الاختلاف …بين اليوسفي ”رجل دولة“ وبنكيران ”رجل دعوة “

هبة بريس – رضى لكبير 

أثارت الخرجات الإعلامية الأخيرة لعبد الإله بن كيران، الكثير من الجدل والانتقاد للرجل على عشقه مجددا للكاميرات، سواء تعلق الأمر بكاميرات رجال الإعلام أو الكاميرا الخاصة بسائقه الخاص، الذي يقوم بعمل البث المباشر على صفحته الشخصية بموقع فايسبوك.

بن كيران وبعد تسريبات تحصله على معاش استثنائي ظل يخفيه عن المواطنين المغاربة لمدة زمنية ليست بالقصيرة، خرج في أخر تصريح إعلامي، ليقارن نفسه بالاتحادي عبد الرحمان اليوسفي معتبرا على أنه هو الآخر تحصل على معاش استثنائي ولم تثار عليه كل هذه الضجة التي أثيرت حول ”الزعيم الأممي“.

وفي هذا الصدد قال خبير القانون الدستوري، رشيد لزرق على أن المتابع لخطاب بنكيران وتركيزه على مقارنته بالأستاذ عبد الرحمان اليوسفي تقتضي عدة توضيحات، من بينها أن اليوسفي كرجل دولة، بما كانت له من خبرة في العمل المؤسساتي والنضال الديمقراطي، أحاط نفسه بشخصيات ذات كفاءة، من خلال ما يتمتع به من رؤية  لدمقرطة الدولة والانتقال بها، بخلاف بنكيران رجل الدعوة الذي خلط بين منطق المؤسسات ومنطق الجماعة.

وأضاف لزرق معتبرا على أن اليوسفي يتميز بقوة الأنا، بخلاف بنكيران الذي يعاني من تضخم الأنا، حيث يتجلى الإختلاف بينهما-حسب-لزرق- في أن اليوسفي كان رجل دولة حقيقي، و ممارسته السياسية تجاوزت نمط الذاتية بتعامله مع الخصوم وفق ثقافة مواطنة، بخلاف بنكيران الذي يعاني من تضخم الأنا، مارس الهجوم، و المواجهة في سعي منه لنفي المعارضة، وفرض الهيمنة والفوقية والتعالي، بترديده للازمة “أنا رئيس الحكومة” و شخصنة الحكومة، مما منعه ، من الانصات للمخالفيين، هذا المسار، كشف عن طيبعة  عن رؤيته للآخر، و كشف عن طبيعة ذهنيته الهشة التي يعاني منها، مما جعل ممارسته لا ترقى لمنطق المؤسسات و رجال الدولة.

واسترسل لزرق في تصريحه لجريدة ”هبة بريس“، بأن ما جاء أعلاه هو الذي وقف حجرة طريق في وجه بنكيران، وعليه لم يستطع بلوغ مرتبة رجال الدولة، رغم وصوله إلى رئاسة الحكومة، حيث ظل حبيس تدبير الأمور وفق أسلوبه السياسي الدعوي وثقافته الأبوية، ويظهر ذلك في عقدة الأنا وتضخم الذات، ومواجهة الخصوم بمنطق الهجوم. اشتغل بنكيران كرجل سياسة بحكم هوسه الانتخابي، ومعه انحدر الخطاب مما هو سياسي إلى ما هو سياسوي، وتدنت المؤسسات من مستوى الفاعلية المنفتحة على ما هو عام وعمومي إلى ما هو خاص وخصوصي. وشاهدنا بنكيران مناضلا فئويا انتفت فيه صفات القائد إلى الاب المرشد والداعية.

وزاد لزرق موضحا على أن اليوسفي كرجل دولة، يمتاز بأن له عقلية المؤسسات، وبأنه شخص يدرك أنه يشتغل على الشأن العام، يتحمل المسؤولية السياسية، ضمن سياق متناقض، وحكومة ائتلافية تكون فيها مناوشات وتناقضاته وتعارضاته، لكن تكون رئاسة الحكومة بوصفها مؤسسة دستورية على تواصل مع الجميع بنفس المسافة وفق منطق عمومي  يسوده التجرد .

وكشف لزرق بأن هذا التباين بين رجل الدولة ورجل الدعوة يزكيه ما لوحظ أيضا على بنكيران الذي جعل اللقاءات والتحالفات تتم في منزله، عوض مقر رئاسة الحكومة، وأنتج ممارسة سياسية مشوهة إلى حد كبير، وبالتالي فالذي لا يؤمن بالمؤسسات، لا يستطيع التقلب مع منطقها ولهذا لم يرقى بنكيران بفكره إلى مستوى الوعي بماهية الدولة، إيماناً وعملاً، قولاً وممارسة؛ فقد نهج سياسة المخاتلة في الخطاب والالتباس، وانحدرت معه الممارسة السياسية إلى مستوى غير مسبوق من العنف اللفظي، من حيث الفكر والقيم، إلى حضيض البؤس. وأفرز معه مرحلة الشعبوية من خلال مستوى حواره مع شركائه والمختلفين معه، في ظل احتباس مؤسساتي، وشخصنة غير مسبوقة، جردت معه الفعل السياسي من طابعه العام .

واعتبر رشيد لزرق بأن شعبوية بنكيران اتجهت نحو الفردية، وأسست لطغيان الفرد على المؤسسات، وبات ”بروفيل“ رجل الدولة عملة نادرة على مستوى الحضور الحزبي  الحكومي، أفرز رتابة في السياسة، تحول معه العام إلى خاص وليس العكس، مما حولنا لأحزاب الأفراد. وهو ما أفرز لنا تعيينات في القطاعات الوزارية بخصلة حزبوية ذاتية تعمل كملحقات حزبية تنتظر توجيه السياسي.

وأكمل لزرق بالقول :”في الوقت الذي أدرك عبد الرحمان اليوسفي، ضرورة بناء الديمقراطية، من خلال طبقة وسطى عريضة ، بالمقابل بنكيران اتجه الى الاخلال بالخيار الديمقراطي عبر اجراءات فتت الفئة الوسط، و باتخاد الاجراءات السهلة بحسه الاجرائي، لكون الرجل لم تكن له القدرة على استشراف المستقبل، و يظهر ذلك في تقديمه لسياسات غير شعبية على كونها انجازات“.

وختم لزرق بأن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، كان رجلا سياسيا وضع نفسه في خدمة حزبه، عوض أن يضعها في خدمة شعبه، و بذلك ينطبق عليه مقولة  جورج بومبيدو،  George Jean Raymond Pompidou حين قال «إن رجل الدولة هو سياسي يضع نفسه في خدمة شعبه، في حين أن السياسي هو رجل دولة يضع شعبه في خدمته».

 

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. Chacun a servie le pays de sa manière. Mais SVP, il ne faut pas oublier que Moulak Alyoussfi est marié a une française comme tous les politiciens laissés et imposés par Maman Franca, il a été gracié de la peine de mort à cause des interventions de maman Franca. Il a été utilisé lui aussi durant le 25e gouvernement de 1988 a 2000 (moins de deux ans). C’était un gouvernement de l’impasse pour le Maroc et son roi de l’époque, suivi par la suite par un autre deux ans du 26e gouvernement. Durant ces 4,5 ans de son pouvoir montrer nous le pauvre peuple les réalisations phares de ce monsieur. Sur une note de 10, il est n’est pas mieux que Benkirane. Mais les deux messieurs sont a mon humble avis ont été mieux comme premiers ministres que les autres deouis 1956.

  2. Moha-ouhamou
    تتحدث عن ماما فرنسا وانت تستعمل لغتها.الا انك اخفقت لغة ركيكة للاسف.ان اردت التعليق بلغة ماما فرنسا على حد تعبيرك .عليك بالقراءة الجيدة فلغتك الفرنسية ركيكة

  3. لا فرق بين هذا و ذاك ولاد عبد الواحد كاع واحد فاليوسفي أوتي به وقت السكتة القلبية و به أطلقت رصاصة الرحمة على الإتحاد الإشتراكي و بنكيران وقت الربيع العربي و الآن تجري عملية التخلص من حزب الباجدة و بهم تم تمرير أسوأ الملفات كالتقاعد و المقاصة
    و اليسار هوحقنة الشعب القادمة
    المهم أن لا شئ تغير منذ عهد الإستقلال نفس المشاكل نعيشها في التعليم و الصحة……

  4. a Mr Moha-Ouhamou
    la comparaison entre ben kirane et Mr EL YOUSSFI, n’a pas lieu d’etre, comme on dit chez nous -Ach jab Toz l alhamdou li allah-
    El youssfi est un grand Homme, qui se respecte et qui est respecté par tous, alors que Hadak .
    lakhor(a mes you son nom ne merite meme pas d’atre prononce) ne merite que mepris
    El youssfi peut etre marié a une française une israelienne, ou une extraterrestre, il reste plus musulman et plus honnete que Ton Maitre. au moins lui il est resté fidèle a ces ideaux et n’a pas denigré ces principes religieux une fois au pouvoir.
    depuis l’independance les deux gouvernements ayants fait progressé le pays sont le gouvernement el youssfi suivi de celui de jettou, et le gouvernement benkiki est venu pour detruire tout ce qui a été bati

  5. سلبياتهم أكتر من إيجابيتهم فسبب البطالة و مشاكل الشغل هو حكومة التناوب التي إقترحة و طبقة الخوصصة و جعلة الحوت لكبير يأكل الحوت الصغير بدون حسيب ولا رقيم اما الحكومة الملتحية فحدت ولا حرج بدأ بالضرائب والتعاقد وزيد وزيد

  6. أعود بالله أن يقارن بنكيران باليوسفي وإلا أصبح هدا من علامات الساعة. اليوسفي يبقى سيدهم والآخر……..

  7. على الأقل اليوسفي رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنه لم يرضخ ولم يعطي تنازلات على حساب مبادئه وحنكته السياسية…في حين ابن كيران ليس برجل دولة وإنما رجل مصلحة أعطى الكثير من التنازلات على حساب مبادئه فخان شعبه وخيّب امال من صوت على حزبه تعاطفا

  8. Mr Yousfi etait chef de gouvernement,marié d une étrangere,desire vivre ou il etait avant apres avoir ramassé une , belle fortune du maroc, et distribué pour ses compagnons des milliards sous prétetxte de MOUSALAHA ou sont passés ses collegues ministres exemple Mr ACH3ARI,EL GAHS et autres, je connais bien certains comment il etaient comment sont devenus, c est trop,Ou es AbbEs el fasi le grand milliardaire discret,sans condamner les uns et oublier les autres, tous sont les memes,sont là non pour travailler le pays, mais recolter des fortunes dont on reve,et vive notre adorable roi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى