البناء العشوائي بطماريس 1.. فوضى عمرانية وسط صمت يثير الشكوك
هبة بريس ـ الدار البيضاء
رغم الحملات المتواصلة التي يقودها جلال بنحيون عامل إقليم النواصر، بشكل شخصي و مباشر، لمحاربة البناء العشوائي والحد من تفشيه بمختلف جماعات الإقليم، إلا أن ما يجري بمنطقة طماريس 1 يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب.
ففي الوقت الذي تفرض فيه إجراءات صارمة على بعض المواطنين البسطاء بسبب خروقات بسيطة، تشيد في المقابل بنايات عشوائية ضخمة أمام أعين السلطات المحلية، دون أن تتخذ أي إجراءات، وكأن الأمر يتعلق بمواطنين فوق القانون وآخرين تحته.
الأمر اللافت أن هذه التجاوزات لم تعد خفية أو معزولة، بل أصبحت مشهدا مألوفا في المنطقة، خاصة عندما تتحول “الخيام البلاستيكية” إلى منازل قائمة في غضون سنوات قليلة، دون أي ترخيص قانوني.
و وفقا لمعطيات محلية، فإن عددا من أصحاب هذه البنايات يروجون لامتلاكهم نفوذا في المنطقة، وهو ما قد يفسر هذا الصمت غير المفهوم والانتقائية الواضحة في تطبيق القانون.
ففي الوقت الذي تهدم فيه محلات عشوائية بسيطة داخل الأحياء السكنية، يتم التغاضي عن بنايات مشيدة في مواقع استراتيجية مطلة على البحر، تشوه المنظر العام وتكرس مظاهر التسيب والاستهتار.
ولا تتوقف مظاهر الفوضى عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل عددا من المقاهي الواقعة تحت نفوذ جماعة دار بوعزة، التي لا تحترم القوانين الجاري بها العمل، سواء من حيث احتلالها للملك العمومي أو اشتغالها بدون ترخيص، وهو ما يطرح علامات استفهام حول مدى تواطؤ أو تساهل بعض رجال السلطة المحلية مع هذه الخروقات.
أسئلة كثيرة تفرض نفسها في ظل هذا الوضع، فمن يحمي ملاك و مستغلي هذه البنايات العشوائية؟ ولماذا يطبق القانون بانتقائية؟ ومن المسؤول عن هذا الصمت المريب؟
استمرار السلطات المحلية في غض الطرف عن هذه الاختلالات، خاصة بمنطقة طماريس 1، يفتح الباب أمام تأويلات لا تخدم مبادئ الشفافية التي من المفروض أن تطبع عمل الإدارة الترابية.
وفي انتظار تدخل حازم من الجهات المركزية، يبقى البناء العشوائي شوكة في خاصرة المنطقة، يهدد جمالية فضائها العمراني ويقوض الثقة في دولة القانون.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsAppتابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegramتابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X