عودة الملك للبيضاء تستنفر المسؤولين و الأشجار تنمو فجأة بالشوارع و الساحات‎

هبة بريس – ياسين الضميري

يبدو أن كل مدن و قرى المغرب باتت اليوم تتمنى زيارة ملكية لعاهل البلاد لمنطقتها حتى يعمها الخير الوفير و يتحرك مسؤولوها و ينفض عنها غبار التهميش و النسيان و ترقع أزقتها و تطلى واجهاتها و تزين جدارياتها و تزفت طرقاتها و تصبغ “طروطوارتها” و ينبت الشجر و النخل بمداخلها و تبلط أرصفتها و هلم جرا.

مناسبة هذا التقديم الذي سئمنا و مللنا من استنساخه كل مرة و حين ، هو العودة الميمونة لملك البلاد للعاصمة الاقتصادية و التي يرتقب أن تكون بحر هذا الأسبوع ، حيث لم يعد البيضاويون في حاجة لبلاغات الديوان الملكي و لا نشرات الأخبار لكي يتعرفوا على تاريخ زيارة الملك لمدينتهم ، بل باتوا يعرفون موعد زيارته مباشرة حين يرون الرايات ترفرف بشارع محمد السادس و حين يشاهدون انتشار المئات من رجال الأمن بالشوارع و كذا حين يستفيقون على وقع حملات طرد الباعة و “الفراشة” من أرصفة كراج علال و وضع “البارييرات” بجنبات الرصيف.

هكذا صار المشهد بالبيضاء مألوفا كلما اقترب موعد قدوم ملك البلاد الذي يحل معه الخير و الأمن أينما حل و ارتحل في هذا الوطن ، و كأن هؤلاء المسؤولين الذين قال عنهم جلالته في خطابه “ألا يستحيون حين يقفون بشارات المرور…” يستحيون فقط حين مقدمه الشريف ، فيتحركون ليلا نهارا و لا يغمض لهم جفن إلا بعد أن يغادر المدينة التي يحل بها بعد أن تنجوا رقابهم من غضبة يتحسسون سوطها طيلة المقام.

سكان العاصمة الاقتصادية استفاقوا خلال اليومين الأخيرين على وقع أوراش “ترقيعية” اسثتنائية لكافة الطرق المؤدية للقصر الملكي العامر بحي الحبوس بالبيضاء مما يؤكد و بجلاء أن ملك البلاد سيفد خلال هذا الأسبوع للعاصمة الاقتصادية، أخبار يؤكدها انتشار عدد كبير من عناصر الأمن بمختلف المدارات الطرقية و القناطر و الشوارع الرئيسية خاصة تلك المؤدية للقصر و الإقامة الملكية.

ساكنة البيضاء فعلا محظوطة كما أكد أحدهم ، محظوظة لأن الملك سيعود إليها ، فبعودته يعود الأمن و الأمان للبيضاويين ، بعودته للبيضاء يقل الاكتظاظ بكراج علال و درب عمر، بعودته تخضر المدينة و تتزين و تلبس أبهى الحلل، و بزيارته ينمو العشب و الشجر و النخل بكل المعابر و الشوارع التي يمر بها ، لكن الخوف كل الخوف و هذا أمر مؤكد أن تعود البيضاء لسالف العصور فور مغادرة موكب الملك في اتجاه منطقة أخرى.

و في الوقت الذي سينعم فيه جلالته على البيضاء بزيارته الكريمة و مشاريعه الوفيرة، تترقب مدن أخرى ان تشملها الزيارات الملكية حتى يتحرك مسؤولوها و تستفيد بدورها و لو مؤقتا من أوكسجين ذاك الشجر الذي ينبت بين ليلة و أخرى و يغادر بعد مغادرة آخر سيارة للموكب الملكي، فمرحبا بالملك أينما حل و ارتحل…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. خدع العدالة والتنمية بل أقول الرذالة والتسمية.كل شيء واضح ومفضوح ولا ناهي ولا منتهي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى