النواصر مدينة الطيران.. البناء العشوائي يبلغ مداه والداخلية تدخل على الخط
طارق عبلا_ هبة بريس
منطقة النواصر التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي ومواردها المالية الهامة، كان لتعيين عبد الله شاطر الحاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية وخريج السلك العالي للتدبير بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولة كعامل على إقليمها (كان) له الوقع والأثر الكبير للمضي قدما بالمدينة نحو الأفضل، لكن ان يصطدم رؤيته ومجهوداته باختلالات تدبيرية لبعض المنتسبين لإدارته وعلى رأسهم قائد المنطقة الذي لم يمر على تعيينه سوى شهور قليلة، حتى باتت المنطقة تغرق في فوضى البناء العشوائي التي أضحت تتم نهارا جهارا وامام اعين الجميع ناهيك عن معضلة حفر الآبار المخيفة التي أثرت سلبا على الفرشة المائية والبنية التحتية للمنازل والشقق المجاورة.
فوضى البناء العشوائي والاختلالات التدبيرية، كانت قاعدة لفعاليات المجتمع المدني التي وجههت سلسلة من الشكايات التي تقاطرت على مكاتب مختلف القطاعات المعنية بلغت مبلغ مكتب وزير الداخلية، مما جعل الأخير يوفد لجنة مختلطة للوقوف على مضامين الشكايات.
اللجنة التي زارت المنطقة يوم الثلاثاء الماضي، لازالت تواصل تحقيقاتها والاستماع لمختلف المعنيين بالأمر، وقفت على حجم الكارثة من خلال قيامها بجولات استطلاعية ميدانية قبل ان تحرر تقريرا مفصلا في الموضوع الذي لاشك ان يقطف رؤوس العديد من المسؤولين هناك.
وكشفت مصادرنا، أن فوضى البناء العشوائي وحفر الآبار بطرق غير مشروعة، كانت تتم بمباركة من من بعض أعوان السلطة “عون وشيخ” مستغلين الوضعية الوبائية وانشغال السلطات المحلية في تدبير خلية الازمة، مشيرة إلى انه وامام تفاقم الوضع الكارثي للبناء العشوائي تمت التضحية بعون سلطة تماشيا ومقولة “طاحت الصومعة علقو الحجام”، هذا في الوقت الذي مازالت جحالف البناء العشوائي تواصل عملها في تحدي مباشر للسلطات الإقليمية.
ويأمل النسيج الجمعوي بالمنطقة من زيارة اللجنة التي أوفدها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أن تضع حدا لهذه الفوضى التي تعصف بمنطقتهم التي تعد من المناطق الحيوية والغنية بمواردها ومطارها الدولي، من خلال تقديم كافة المتورطين إلى التحقيق دون استثناء، وأن لا يتم طي الملف عبر تقديم بعض أعوان السلطة كقرابين، وغض الطرف عن المسؤولين الحقيقيين.