
سلسلة “مرصد هبة” :” الكيف المُباح وسيكولوجية المصباح”
اسماعيل بويعقوبي- هبة بريس
هزّ قانون تقنين زراعة القنب الهندي “الكيف”، عرش حزب العدالة والتنمية الحاكم، في وقت لم تلتئم فيه بعد جراح خسارة معركة “القاسم الانتخابي” قبل أشهر قليلة من انتخابات تشريعية وجماعية قد تُفقد المصباح وهجه الذي صمد لولايتين حكوميتين متتاليتين، أمام سعي حثيث للفوز بولاية ثالثة.
وبمجرد اعلان قرار المصادقة على مشروع تقنين الاستعمالات المشروعة لنبتة “الكيف”، اتجهت الانظار صوب بيت الحزب الحاكم الذي أعلن زعيمه السابق، عبد الاله بنكيران، أن قرار التقنين يعني القطيعة التامة مع العدالة والتنمية، وهو مانفذه بنكيران باعلانه تجميد العضوية داخل الحزب في ورقة خُطّت “على عجل” بأنامل وتوقيع تترجم سيكولوجية الفئة المناهضة للتوجه الجديد للبيجيدي ،لا عبد الاله وحده.
خرجة بنكيران هاته، وماسيرافقها من تداعيات على تماسك حزب العدالة والتنمية، تنضاف إلى الكثير من الجدل الدائر داخل دواليب “المصباح” بشأن عدد من القضايا التي أربكته تنظيميا، و جرت عليه مواقف رافضة، بدءا بقرار تطبيع العلاقات مع اسرائيل، وصولا الى قرار تقنين زراعة “الكيف” الذي دفع عدد من اتباع البيجيدي الى طرح سؤال الاستقلالية والمرجعية الحزبية، سيما بعد إقدام إدريس الأزمي على تقديم استقالته من رئاسة المجلس الوطني احتجاجا على “ما يجري داخل الحزب”.
وبالعودة إلى الى موقف عبد الاله بنكيران من مشروع تقنين زراعة” الكيف” ، خلال توليه رئاسة الحكومة، يتبين أنه كان مرتبطا بسياق التوظيف السياسي الفج الذي طُرح فيه الموضوع، إبان ذروة صراع “المصباح” السياسي مع حزب الأصالة والمعاصرة، الذي(كان) يتمتع بثقل سياسي في شمال المملكة، عن طريق استغلال الملف انتخابيا وتقديم وعود لساكنة تلك المناطق بشرعنة زراعة القنب الهندي، وإنهاء أزمة السكان الهاربين من تنفيذ أحكام قضائية، صدرت في حقهم بسبب زراعتهم “للحشيش”.
يمكن الجزم أن السياق الحالي كان سيلزم بنكيران لو استمر على رأس الحكومة، بقبول المصادقة على مشروع “تقنين زراعة الكيف”، بل كان الرجل – كظاهرة سياسية – قادرا على تبرير موقف “المصباح” بشعبوية مفقودة لدى القيادة الحالية، إلا أن إبعاده قسرا من رئاسة الحكومة في أعقاب انتهاء ولايته على رأس العدالة والتنمية، وخلو الساحة السياسية من خصوم “المصارعة الكلامية، حوّل الرجل الى “ظاهرة نفسية” موجها بوصلته صوب إخوانه في الحزب لخطف الأضواء وخلق “الشو الاعلامي “.