استقالة الأمانة العامة للبيجيدي…إقرار بالفشل وخطوة لإعادة البناء والتشبيب
قدمت يوم أمس الخميس، الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية استقالة جماعية من تسيير الحزب وعلى رأسهم الأمين العام سعد الدين العثماني، وذلك بسبب النتائج الكارثية التي حصل عليها الحزب خلال الانتخابات التشريعية والجماعية التي جرت يوم ثامن شتنبر2021، بعدما تحصل على 13 مقعداً عكس الاستحقاقات السابقة لسنة 2016 والتي حصل فيها على 125 مقعداً.
واعتبرت الأمانة العامة في بلاغ استقالتها أن القرار يأتي تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، داعية إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني يوم السبت 18 شتنبر الجاري، والتعجيل بعقد مؤتمر وطني استثنائي في أقرب الآجال .
وفي هذا السياق قال، رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن ما يحصل داخل حزب العدالة والتنمية بعد ظهور نتائج انتخابات الثامن شتنبر، هو اختناق داخلي كبير لأنه لم يكن أحد يتوقع هذا ”التسونامي الانتخابي“، معتبرا أن استقالة الأمانة العامة للحزب طبيعية لأن العثماني والقيادة الحالية لن تستطيع تحمل ضغوطات الجناح المزايد الذي يقوده بنكيران، وكذلك الضغوطات والفورة الداخلية التي سيعرفها الحزب من طرف الناقمين عليها.
وبخصوص تحالفات تشكيل الحكومة قال المحلل السياسي، إن العدالة والتنمية ليس مؤهلا بحكم الموقع الجديد في البرلمان، أن يدخل في مشاورات أو تحالفات حكومية، رغم أن لا شيء يمنع الحزب من دخولها، إلا أن الحزب بحاجة الى إعادة بناء ذاته، ومن المرجح أن يدفع بإدريس الأزمي الإدريسي إلى قيادة الحزب، وتقلد منصب الأمانة العامة، باعتباره مندوب بنكيران في الحزب، وممثل الجناح المزايد في الحزب وفق تعبيره.
واعتبر المحلل السياسي أن البيجيدي بحاجة إلى إعادة البناء والتشبيب، والتخلص من جيل بنكيران والعثماني، متسائلا عن قدرة الحزب على بناء أداة حزبية منفصلة، أو مستقلة عن حركة التوحيد والاصلاح بعد هذا التراجع، الذي يؤشر على تراجع الجناح الدعوي للحزب وتقهقره، حيث يدل الرقم 13 على حجم الحزب السياسي دون الجناح الدعوي المتمثل في الحركة.