نافورات سطات .. المهزلة التي نهبت أموال دافعي الضرائب

لاحديث اليــــــوم داخل الأوساط السطاتية وخاصة الغيورين منهم من ساسة وفعاليات جمعوية ونشطاء فايسبوكيين، إلا عن حالة اليأس التي تلقي بظلالها عن التدبير للشأن المحلي بالمدينة، وحجم العبث و” الترقاع” الذي تعرفه بعض المرافق العمومية من حدائق وشوارع ونافورات وغيرها.

إلا العنوان البارز لهذه السياسة، ما تداوله العديد من شباب وأصحاب الصفحات الفايسبوكيين ناهيك عن ساكنة المدينة وزوارها، (ما تداوله) للعديد من الصور للنافورة التي طال انتظارها أمام الساحة المقابلة للقصبة الاسماعيلية، والتي كشفت بالملموس عن حجم “الضحك على الذقون” بعد انطلاق العمل بها الذي هو عبارة عن قنوات عشوائية لماء ينبع ويسيل ارضا دون حسيب ولا رقيب.

واقع الحال الذي تحول إلى مادة دسمة أثثت المشهد بصفة عامة على صفحات المواقع الاجتماعي.

نافورات نهبت المال العام وأخرى لا تصلح إلا للوضوء
أبرز المعلقين الغاضبين “عزيزبيدن” رجل تعليم بسطات وفاعل جمعوي وعضو معارض سابق بالمجلس البلدي، عبّر من خلال صفحته الرئيسية على الفايسبوك، عن تذمره للحالة التي آلت إليها العديد من النافورات التي نهبت على حد تعبيره المال العام، مبديا انبهاره بطعم السخرية عن واقع مرير قائلا بالحرف: ّ” انبهرت وأنا  أشاهد لأول مرة النافورة المتواجدة أمام القصبة الاسماعلية وأعجبت بتصميمها العجيب ومياها المتدفقة في كل مكان كما يقول، وأخاف أن يتم اقتباس هذا النموذج الفريد من نوعه من طرف دول او مدن أخرى”.

ولم يقف المتحدث عند هدا الحد بل تابعا تدوينته قائلا:” اننا نفتخر بها كثيرا وأتمنى أن تتميز مدينتا عن باقي المدن الأخرى.. انه العبث، انه الضحك على الدقون، انه تبدير المال العام  كيف يعقل ان توجد هذه النافورة بهذا الشكل العشوائي وفي هذا الموقع الاستراتيجي بالمدينة، من اختار هذا النموذج؟ ألم تكن هناك مراقبة؟ ألا توجد محاسبة في هذه المدينة؟

وتابع المتحدث من خلال صفحته الفايسبوكية قائلا: ” بعد استمتاعي بهذا المنظر الغريب انتقلت الى النافورة الواقعة قرب مديرية التجهيز والمجاورة لمقهى العيون فوجدت بأنها محاطة بسياج، فتساءلت ماذا يحصل لهذه النافورة؟ فقيل لي انهم يريدون اصلاحها.. هذه النافورة التي التهمت أكثر من عشرين مليون سنتيم تهدم لاعادة ترميمها من جديد، ماذا نسمي هذه الامور ان لم تكن تضييع المال العام دون رقيب اوحسيب، لماذا لا تتم محاسبة من أشرف على انشائها لأول مرة؟ فكما قلت في السابق في اجتماع بالبلدية هذه النافورة تصلح للوضوء فقط….لا أدري ماذا أصاب مدينة سطات؟هل هي العين؟ أم التهميش؟ أم غياب الارادة؟ أم الاقصاء؟ تساؤلات لم أجد لها جوابا” انتهت تدوينة المتحدث.

نــــــافورات تحــــــولت إلى مسابح لأولاد الفقراء

مع اقتراب فصل الصيف، تتحول  هذه النافورات التي رصدت لها أموال طائلة من دافعي الضرائب، إلى مسابح لـــــ”أبناء الفقراء”، من أطفال الأحياء الشعبية وأطفال الشوارع والمتشردين، الذين لايجدون متنفسا يليق بهم إلا اللجوء إلى السباحة بنافورة “مدارة الحصان” المتواجدة بوسط المدينة وحتى التي تم أنشاؤها قبالة القصبة الاسماعيلية، ليسبحوا في حوضها، أغلبهم يختار أن يرتمي داخلها بملابسه حتى يتسنى له الفرار إذا ما حلت دورية لعناصر الأمن فجأة بعين المكان، معرضين حياتهم وحياة غيرهم لخطر حوادث السير، سيما مع انطلاقهم من الشارع العام للغوص في صهريج هذه الأخيرة التي تستعمل تقنية تدوير المياه بالتيار الكهربائي لتشغيل المضخات المائية، الامر الذي يشكل خطرا عليهم في حالة إذا ما وقع تماس كهربائي، فضلا عن أن هذه المظاهر تشوه الدور الذي من أجله تم إحداث هذه النافورات، والتي يمكن أن تتعرض لتخريب معداتها من قبل هؤلاء الأطفال.

غياب مسابح عمومية.. أطفال تحت رحمة الغرق بالمستنقعات

غالبية الاطفال والشباب الهاربين من حرارة الشمس، يجدون انفسهم أمام شبح مياه هذه الأحواض أو بعض السدود التلية او نهر ام الربيع بمشرع بن عبو قصد الاستجمام والترفيه عن النفس، غير أنه كثيرا ما تكون رحلة البحث عن أوقات للاسترخاء والراحة مأساوية تبتلع  كل سنة عددا كبيرا من هؤلاء الأبرياء.

الهاربون من لهيب الشمس والأمل في انشاء مسابح عمومية

من الشباب ممن التقتهم ” هبة بريس”، برروا سبب لجوئهم إلى السباحة بهذه الأخيرة إلى عدم قدرتهم على تأدية تذكرة ولوج المسابح الخاصة،  وبُعد شواطئ البحر عن أحيائهم وعدم استطاعتهم التنقل إليها باستمرار، كما طالبوا الجهات المعنية بضرورة التفكير بإحداث مسابح عمومية لفائدتهم، تكون ملجأ لهم خلال فصل الصيف الحار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى