مساخيط العهد الجديد .. الحلقة الرابعة : زكريا المومني “البطل الطماع”

لبنى ابروك – هبة بريس

الوطن كلمة محدودة الأحرف، واسعة المفهوم، الوطن، ذاك المكان والمصير والاحساس المشترك، هو البيت الكبير الذي يجمعنا والحضن الدافئ الذي يدفينا، هو المساحة التي نفتخر بالانتماء إليها ونشتاق ونتشوق للعودة إليها اذا ما ابتعدنا عنها.

يقال أن الوطن أم، وكل متمرد عن أمه “عاق” و “مسخوط” كما يقال بالعامية المغربية، أي ناكر لجميل والداه اللذان احتضناه وربياه ورعاه.

سنتحدث في هذه السلسلة، عن أشخاص “أكلوا من الغلة وسبوا الملة”، أشخاص ولدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا في هذه البلاد السعيدة، وأكلوا من خيرات هذا الوطن وتمتعوا بامتيازاته، قبل أن ينقلبوا عليه ويصبحوا من أعدائه.

أشخاص أصبحوا دون أعذار أو سابق إنذار، يلبسون عباءة “المعارضة” ويتحدثون بلسان “العدو”، أشخاص يهاجمون ويعارضون دون الدفاع عن مبدأ وموقف عام، بل لتحقيق مصلحة شخصية ومنفعة معينة.

قد نتسامح مع شخص ثار عن القوانين وتعدى الحدود الحمراء، للدفاع عن موقف أو حق عام، لكننا لن نغمض أعيننا عن شخص رفع شعارات “نضالية” للدفاع عن مصلحته الشخصية ولاستغلال ذلك في تحقيق أغراض مادية .

“بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضلوا علي كرام” قولة يجهلها أو يتجاهلها عدد من هؤلاء الذين اختفلت أسباب وأهداف معاداتهم لوطنهم، لكنهم اجتمعوا في اختيارهم الهرب الى بلدان أجنبية للاستقرار بها والخروج إعلاميا في قنواتها لقصف وجلد وطنهم الأم دون أن يندى لهم جبين أو يحسون بتأنيب ضمير.

مساخيط العهد الجديد .. الحلقة الرابعة : زكريا المومني “البطل الطماع”

في سنة 2015، أقدم زكريا المومني على تمزيق جواز سفره المغربي، على الهواء مباشرة خلال حضوره ضيفا في برنامج ” دقيقة 64″ على قناة “TV5″ الفرنسية.

زكريا المومني الملاكم المغربي الحامل للجنسية الفرنسي، برر اقدامه على تمزيق جواز سفره بالقول:”أنا لا أتشرف بحمل جواز بلد يعذب مواطنيه” فما هي قصته?

في سنة 1999 حصل لمومني، على بطولة العالم في “لايت كونتاكت” بمالطا كأول مغربي وافريقي يتوج بهذا اللقب، وكأي بطل رفع راية المغرب خارجا، قامت الصحافة المغربية بالواجب مع لمومني وكتبت عنه وتغنت بفوزه عبر عشرات المقالات والفيديوهات.

تغني الصحافة بالبطل المغربي “العابر” تسبب في غروره ثم رغبته في المتاجرة واستغلال هذا اللقب لتحصيل مكاسب مادية مهمة من الدولة، فتارة يطالب بالحصول على منصب مرموق وأخرى يطالب بالاستفادة من “كريمات” له ولأسرته لضمان عيش كريم بقية حياته.

المومني الذي أنهى مشاوره مبكرا في رياضة “الكيك بوكسينغ” وبدل توجيه لكماته نحو منافسيه، اختار توجيه هذه الضربات يمينا وشمالا نحو بلده ومساومة مسؤوليها، لتمكينه من امتيازات مهمة “دون وجه حق”.

المومني الذي جرب “الاحتيال” على الدولة والحصول على وظيفة وراتب مالي كبير مدى الحياة، اتجه الى النصب على بعض المواطنين بدعوى علاقاته مع أشخاص بفرنسا وقدرته على تهجير المغاربة نحو اوربا بسهولة، قبل أن يتم اعتقاله سنة 2010 بعد شكاية وضعها ضده شخصين أعطاه مبلغ 1200 اورو و أخلف بوعده معهما .

اعتقال المومني لم يكن ب”المصيبة” بالنسبة له ولمقربيه، بل كان “كارط الجوكر” الذي سيستخدمه فيما بعد لمساومة السلطات بين تمكينه من مبالغ مالية مهمة أو ادعائه تعرضه للتعذيب ونشر سيناريوه “المفبرك” في القنوات الاجنبية ولدى المنظمات الدولية.

مباشرة بعد حلوله بالمغرب شهر شتنبر 2010، اعتقلت المصالح الامنية زكريا لمومني للتحقيق معه ومحاكمته بالمنسوب إليه، هذا الاعتقال الذي صورته زوجته الفرنسية “اختطافا” وأخذت تنشر الخبر في الصحف الاجنبية ولدى المنظمات والجمعيات “اللاحقوقية” التي تتعطش للترويج لصورة وسمعة سيئة حول المغرب.

حوكم المومني بالسجن 3 سنوات نافذة، غير أنه قضى 17 شهرا منها واستفاد من عفو ملكي في فبراير 2012، وخرج ليبدأ رحلة المساومة والتسول والابتزاز.

لم يترك المومني الذي كشفت وثائق مؤكدة استفادته من مأذونيتين “واحدة له وثانية لوالده”، طريقا لاستغلال قضيته أبشع استغلال للاستفادة من مبالغ مالية “خيالية” مقابل الكف عن الترويج لمزاعم تعرضه للتعذيب خلال فترة اعتقاله .

المومني “الذي أراد الحديث مع الملك” تجاوز سقف أحلامه ومساعيه، إنجازاته وأخذ يطالب الدولة بالحصول على مبلغ 5 ملايين يورو لإنشاء نادي لرياضة الكيك بوكسينغ بباريس، أو الاساءة اعلاميا وحقوقيا للسلطات المغربية ولمسؤوليها الكبار في شخصي منير الماجيدي وعبد اللطيف الحموشي.

اتهامات المومني التي لم تستند على أية حجج ودلائل وضعته في موقف محرج، خصوصا بعد الكشف عن توفر محامي الدولة على تسجيلات ل”البطل العابر” تفيد مساومته للسلطات ومطالبته بمبلغ 6 ملايين درهم مقابل “الصمت”.

ولأن الدولة ترفض منطق المساومة والابتزاز خصوصا لو تعلق الأمر برموزهما وتوابتها ومقدساتها “كما وقع في قضية الصحفيين الفرنسيين ايريك لوران وكاترين غارسييه مع الملك محمد السادس”، رفع الماجيدي دعوى قضائية في فرنسا ضد المومني بتهمة التشهير والقذف، هذه الدعوى التي انتهت بإدانة زكريا مع تغريمه 1500 يورو لصالح سكرتير الملك.

المومني أو “كركوز” القنوات الفرنسية والمنظمات “اللاحقوقية” التي استغلت قضيته للترويج لمغالطات ومزاعم خدمة لأجندات معلومة، يعد أحد مساخيط العهد الجديد، الذين أعمى الطمع أعينهم وأضحوا يسعون لامتيازات أكثر وأكبر وبشتى الوسائل المشروعة واللامشروعة تحت شعار “الغاية تبرر الوسيلة”.

فهل تبرر غاية المومني في الاستفادة من ملايين الدراهم دون وجه حق وسائله المرفوضة?

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى