باحث : الملف الليبي يشهد دينامية إيجابية

هبة بريس ـ الرباط

اعتبر الباحث في العلاقات الدولية بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أكرم زاوي، اليوم الثلاثاء، أن الملف الليبي يشهد دينامية داخلية ودولية إيجابية يمكنها المساهمة في إيجاد حل مستدام للأزمة بهذا البلد.

وأوضح  زاوي خلال مشاركته في البرنامج الأسبوعي الرقمي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، “حديث الثلاثاء”، الذي خصص حلقته لهذا الأسبوع لموضوع “تسوية الأزمة الليبية بين الفرص والتحديات”، أن هذه الدينامية الجديدة ستساهم كذلك في إقرار عقد اجتماعي جديد بين المسؤولين والمواطنين ومختلف مكونات المجتمع الليبي، لإنجاح مشروع الدولة الحديثة في ليبيا.

وسجل الباحث خلال هذا اللقاء الذي أشرفت على تسييره المسؤولة عن البرامج بمركز السياسيات من أجل الجنوب الجديد، إيمان لهريش، أن الدينامية الداخلية الإيجابية للملف الليبي تهم، أساسا، تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وكذا منح مجلس النواب الثقة لها، والقرارات الإيجابية التي اتخذتها خلال أولى أيامها من قبيل الانكباب على أزمة كوفيد-19.

وبخصوص الدينامية الخارجية الإيجابية التي يشهدها الملف الليبي، أشار السيد زاوي إلى دور الإدارة الأمريكية الجديدة، الذي وصفه ب”الأكثر مسؤولية”، وكذلك إلى تخلي بعض القوى الدولية عن الدور السلبي التي اضطلعت به في الماضي بخصوص هذا الملف، واتخاذها اليوم موقفا أكثر حيادية.

وبعد أن سجل “الدور الإيجابي” الذي اضطلعت به، ومازلت تضطلع به، الدبلوماسية المغربية في الملف الليبي، تطرق الباحث إلى عدد من التحديات التي تواجه مختلف الفاعلين الليبيين في إقرار عقد اجتماعي حقيقي، لاسيما تفشي الجماعات المسلحة، وقدرة المؤسسات الليبية على إدارة البلاد والتوزيع العادل للثروات والاستجابة لتطلعات المواطنين الليبيين وحل مشاكلهم، ودور الأطراف الأجنبية.

ودعا  زاوي إلى بناء عقد اجتماعي جديد في ليبيا يكون بعيدا عن نظام المحاصصة القائم على الانتماء الجهوي، وإيلاء دور أكثر أهمية للمجتمع المدني الليبي وللشباب الذين يشكلون غالبية التشكيلة الديموغرافية في هذا البلد.

وللإشارة، فإن برنامج “حديث الثلاثاء”، موعد أسبوعي يستضيف خبراء وممثلين من القطاعين العام والخاص من مختلف المجالات لمناقشة أبرز مواضيع الساعة على الساحة الدولية والشأن المحلي.

يذكر أن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” مركز مغربي للدراسات تم إنشاؤه عام 2014 في الرباط، ويتوخى الإسهام في تطوير السياسات العمومية الاقتصادية والاجتماعية والدولية وبحث التحديات التي تواجه المغرب وباقي الدول الإفريقية بصفتها جزء لا يتجزأ من الجنوب الشامل.

ومن هذا المنطلق، يعمل المركز على تطوير مفهوم “جنوب جديد” منفتح ومسؤول ومبادر يبلور تصوراته ومنظوره لحوض المتوسط والجنوب الأطلسي في إطار خال من أي مركب تجاه باقي العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى