الإبراهيمي: وصلنا مرحلة “الكوفيد لايت” والفرج قريب

بشر البروفيسور وعضو اللجنة العلمية والتقنية، عز الدين الابراهيمي، المواطنين بقرب الفرج بسبب جائحة كورونا.

وقال الابراهيمي في تدوينة نشرها على حسابه بموقع “فيسبوك”:” مع وصولنا لمرحلة “الكوفيد لايت”… يطرح السؤال..متى نخرج من الأزمة؟ كان بإمكاني أن أعود في هذه التدوينة و أشدد على الإجراءات الاحترازية الشخصية و تخاذلنا في الانضباط لها ….و لكن بعد سنة على الوباء …يتبين بالملموس من نبض الشارع… و تبقى الحقيقة… و يجب أن نعترف بها… أننا “عيينا”…. و بزاف…”

فبعد سنة من الجهاد، يقول الابراهيمي، “مللنا كل هاته الإجراءات الاحترازية و القيود….. و بقرار جماعي مسكوت عنه ومفضوح على أرض الواقع…. قررنا التخلي الكامل عن الاجراءات الإحترازية…. فقد أصبحت الكمامة إذا حملت أكسسوارا تجميليا لجمع الشعر أو حماية الذقن…أو إخفاء بعض التشوهات الخلقية… فمن منا مازال يحمل الكمامة أو يرتديها كما يجب؟… بل أكثر من ذلك… فقد بدأ يحس حامليها بعزلة و غربة مؤلمة… و يعتذرون دائما  عن حملها… و قد كنا قبل سنة نتظاهر من أجل الحق في الكمامة…. و نتهافت على حملها….”

أما التباعد الجسدي، يسترسل البروفيسور، “فهو في خبر كان و كلنا صرنا “بالأحضان يا وطني”… و بدل بوسة… صرنا ننتقم لما فاتنا ببوسات و عناق سرمدي لا ينتهي… و أصبحنا لا نترك لبعضنا البعض أي مساحة للتنفس… فالتقارب الاجتماعي لم يعد يجدي و الجسدي أصبح لازما و لازمة… فنحن لم نعد نهاب الكوفيد…. و عدنا لقولة “الموت مع الحباب نزاهة”…. و قد كنا منذ نحو سنة نكتشف تواصل الواتساب و نحمد الله عليه…”

“أما التجمعات فحدث و لا حرج…. فكل الحفلات و المناسبات عادت تزين و تحف مدننا و قرانا…  فلقد قررنا جماعيا أن عهد الكوفيد انتهى و عدنا إلى سؤالنا المرجعي “واش الكوفيد باقي؟”…. و يزايد البعض ” واش كان الكوفيد كاع؟”….. “واش غدي يوقع كاع؟”….”

وتابع متسائلا :”فيا ترى ما هو السر وراء هذا الإحساس بالأمان الذي نعيشه في مواجهة الكوفيد ؟ الجواب البسيط هو أننا ضحايا النجاح الجزئي و المرحلي الذي حققناه و الذي مكن بحمد الله من حماية الأشخاص في وضعية هشاشة صحية …. و لاعتقادنا بأن أغلبيتنا أصيبوا بالفيروس و طوروا مناعة طبيعية … ممهدين الطريق إلى قبولنا لمبدأ مناعة القطيع… فأصبحنا لا نهاب انتشار الفيروس مادام أنه لا يقتل…  و أعطينا لأنفسنا “استراحة محارب” للاستمتاع ولو لمدة قصيرة بالعودة لحياة عادية نرنو لها و نحلم بها منذ شهور…..”.

وأضاف “الحقيقة العلمية أن المغرب يعيش مرحلة ما أسميه ب”الكوفيد لايت” فنحن ليس لدينا الأدلة العلمية الكافية  بأننا خرجنا من الأزمة الصحية و بالمقابل أصبح الكوفيد، في الوقت الراهن،  لا يشكل المرض  القاتل و المميت كما عهدناه في السابق….. كل هذا في انتظار ما ستسفر عنه حربنا مع السلالات…. هذه الضبابية العلمية تجعل المواطن يسأل ماذا نفعل الأن؟  و أهم من ذلك إلى متى سنستمر في هذه الوضعية؟
لهذا فقد أصبح وجود خارطة طريق مبدئية ولو جزئية للخروج من الأزمة أمرا مهما لإذكاء روح مواجهة الكوفيد و شحذ همم المواطنين…. فقد سئم الجمهور العريض من المجهول و عدم وضوح الرؤيا و يقول بصريح العبارة نريد جدولة زمنية للخروج من الأزمة…..”. يشدد الابراهيمي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى