا الخصوص، فالجملة السائدة “خلص التمبر وسير حتى نعيطوليك” تختزل كل شيء لدرجة أنها أصبحت مألوفة ومتجاوزة عند جالية “مورسيا” ، فكيف تقوم لهذه الإدارة قائمة وسياسة الإنتقام والتنقل الى القنصلية الذي لا يقل عن ثلاث مرات أولها أذاء التمبر وثانيها بعد أزيد من شهرين رفع البصمات ثم المحطة الثالثة والأخيرة والمسماة التسليم أو الإستلام ، أليس هذا هو العبث بعينه والسبب الرئيسي في السخط العارم الذي تعبر عنه جاليتنا كلما تعرضت للإحتقار والدونية؟ ألا تستوجب هذه الفوضى والعشوائية تدخلا حازما لردع المخالفين وإعادة الإعتبار إلى جالية “مورسيا” التي لاحول لها ولا قوة سوى ان تصل شكاياتهم إلى بعض الشرفاء من المسؤولين ؟فمصلحة البطاقة الوطنية تحتضر وموظفوها ما زالوا يحنون إلى زمن “تبوليسيت” ، لا بل صعب عليهم التأقلم مع “المفهوم الجديد للسلطة” حتى نسوا ان وجودهم في القنصليات رهين بخدمة المهاجرين المغاربة أضف إلى ذلك أنهم ملحقون تحت سلطة ونفوذ رؤساء البعثات القنصلية المعينين من طرف وزارة الخارجية.

من منطقة “كتالونيا” مرورا بالعاصمة مدريد التي اكمل مسؤولها الأمني مهمته قبل حوالي شهر غير مأسوف عليه إلى “مورسيا” التي شاع خبر تعيين عنصر أمني آخر بها منذ شهور ولم يلتحق حتى إعتقد الجميع ان الأمر يتعلق ب”روبوط” لم تنتهي بعد شركة الإنتاج من تصنيعه وبالتالي ليس مجانسا لعنصر البطاقة الوطنية “اليتيم” الحالي في هذه القنصلية، إنتهاء بملحقة أمنية أخرى في قنصلية الجزيرة الخضراء والتي هي بالمناسبة موضوع شكايات عديدة من طرف المهاجرين بسوء التعامل وتكشير الأنياب.

ودائما في شق العمل القنصلي الخاص بالبطاقة الوطنية التي لا يتطلب سوى خمس دقائق لإنجاز البصمات ما زالت الطوابير على حالها في جل القنصليات، ف”هبة بريس” لا تتكلم من فراغ وتكاد لا تستثني أية قنصلية من هذا التأخير الذي لا يعرف سببه ومصدره، الشيء الذي يفوت على المهاجرين المغاربة امل الحصول على وثيقة لا يتعدى إنجازها في جميع المراحل 15 يوما او أقل ، وللأسف الشديد اصبح المواطن المغربي ينتظر مكالمة هاتفية بفارغ الصبر تحدد موعد رفع بصماته التي قد تتأخر لشهور ، فليست هذه هي الغاية التي أحدثت لأجلها قنصلية “مورسيا” ولعل قنصلية “فالينسيا” كانت أرحم بكثير من نظيرتها أيام التقسيم الجغرافي القديم.

إلى حين تحديد المسؤوليات والجزاءات المترتبة عن هذا الإستهتار ودخول السيد “عبد اللطيف الحموشي” المدير العام للأمن الوطني على الخط لإصلاح ما يمكن إصلاحه وزجر المخالفين فإن “هبة بريس” ستنشر في قادم الأيام بالصوت والصورة معاناة المهاجرين المغاربة مع طوابير بطاقة التعريف الوطنية وضحايا إستخلاص واجبات التمبر قبل البصم بشهور ، إذ باتت الرفوف في قنصلية “مورسيا” ممتلئة عن آخرها بالملفات الغير منجزة في إنتظار الاتصال بأصحابها.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. والله حتى كراهت شي حجا إسمها الإدارة المغربية هنا في أوروبا العقلية ديال بعض الموظفين مزال متأخرة كانلقا الخير في الكفار ومنلقاهش في ديالنا

  2. شكرا لإثارة الموضوع الجريدة الالكترونيه الوحيدة لي مزال كاتهضر على المشاكل ديال الجالية

  3. الناس مكلخين
    الموظفين في قنصلية تاراغونا الله بعمرها سلعة لكن بعض الناس في إسبانيا يظنون أنهم فوق الكل
    لا أخلاق لا أدب لا إحترام…
    الموظف راه إنسان إذا ما احترمته احترمك والعكس صحيح
    بركا من الكذب والبهتان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى