وزراء “مختفون”.. اختارهم رئيس الحكومة و لا يعرفهم المغاربة؟؟‎

عددهم في الإجمال أربعون ، يترأسهم سعد الدين العثماني ، منهم الوزراء و منهم الوزراء المنتدبون و أخرون بصفة كتاب دولة ، هكذا هي تشكيلة الفريق الحكومي بالمغرب الذي يقوده حزب العدالة و التنمية بتحالف يضم إلى جانب التقدم و الاشتراكية كلا من التجمع الوطني للأحرار و الاتحاد الاشتراكي و الحركة الشعبية و الاتحاد الدستوري.

ستة أحزاب أفرزت لنا حكومة بأربعين حقيبة وزارية ، بعضهم يعرفهم المغاربة عن ظهر قلب إما بسبب إدمانهم على الظهور في نشرات أخبار الثامنة بقنوات دار البريهي و عين السبع ، أو بسبب فضيحة ارتبطت بإسمهم أو عبر مرورهم “الكرتوني” بإحدى الكبسولات الترفيهية التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أخرون لا يعرف جل أبناء هذا الشعب لا أسماءهم و لا المناصب التي يشغلونها بالحكومة.

و من بين الوزراء الذين تعود المغاربة على صورهم و أسمائهم خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي نجد سعد الدين العثماني و الذي منذ تعيينه كرئيس للحكومة تنافس رواد الفايسبوك في ابتكار طرائف بخصوصه خاصة فيما يتعلق بصمته عن أحداث عدة عودنا خلفه بنكيران على استغلالها إعلاميا للخوض فيها.

أخنوش الذي يتقلد حقيبة “ثقيلة” جدا تضم الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات أيضا يعرفه المغاربة عن ظهر قلب بعدما تعودوا على رؤيته في كافة وسائل الإعلام ، و معه أيضا ينضاف إسم لفتيت و الرميد و بوسعيد و مولاي حفيظ العلمي و الرباح و الداودي واعمارة و بوليف و يتيم “الفايسبوكي” و الخلفي المكلف بالعلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني و الناطق الرسمي بإسم الحكومة.

و برزت في الأونة الأخيرة بعض الأسماء التي سايرت الركب و بدأت تخرج للعلن سواءا في مناسبات رسمية أو بدونها و منها ناصر بوريطة الرجل الذي تناولت إسمه بعض المنابر في ملف حساس ، و الأعرج وزير الثقافة و الاتصال ، و بنعتيق وزير الجالية و محمد أوجار وزير العدل و التوفيق أقدم الوزراء “المعمرين” الذي طال مقامه بوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و محمد ساجد الذي منحت له حقيبة السياحة و النقل الجوي و الصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي ، فضلا على الطالبي العلمي الذي غزت صورته رفقة شعار “مونديال 2026” المثير للجدل و تصريحاته بخصوص المخيمات و صلاة الفجر كافة مواقع التواصل الاجتماعي.

بدورهن ، كان لنون النسوة في تشكيلة العثماني نصيب من البروباغندا الإعلامية خاصة لوزيرات أخرجهن “لسانهن” من عتمة الرسميات ليصبحن مادة دسمة للمنابر الإعلامية خاصة الإلكترونية منها و لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقلت صورهن و زلات لسانهن في خرجات غير محسوبة و أبرزهن بسيمة الحقاوي “مولات 20 درهم” و شرفات أفيلال “مولات جوج فرنك” و لمياء بوطالب “مولات الدارجة” ، فيما حافظت امباركة بوعيدة على تلك الصورة الهادئة التي توطدت في أذهان المتتبعين منذ كانت منتدبة لدى الخارجية.

أما الباقون من الأربعون ، فعدد كبير من المغاربة لا يعرف أسماءهم و لا صفاتهم الوزارية ، إما بسبب خرجاتهم الإعلامية “الشاحبة” المعدودة على رؤوس الأصابع أو بسبب تقلدهم حقائب “غير زايدة” حسب تعليقات عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين سخروا من غيابهم عن الساحة كباقي نظرائهم من خلال عبارة “وزراء مختفون”.

و من بين هؤلاء الوزراء “المختفون” عن الواجهة نذكر محمد حجوي الأمين العام للحكومة و عبد اللطيف لوديي و محمد بن عبد القادر و عبد الأحد الفاسي الفهري و أمزازي و أنس الدكالي و نور الدين بوطيب و محسن الجزولي و جميلة المصلي و منية بوستة و حمو أوحلي و فاطنة لكيحل و خالد الصمدي و محمد الغراس و رقية الدرهم و عثمان الفردوس و نزهة الوافي.

هاته الأسماء الأخيرة لم يتعود المغاربة كثيرا على سماعها و ربما من القراء من يسمعها لأول مرة و أكيد أن غالبية منهم تفاجأ و طرح السؤال “واش بصح هادو وزراء كاينين في الحكومة؟”، الجواب نعم هؤلاء وزراء في حكومة العثماني ، ربما لا تعرفونهم لكن رئيس الحكومة قد اختارهم و هو وحده من يعرف لماذا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى