
معلومة(5).. لماذا تم تسمية مدينة “إفران” بهاته التسمية أول مرة؟
كثيرة هي المدن و المناطق و القبائل المغربية التي يجهل سكانها سبب تسميتها، خاصة في ظل شح المصادر التوثيقية التاريخية مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه لتتعدد الروايات و تختلف التفسيرات، و من بين هاته المدن و المناطق نذكر إفران.
و أنت تحط قدماك بمدينة إفران، يخيل لك أنك في واحدة من مدن سويسرا الجميلة، مدينة تقع على ارتفاع 1664 مترا عن سطح البحر، مدينة تشع جمالا و تميزا و تفردا، بشوارعها الضيقة و المتعرجة و الملتفة كأنها متاهة، و بمنازلها الملونة بلون الأرض و المبنية بطريقة فريدة، و بأسقفها المثلثة الحمراء و بساكنتها الطيبة الكريمة، و بمشاتل الزهور التي تجدها على جوانب المنزل، ومنتزهات في وسطها بحيرات براقة، بالإضافة إلى شتائها قارس البرودة الذي يشعرك بأنك لست في أفريقيا نهائيا.
دائماً ما يشار لهذه المدينة ذات النمط الأوروبي بإسم ”سويسرا المغرب“، اخضرارها وجمال أوراق نباتاتها، وأشجار الأرز، وتلك المراعي التي تدب فيها الحياة في كل فصول السنة، هي نقيض واضح للبيئة الصحراوية الجافة التي تحيط بهذه المنطقة المميزة، ونظراً لسهولة الوصول لهذه المنطقة ووجود الطرقات المعبدة والسلسة، فهي تعد بمثابة الملعب الشتوي للأثرياء المغاربة الذين يأتون من مدن أخرى كفاس ومكناس و مراكش و الرباط و الدار البيضاء و غيرهم، لتجربة نمط الشتاء الأوروبي والاستمتاع به.
كما أن متنزهات المدينة و فضاءاتها أضحت وجهة لفئات و شرائح واسعة من المغاربة و في مقدمتهم الأبطال الرياضيون الذين يفضلون إفران للتدرب و الاستعداد للمنافسات لما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية و بنية تحتية في المستوى العالي.
وفق مجموعة من المراجع التاريخية ، فتعود تسمية إفران للقبائل الأمازيغية القديمة، حيث أن إفران هي كلمة أمازيغية تعني ”الكهوف“، و ربما سميت بهذا الإسم بسبب وفرة المغارات الطبيعية في المنطقة منذ قديم الزمن، وأُطلق عليها وفق اللهجة المحلية إسم “أورتي” والتي تعني البستان، أما بالعربية فقد عرفت بإسم الحديقة.
أقام السكان في منطقة إفران ومحيطها خلال القرن السادس عشر ميلادي في الكهوف والمغارات المحفورة في الحجر الجيري في صخر وادي تزقويت، وبعد سنوات عديدة انتقل السكان لتعمير بيوتهم فوق الأرض، لذا نجد العديد من الكهوف التي تقع أسفل المنازل، وتستعمل كمأوى للحيوانات، وأماكن لتخزين الحاجيات، أو المحاصيل الزراعية والمعدات ربما.
وبحلول منتصف القرن السابع عشر ميلادي صارت المدينة متطورة بما فيه الكفاية للحصول على إقطاع أو منح أرض من السلطان الرشيد بن علي الشريف، وامتد الإقطاع من منبع إفران الحالية لغاية خندق الحاجب، وكانت الأراضي الزراعية بملكية خاصة، في حين وُضعت المراعي تحت تصرف الجماعات القبلية، فيما رزحت القبائل في منطقة إفران-عزرو لسيطرة الاستعمار الفرنسي، مع الاحتفاظ بالمقاومة حتى عام 1922م.
بنيت إفران الحديثة من قبل الفرنسيين في ثلاثينيات القرن الماضي إبان الاحتلال الفرنسي للمغرب، و ما جذب الفرنسيين في تلك الحقبة وما يجذب أغنياء المغرب الآن لإفران هو مناخها المعتدل والمنتعش في الصيف، ففي الوقت الذي تشتعل فيه الحرارة صيفا بمدن مثل فاس ومراكش، تكون إفران مكاناً جميلا ومنعشاً بحرارة معتدلة، فيما خلال فصلي الخريف و الشتاء تنخفض درجات الحرارة تحت الصفر بشكل متكرر، وتغطي الثلوج الجبال المحيطة بالمدينة.
كانت إفران عبارة عن مركز جنود في أعالي الجبل أو ثكنة جنود الجبل وهو عبارة عن منطقة باردة كانت مخصصة ليقضي فيها المستوطنون والعساكر الفرنسيون و خاصة كبار الضباط و الجنرالات شهور الصيف الحارة بالمغرب، لتصبح في السنوات الأخيرة واجهة سياحية ليست محلية فقط و إنما عالمية.
منطقة المرفقات
استمد أفران تسميتها من افري وهي المغارة اوالكهف وقديما سميت بترتيب بالامازيغية التي تعني الجنان الصغير.