هل أصابت ” لعنة ” اليهود المغاربة حزبي “البام والتقدم والاشتراكية” ؟؟

إن الوضع الذي عاشه حزبي الاصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، بعيدا عن ما يقع بالساحة السياسية المغربية من تجادبات و صراعات داخلية، انطلقت بعض شرارتها بقوة إبان الحراك الديمقراطي، لتستمر طيلة ولايتين لترأس حزب العدالة والتنمية للحكومة، بعد انتخابين تشريعيين، لكن مقابل ذلك هناك قرارات اتخدتها بعض هذه الاحزاب يمكن أن تكون سببا خفيا فيما يقع بداخلها الان من تشردم ومواجهات، في الوقت الذي كان المواطن المغربي ينتظر منها ان تصطف الى جانبه في مواجهة التحديات المعيشية والقرارات الحكومية التي عصفت بأحلام الكثيرين نحو حياة كريمة.

جريدة ” هبة بريس” تسلط الضوء على جزء من كواليس قرارات اتخذها زعماء الحزبين ضد ” اليهود المغاربة” حول من إقترح سحب ” الجنسية” او حول من عبر عن دعمه لمقاومة، بعيدا عن قرارات الدولة المغربية وتعزيز السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين في الشرق الاوسط .

زعيم البام الياس العماري وقرار سحب الجنسية عن اليهود المغاربة

مباشرة بعد اعتزام حزب الاصالة والمعاصرة في عهد أمينه السابق ” إلياس العماري” تقديم مقترح قانون للبرلمان يهدف الى نزع الجنسية عن ” اليهود المغاربة” القاطنين في المستوطنات الاسرائلية، خرجت كل الفعاليات اليهودية بالخارج، للتعبير عن استنكارها من هذا القرار الذي وصفوه ب ” الطائش والمتهور”، و شرعوا في جمع التوقيعات من أجل مراسلة الملك محمد السادس ومستشاره الملكي من أصل يهودي، أندري أزولاي، للوقوف في وجه البام .

وكان إلياس العماري، الأمين العام لحزب “البام”، طرح فكرة نزع الجنسية عن مغاربة المستوطنات خلال لقائه في وقت سابق مع خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”.

ومن ضمن ” اليهود المغاربة ” الذين إعترضوا مقترح الياس العماري ، اليهودي المغربي ” سيمون سكيرا، الأمين العام لفدرالية اليهود المغاربة بفرنسا، الذي بشدة عن أحقية اليهود المغاربة في الحفاظ على جنسيتهم المغربية أينما كانوا، سواء داخل المستوطنات الإسرائيلية أو في مناطق أخرى.

وكان اليهودي ” سيمون ” قد وجه تسائل الى حزب الأصالة والمعاصرة بالرغم من حداثة تأسيسه، عن واقعة اضطرار آلاف اليهود المغاربة إلى مغادرة البلد مكرهين تحت ضغوطات وتواطؤ عدد من الفعاليات السياسية بعد طردهم نحو بناء إسرائيل، لكن مهما ذلك يقول ” سكيرا” وبالرغم من مرور 70 سنة عن هذا الحدث التاريخي بقي ” اليهود المغاربة يحبون بلدهم والملك، ويدافعون عن مصالحه ويزورنه سنويا للاحتفال بمواسمهم وتجسيد التعايش التاريخي المشترك”.

وحول فكرة الاقامة بالمستوطنات الاسرائلية المغاربة، كشف اليهودي المغربي ” ، أن هؤلاء اليهود لم يتوجهوا إلى هناك لدوافع سياسية، بل اقتصادية محضة، وزاد موضحاً: “لكي تشتري منزلاً في تل أبيب يجب أن تكون مليونيراً”.

مشروع القانون لم يتم تدوله حتى بالبرلمان، وهدأت العاصفة على اليهود المغاربة، لكن مقابل ذلك لم تهدأ في وجه الامين العام السابق إلياس العماري، الذي دخل في مشاحنات مرة مع خصومه السياسيين واخرى مع أعضاء من حزبه، ليتم إزاحته وانتخاب بنشماس، وبعدها تبعثه ” اللعنة اليهودية” الى رئاسة جهة طنجة تطوان، حيت لم يسلم من المشاحنات والتصادمات حتى قيل عليه ” راه راه ولغوات وراه” .

زعيم pps زار فلسطين ودعم النائبة ” خالدة جرار”

في سنة 2014 ، زار وفد من قيادة حزب التقدم والاشتراكية، برئاسة الأمين العام للحزب محمد نبيل بن عبد الله، في إطار زيارة عمل و تضامن للأراضي الفلسطينية، بزيارة تضامنية للنائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار، بعد أن قرر الاحتلال الإسرائيلي إبعادها إلى أريحا.

وكان بنعبد الله قد عبر عن دعم حزبه لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائلي، كما قام بزيارة للقدس ولقاء ممثلين عن السلطة الفلسطينية، وبعد عودة هذا الاخير الى أرض الوطن، بدأت ” اللعنة” تلاحقه، فقد حقيبته الوزارية وحقائب أخرى، عاش حزبه الى الان مواجهات داخلية، غادر الحكومة بعد ان فقد كل شيء، ولازالت الايام القادمة تحمل الكثير من الرجات لا يعرف مستواها.

وحسب أرقام رسمية سابقة لوزارة الداخلية المغربية، يوجد حوالي 800 ألف مغربي ومغربية قاطنين بإسرائيل، ويشكلون نسبة هامة من الجالية المغربية في الخارج التي تقارب 5 ملايين.

وتشير آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن المغرب كان يضم أكبر جالية يهودية في البلدان الإسلامية، “التي بلغ تعدادها في ذروة ازدهارها نحو 260.000 يهودي في منتصف سنوات الـ50”. وفي بداية 1961 كان في المغرب نحو 164,000 يهودي “جرى تنفيذ “عملية ياخين” في حقهم بين السنوات 1964-1961، وقدم خلالها إلى إسرائيل من المغرب نحو 80.000 يهودي”.

الإحصائية الرسمية التي قدمتها الخارجية الإسرائيلية ترصد أيضا “نحو 16.000 يهودي هاجروا بصورة سرية” من المغرب، لتؤكد أنه “منذ إقامة دولة إسرائيل، هاجر من المغرب إلى البلاد نحو 250 ألف يهودي، فيما يعيش فيها حاليا نحو 2500 يهودي”، وفق الأرقام ذاتها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنا أقول تبعتهم اللعنة الشعبية لمنتخبيهم حين استفاقوا على ضعف أدائهم المخزي بل أكثر من هذا لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية و حين طردوا مذلولين من المؤسسة الحكومية لم يستوعبوا الدرس و دخلوا من نوافذ ضيقة كاللصوص ليتفاجؤوا مر أخرى بالطرد . لا ذمة لهم ولا مصداقية أينما حلوا وارتحلوا ستتبعهم لعنة المغاربة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى