بودن : الخيار العسكري يبقى محتملا لكنه سيكون الحل الأخير
دفعت التطورات المتسارعة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية وخاصة تحرشات البوليساريو المسترسلة الرباط إلى تحريك المؤسسة التشريعية لدراسة المستجدات وبحث سبل الرد على الجبهة الانفصالية التي تحاول المساس بالوحدة الترابية.
الحرب الكلامية الجادة جرت بعد قيام وحدات تابعة للبوليساريو بمناروات عسكرية يومي الأربعاء والخميس في منطقة “المحبس” وهو الامر الذي حرك كل الاحزاب المغربية التي سارعت إلى دعوة قياداتها لاجتماعات عاجلة، لمدارسة التطورات التي يمر منها ملف الصحراء.
ولم يقتصر الاستنفار على الاحزاب فقط بل عمد المغرب خلال الساعات الماضية إلى تعزيز حضوره العسكري في المناطق الجنوبية، بالموازاة مع تصريحات الحكومة مما يعني ان المغرب سيتعامل بالحزم الضروري مع الاستفزازات التي تقع في المنطقة العازلة، ولن يسمح أبدا بأي تغيير للوضع التاريخي والقانوني لهذه المنطقة التي تعتبر جزءا من التراب الوطني
محمد بودن المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية المؤسساتية قال في تصريح لهبة بريس ” يبدو ان المغرب قد جهز خطة شاملة لمواجهة جميع الاحتمالات المتعلقة بقضية الوحدة الترابية،وهذا القرار ينم عن جهد استراتيجي مدروس، والمغرب ينتظر تعهدات الأمم المتحدة و القوى الدولية في مجلس الأمن بشأن الحرص على احترام وضع المنطقة العازلة التي تعتبر وسيلة أممية لدعم السلام،و الأمم المتحدة تدرك أن البوليساريو جماعة ليس بيدها القرار والجزائر هي من تقول لا أو نعم. “
وكشف بودن أن ” الخيار العسكري يبقى محتملا لكنه سيكون الحل الأخير طالما ان المغرب يستند على حق الدفاع المشروع عن حماية سيادته” قبل ان يضيف ” الملاحظ أن الرأي المغربي لا يفضل حصول السيناريو الأسوأ لكنه يدفع برأي عقلاني مفاده انه بعد فهم الواقع وتشخيص الحالة إذا تبين أن اللجوء للقوة ضرورة ستقف الجبهة الوطنية لحماية القرار السيادي”
وحول السيناريوهات المحتملة كشف بودن انه بالنظر للوضع الراهن يمكن الحديث عن 03 سيناريوهات :
السيناريو الأول : تحمل الأمم المتحدة لمسؤوليتها قصد فرض مضامين الاتفاق العسكري لسنة 1991 على البوليساريو و التأكيد على الوضع الخاص للمنطقة العازلة،وعدم الاكتفاء بالاعتراف بجهود المغرب والتزامه السابق بالانسحاب من الكركرات استحابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة،و انما فرض تحمل المسؤولية الدولية على الجزائر و البوليساريو،وهذا السيناريو يوفر أجواء استمرار مسار التسوية عبر القنوات الدبلوماسية والمبادرات السياسية.
السيناريو الثاني : الرفع من مستوى التغطية والرقابة العسكرية بالمنطقة التي انتهكتها البوليساريو وهذا قد ينتج اشتباكا منخفضا.
السيناريو الثالث : التدخل العسكري المباشر لفرض احترام السيادة الوطنية و الشرعية الدولية،وإجهاض نقل هياكل البوليساريو لمناطق البئر لحلو،تفاريتي،والمحبس،وهذا السيناريو قد ينتج سيناريوهين الأول متعلق بنشوب حرب في المنطقة والثاني يتعلق بفرض إرادة على الطرف المغلوب.
وحول الحالات التي تستوجب تدخلا عسكريا من المغرب وقف بودن عند الحالة الأولى وتعلق “بإصرار الجزائر على تمويل البوليساريو والدفع بها و بأجهزتها للتموقع في شرق الجدار العازل،لتنفي عنها صفة الطرف الحقيقي في النزاع من جهة ومن جهة أخرى تبحث كحاضنة عن موقع للبوليساريو خارج أراضيها”
لحالة الثانية : شروع البوليساريو في بناء الهياكل و النقط في المنطقة وخاصة ما يسمى مؤسسة الرئاسة و إدارة الدفاع و المجمع الحكومي.
الحالة الثالثة : ترحيل مخيمات تندوف للمنطقة العازلة،وتدخل المغرب في هذه الحالة سيثير انتباها على المستويين الإقليمي و الدولي، وحالة التردد في الرد على هذا الانتهاك ستعتبر البوليساريو من خلاله أن كل الأوضاع قابلة للتغيير،ولذلك فما يجب حسمه هو أن النية الهجومية حتمية لدى المغرب في هذه الحالة.
محمد بودن : محلل سياسي / رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية المؤسساتية